«الأيام» تستطلع أوضاع المعهد الصحي بشبوة .. مشاكل السكن والمكتبة والمختبرات في طريق الحل والوظيفة حلم أحلام الطلاب

> «الأيام» أحمد بوصالح:

>
المنشآت الجديدة في المعهد
المنشآت الجديدة في المعهد
يعد معهد العلوم الصحية بمحافظة شبوة أحد الصروح العلمية الكبيرة في المحافظة، ورفد القطاع الصحي بمئات الشباب الخريجين الذين أصبحوا فيما بعد يقدمون خدماتهم الانسانية للمواطن في مناطق المحافظة المختلفة .. «الأيام» زارت المعهد وأجرت بعض اللقاءات نوردها في الاستطلاع التالي:

الفكرة.. الحاجة.. النشأة
حتى وقت قريب كان القطاع الصحي بمحافظة شبوة يعتمد اعتماداً كلياً على الكوادر العاملة من أبناء المحافظات الأخرى وبالذات محافظات عدن، أبين، وحضرموت، وذلك لندرة المؤهلين للعمل في هذا المجال من أبناء المحافظة، الشيء الذي دعا المسؤولين في وزارة الصحة في الشطر الجنوبي سابقاً للتفكير في إنشاء معهد لتدريب وتأصيل الكوادر الصحية في المحافظة وفي العام 1989م خرج المشروع إلى النور وبدأت الدراسة فيه، ومنذ لكم التاريخ شهد المعهد عددا من مراحل التطوير والتحديث في الجوانب الانشائية والتعليمية. وتخرج من بين جنباته المئات بعد أن تزودوا بالمعارف التي أهلتهم للعمل في المجال الصحي وها هم يعملون في الميدان ويعكسون ما اكتسبوه في خبرات ومعارف على الواقع العملي.

الفتاة.. إقبال خجول
طغى الوجود الذكوري على الدراسة في المعهد في ظل اختفاء ملحوظ للفتاة خصوصاً بنت المحافظة لعدة أسباب، منها العادات والتقاليد الصارمة في المجتمع الشبواني، وكذلك تمركز المعهد في عاصمة المحافظة البعيد عن مجمل المديريات، وحتى عندما بدأ مشهد وجود الفتاة في قاعات الدراسة قبل سنوات قليلة ماضية فلم يكن إلا وجودا غير كبير ويمثل فتيات من خارج المحافظة وخصوصاً من محافظة أبين، فهن بدراستهن وتخرجهن ونيلهن الشهادة حصلن على فرصة التوظيف في القطاع الصحي الذي يفتقر للكادر الصحي النسوي، خصوصاً في مجال قبالة المجتمع والتمريض، ولكن ما يبشر بالخير فعلاً انخراط عدد من الفتيات من المحافظة في الدراسة خلال السنوات الاربع الاخيرة، وتم ذلك بتشجيع أولياء امورهن وبعض الجهات المانحة مثل المشروع الهولندي بالمحافظة والصندوق الاجتماعي للتنمية.

السكن أبرز المطالب
«الأيام» وإيماناً منها بأهمية ودور مثل تلك المرافق التعليمية التي تقدم خدماتها الجليلة للمجتمع شدت الرحال صوب مبنى معهد شبوة للعلوم الصحية بمدينة عتق، بهدف استطلاع أوضاع هذا الصرح العلمي الانساني .. وبدأت جولتها بالتقاء أهم عنصر مستهدف بعمل المعهد ألا وهو الطالب والتعرف على أحواله ومعرفة رايه في ما يقدمه المعهد له.

< كان أول من التقيناهم الطالب مبروك حسن بن عبدالعزيز، في السنة الثالثة، الذي قال لنا: «بصراحة الدراسة في المعهد تسير بشكل طيب، وخلال وجودي للسنة الثالثة على التوالي لم يحدث خلال تلك الفترة كلها أن توقفت الدراسة ولو ليوم واحد، نتلقى دراستنا بشكل طبيعي بموجب جدول الحصص المعد سلفاً، والمدرسون يبذلون جهوداً كبيرة في تعليمنا، وإدارة المعهد متواجدة بشكل يومي تحل مشاكل الطلاب إن وجدت وتراعي ظروفنا، خصوصاً أن معظم الطلاب هم من أبناء المناطق البعيدة، أما أبرز ما نعانيه فيتمثل في عدم وجود السكن طلابي لائق، وهذا يكلفنا الكثير من الخسائر المادية، حيث إن كل مجموعة مكونة من ستة أو سبعة طلاب يضطرون لاستئجار شقة للسكن وذلك يكلف أكثر من 10 آلاف ريال بخلاف الماء والكهرباء والمصاريف الأخرى، وهنا وعبر «الأيام» أناشد الحكومة ببناء سكن طلابي خاص بالمعهد.

المكتبة والمختبرات.. مطالب ملحة
< الطالب محمد مسعد الوصابي، في السنة الثالثة أيضاً، بدأ حديثه معنا بتوجيه كلمة شكر لإدارة المعهد والمدرسين كافة على ما قدموه لهم طيلة سنوات دراستهم الثلاث، وقال: «كلمة الشكر أقل ما نقدمه لاساتذتنا الأجلاء الذين قدموا عصارة أفكارهم وخبراتهم في سبيل تعليمنا، و أضاف كلمة صدق أقولها ولا أريد بها مقابل، فالدراسة تسير سيرا طبيعيا ولم تحدث أي عرقلة أو توقف لأي سبب كان، ولكن في المقابل هنالك أشياء أحب أن أشير إليها هنا تمثل مشاكل يواجهها الطالب يومياً كالسكن والمواصلات وعدم وجود مكتبة عامة ومختبرات فنية متطورة تساعدنا على تطبيق ما نأخذه نظرياً في قاعات الدراسة، ونحن اكتسبنا خبرة عملية من خلال عملنا التطبيقي في مستشفى عتق الذي لا ننسى أن نشكر إدارته على فتح كل أقسام المستشفى أمامنا للتطبيق العملي».

السكن.. المكتبة .. المختبر قيد التنفيذ
«الأيام» التقطت شكاوى الطلاب ووضعتها على مكتب الأخ د. أبوبكر محمد الشكلية، مدير المعهد، الذي قال:

«نشكركم على هذه الزيارة الغالية، ومعهد شبوة للعلوم الصحية تأسس عام 1989م وكان تابعاً لوزارة الصحة، حتى تم تحويله بموجب القرار الجمهوري رقم 224 الصادر عام 2003 إدارياً ومالياً وأكاديمياً إلى معهد أمين ناشر العالي للعلوم الصحية بعدن، ويقوم بتدريس التخصصات التالية: تمريض عام لفترة ثلاث سنوات بشهادة ثانوية صحية تسمح للطالب الحاصل عليها بمواصلة الدراسة الجامعية، وأيضاً قبالة مجتمع وهذا التخصص خاص بالفتيات فقط».

وعن أقبال الفتيات على الدراسة في المعهد قال د.الشكلية: «حقيقة خلال السنوات الأخيرة المنصرمة بدأ الاقبال من قبل الفتيات مشجعاً وقابلا للزيارة إذا توفرت بعض الأشياء الضرورية ونشر الوعي بين أوساط أولياء الأمور، وبالنسبة لشكوى الطلاب فواردة وفي محلها ولكنني أحب أن أقول لك إنها في الطريق إلى الحل، حيث تم الانتهاء تقريباً من بناء 4 فصول دراسية إضافية ومختبر ومكتبة عامة، بالإضافة إلى ترميم سكن الطلاب والطالبات وهذا المشروع بلغت تكلفته 24 مليون ريال بتمويل من الصندوق الاجتماعي للتنمية، وهذا المشروع سيحل الكثير من المشاكل التي واجهناها في السنوات الماضية».

وأضاف: «إن علاقتنا بالاخوة والزملاء في إدارة معهد أمين ناشر جيدة جداً، وهم متفهمون لكل متطلباتنا واحتياجات معهد شبوة ويعملون على حلها، كما لا ننكر وجود صعوبات نشعر أنها تعيق عملنا هنا في المعهد منها على سبيل المثال لا الحصر الكهرباء، فكما تعلمون وضع الكهرباء هنا في شبوة صعب، فالمعهد بكل ما فيه من قاعات ومرافق يحتاج إلى مولد كهرباء خاص به.

أيضاً نفتقد وسيلة مواصلات فالحافلة الوحيدة التي تمتلكها المعهد متوقفة نتيجة العطب منذ عدة شهور، وإصلاحها مرات كثيرة كلفنا خسائر مادية كبيرة كافية لشراء حافلة جديدة، وفي هذا السياق تلقينا وعودا بمنح المعهد حافلة جديدة ولم نتسلمها حتى الآن.

وفي الختام وبعد شكري لصحيفة «الأيام» لنزولها إلى المعهد واستطلاع أوضاعه لا أنسى أن أتقدم باسم إدارة المعهد وهيئته التدريسية وطلابه وطالباته إلى كل الجهات المانحة لمشروع الدعم الفني الهولندي والصندوق الاجتماعي للتنمية والـوكـالة الامـريكية للتنمية الـدولـية على ما يقدمونه للمعهد من دعـم ومساعـدات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى