هل آن للصوت العربي أن يرتفع؟!

> «الأيام» فهد علي البرشاء /العين - أبين

> بعيون دامعة وقلب حزين نطالع كل يوم صفحات اخواننا في لبنان وفلسطين .. صفحات تفوح من احضانها رائحة الخوف والحزن والقهر، صفحات بالكاد تطيق ما كتبته الاقدار على سطورها التي أخرسها الصمت العربي المطبق.. والتخاذل الدولي والاقليمي أمام الهجمة الاسرائيلية الشرسة على لبنان.. وحربها العشواء التي أتت على الأخضر واليابس دونما رحمة أو رأفة.. ودون مراعاة لمعايير الإنسانية والضمير.. قسوة تغتال احلام الطفولة.

ويدثر أمنيات التطلع الى المستقبل الواعد قصف من البر والبحر والجو.. شعب قضت مضاجهم لعلعة المدافع وأصواتها المرتفعة ووميض نيرانها .. يهربون من الموت الى الموت.. حالهم كحال «المستجير من الرمضاء بالنار».. منازل تنهار لتخفي بين ركامها الاجساد.. اجساد مزقتها المصفحات الاسرائيلية لتغدو أشلاء لا تقوى على جمع ذاتها.. جراح تتفتق وتتعمق، ودماء تراق وكرامة تهدر وحرمات تستباح.. نساء ترمل وأطفال أصبحوا يتامى ينامون على خوف وحزن وألم ويستيقظون على مجاعة وأمراض وتتكفل الاوبئة بقتل ما بقي منهم.. ويزرع الركود العربي والخنوع الدولي شجرة اليأس والقنوط في نفوسهم فتسيقها دموعهم المنسابة بحرقة على وجناتهم، وتخرس الآهات والأنات ألسنتهم وتبتلعها افواهم وهي تقول«لا حياة لمن تنادي».

فتتضح لهم ملامح صورة واحدة وحقيقة جلية لا غبار عليها مفادها أن السؤال لغير الله مذلة.. وأن سؤال العرب أنفسهم هي المذلة عينها، فوا أسفاه على حالنا.. ويا حسرتاه تنطقها كل أوصالي وهي ترتعش في كل يوم تنجب مزيدا من الألم والحزن.. فتناديني ذاتي من الأعماق قائلة:

قوم إذا ضرب الحذاء بخده ** صاح الحذاء بأي ذنب أضرب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى