سيناريوهات المستقبل في عيون 3 خبراء أميركيين

> «الأيام» متابعات:

>
مارتن إنديك: إيران وسورية سيطفئان النيران إذا وصلتهما
مارتن إنديك: إيران وسورية سيطفئان النيران إذا وصلتهما
اتجهت أنظار العالم كله إلى الشرق الأوسط وتحديداً ناحية لبنان، انتظاراً لما ستسفر عنه المواجهة بين حزب الله وإسرائيل، خاصة في ظل تداخل مصالح العديد من القوى الإقليمية والدولية في هذا الصراع.

وفي محاولة لرسم سيناريو الأحداث خلال الفترة المقبلة ونتائج هذه المواجهة الدامية المتوقعة، التقت «الوطن العربي» في واشنطن مع ثلاثة من كبار الخبراء الأميركيين المهتمين بالأوضاع في الشرق الأوسط، وتباينت رؤاهم بشأن نهاية الصراع بين حزب الله والدولة العبرية ما بين وضع ورقة عمل لوقف إطلاق النار والتقارب بين الجانبين المتحاربين، وبين من يراها بداية لحرب عالمية ثالثة!

وفيما يلي نص الحوارات:

المقابلة الأولى كانت مع مارتن إنديك، مساعد وزير الخارجة السابق ومدير مركز صابان للشرق الأوسط في مؤسسة «بروكننغ أسنتيتيوت». بداية: بدون وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله الذي لا تطالب به الولايات المتحدة بل تعارضه بعد 10 أيام من الحرب، كيف يمكن تطبيق خطة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة؟

- لا يمكن تطبيق خطة السنيورة بدون وقف إطلاق النار.

هل وقف إطلاق النار يمكن أن يطبق بعد تدمير 50 بالمائة من قوة حزب الله؟

- أعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أكد مؤخراً أن هدفه طرد حزب الله من جنوب لبنان وسيطرة الجيش اللبناني على هذه المنطقة وربما دخول قوات دولية فعالة إليها، وتكون القوة الحقيقية في الجنوب لدعم الجيش اللبناني وسيطرته الكاملة على المنطقة، وبالطبع يريد أولمرت الجنديين المخطوفين أن يعادا لإسرائيل. ومن جانبه يريد السنيورة أن يرسل الجيش اللبناني للجنوب لبسط سيادة الدولة. إذن هناك أرض مشتركة خاصة أن السنيورة يطالب أيضاً في خطته بالعودة إلى اتفاق الهدنة في 1949م وهذا سيحيي لجنة الهدنة ويؤدي إلى لجنة تحديد الحدود اللبنانية الإسرائيلية ويمكن أن تحل قضية مزارع شبعا.

هل يعني ذلك الفصل الكلي للمسار اللبناني عن السوري في قضية المفاوضات مع إسرائيل؟

- منذ أن خرجت سورية من لبنان انفصل المساران كلياً، لكن المشكلة أن هناك ما يشبه ذبابة في الدواء، وأعنى حزب الله. فاللبنانيون والإسرائيليون يمكن أن يتفقوا ويدعمهم المجتمع الدولي، كما يمكن لمجلس الأمن الدولي أن يصدر قرارات داعمة .. وكل شيء جيد ولكن المخاطر تكمن في قصف حزب الله إسرائيل بالصواريخ. ومن الذي سيمنع الحزب وهذا هو السؤال المحوري!

أليست سورية وإيران هما اللتان تأمران حزب الله بوقف القصف؟

- ولكن .. لماذا تأمر كل من سورية وإيران حزب الله بوقف القصف لإسرائيل؟!!

طريقتان لوقف الحرب

إذن عندما قال الرئيس بوش إنه على كوفي أنان أن يطلب من سورية أن تأمر حزب الله بإيقاف ما أسماه بـ «القذارة».. كيف يتم ذلك؟ وهل يمكن للنظام السوري أمر حزب الله أم أن دمشق أصبحت تأخذ الأوامر من حزب الله؟

- يمكن لسورية بطريقتين إيقاف حزب الله: الأولى أن تطلب الولايات المتحدة بلطف من الرئيس بشار الأسد إيقاف حزب الله وهذا سيكون بمثابة دعوة للنظام السوري للعودة إلى لبنان تحت ذريعة حزب الله كما حدث في عام 1976م عندما دخلت سورية تحت ذريعة إيقاف الحرب الأهلية اللبنانية، وهذا الطلب يسعد السوريين. لكن الرئيس بوش لن يرسل وزيرة الخارجية كونداليزا رايس إلى دمشق بكل تأكيد ولن يطلب من الأسد مساعدته لأن هذا سيكون بمثابة خيانة لثورة الأرز وطموحاته للبنان وتضحية بحرية هذا البلد لأجل الاستقرار .. إذن هذا الخيار غير مقبول لدى بوش.

والطريقة الثانية: أن تشعر سورية أن عدم لجم حزب الله وصواريخه سيؤدي إلى تدمير الجيش السوري والإطاحة بالنظام في دمشق .. ولكن إسرائيل غير مهتمة الآن بمحاربة سورية.

لكنك توقعت أن الحرب بين إسرائيل وحزب الله قد تؤدي إلى مواجهة إسرائيلية سورية؟

- احتمال المواجهة الإسرائيلية السورية قائم إذا تصاعدت المواجهات بطريقة تؤدي للمواجهة المباشرة بين الجانبين.

كيف يمكن حدوث المواجهة الإسرائيلية السورية؟

- إذا استمر تصاعد المواجهات بين إسرائيل وحزب الله.. ويجب عدم التصور أن هذه المواجهات ستتلاشى وتهدأ لأن حزب الله يهدد بضرب تل أبيب بصواريخه ولديه الكثير من المفاجآت. وإسرائيل يمكن أن تضرب مدنيين كما حدث في قانا 1996م حيث قتلت أكثر من مائة مدني لبناني بالخطأ.. وإذا حصل مثل هذا الأمر سيصعد حزب الله ضرباته ويؤدي ذلك إلى خروج الأمور عن السيطرة.

لكن ممثلى النظام السوري الذين يظهرون على الفضائيات يجري تحديهم والقول لهم لماذا تكتفون بالكلام ولا تساعدون حليفكم حزب الله فعليا ويردون بأنهم يستضيفون اللبنانيين في سورية على عكس إيران التي تهدد بحماية سورية من إسرائيل؟

- أوضح بداية أن إيران أيضاً لا تتحدى إسرائيل في لبنان.. ولا تريد كل من إيران وسوريا الانجرار إلى حرب مع إسرائيل فقد أشعلتا فتيل الحرب في لبنان والآن تريدان أن يطلب منهما إطفاء النيران في هذا البلد. والولايات المتحدة لن تطلب منهما على الإطلاق. ولكن طهران ودمشق ستطفئان النيران إذا بدأت تصل إليهما.

إذا كنت حالياً في نفس وظيفتك أيام كلينتون- أي مساعد وزير الخارجية الأمريكي.. فبماذا ستنصح الرئيس بوش بالعمل إزاء ما يجري في لبنان حالياً؟

- سأقول للرئيس بوش إن الفرصة الوحيدة لدينا هي جمع تحالف عريض من المجتمع الدولي والدول العربية وأن نضع «رزمة» تدعو لوقف شامل لإطلاق النار وإرسال الجيش اللبناني للجنوب والسيطرة عليه ودعمه بقوات دولية لديها قدرات لوقف تحرك حزب الله من جنوب لبنان وتقوم القوات الدولية بدوريات على الحدود اللبنانية لمنع أي إمدادات من الوصول إلى حزب الله. وتأسيس العودة لاتفاقية الهدنة في 1949م ما بين لبنان وإسرائيل والتي طرحها رئيس الوزراء السنيورة. وإقامة لجنة هدنة إسرائيلية لبنانية لترسيم الحدود ومعالجة قضية مزارع شبعا. وعند ذلك فإن الإسرائيليين سيوافقون على وقف لإطلاق النار ويقبلون بهذه «الرزمة» وكذلك ستقبل الحكومة اللبنانية بها أيضاً. وعندها نطلب من الحكومة اللبنانية التوجه لحزب الله بقبول هذه الرزمة والتقيد بشروطها لأن الحكومة نفسها قبلت بها. وإذا لم يقبل بذلك الحزب فإنه سيكون قد تحدى المجتمع الدولي وقرار مجلس الأمن الدولي وإرادة الحكومة اللبنانية وسيُعزل ويصبح واضحاًَ أنه يتبع أجندة غير لبنانية.. وإسرائيل ستستمر في عملياتها حتى يقبل حزب الله بهذه الرزمة. وهذا هو الحل الوحيد الذي يمكن أن ينهي الحرب الدائرة في لبنان.

وهل يمكن لإدارة بوش مجرد التفكير بمثل هذه الرزمة أم أن الرئيس الأميركي يريد من إسرائيل معالجة ملف حزب الله وإنهاءه لأن القضية كما يراها بوش قضية إرهابية بحتة؟

- لا أعتقد أن الرئيس بوش يعتقد أن القوة فقط ستجعل حزب الله يستسلم. بعض المسؤولين في إدارته يعتقدون بذلك ولكنه لا يشاركهم اعتقادهم كلياً. والرئيس الأميركي يعتقد مثل إسرائيل أن بمقدورها إضعاف حزب الله ولكن على وزيرة الخارجية كوانداليزا رايس وضع رزمة متكاملة تجاه الحرب.

هل الموقف العربي الجديد الذي تقوده السعودية ومصر سيؤدي إلى إنهاء هذه الحرب بسرعة؟

- أعتقد أن عناصر الرزمة موجودة في بيان مجموعة الـ 8 وخطة السنيورة وشروط أولمرت وهناك أرضية مشتركة. وستوافق كل من مصر والسعودية والأردن على هذه الرزمة. وهذه أول مرة نرى فيها إجماعاًَ دولياً وعربياً ولبنانيا وإسرائيلياً على هذه الرزمة لإنهاء الوضع في لبنان . وحزب الله ليس لديه خيار إلا قبول هذه الرزمة لأنه إذا رفضها فسيصبح من قبل الجميع خارجاً عن القانون.

مايكل معلوف: حسن نصر الله يحتمى في دمشق أو بالقرب منها
مايكل معلوف: حسن نصر الله يحتمى في دمشق أو بالقرب منها
سلاح ردع

قلت إن حسن نصر الله يريد أن يقنع إسرائيل بأن لديه سلاح ردع ضدها .. فهل استطاع أن يحقق ذلك بعد 10 أيام من الهجمات المتبادلة؟

- أعتقد أن إسرائيل لن تقبل أن تنتهي المواجهة بحيث يكتب نصر الله قواعد اللعبة.

في النهاية هل يمكن لإيران أو لسورية إيقاف الحرب ضد إسرائيل والتي تخوضانها عبر حزب الله؟

- إن الرزمة التي ستوضع ستكون هزيمة لحزب الله ولإيران ولسورية.

هل يمكن لإيران القبول بذلك وسط مقايضتها لبرنامجها النووي؟

- ربما لا .. ولكن عندما تعي إيران وسورية أن النيران ستصل إليهما ستتصرفان بطريقة مختلفة. ومن مصلحتهما أن يقبل حزب الله بالرزمة المقدمة. وأرى أن هذا هو الطريق الوحيد الذي يمكن من خلاله إنهاء هذه الأزمة التي لن تنتهي بالأسبوع الثاني أو الثالث أو حتى لشهر.

قلت إن ايران قادرة على إنهاء هذه الأزمة القائمة في لبنان بعد أن بدأتها. هل يمكن أن تشرح لنا أكثر هذا الأمر؟

- ما تحاول إيران عمله هو أن تكون المتحكمة بكل القضايا العربية من مستقبل العراق إلى مستقبل لبنان ومروراً بمستقبل فلسطين. وعندما أشعلت النار في لبنان فإنها كانت تأمل أن يهرع الجميع نحو طهران للطلب منها إطفاء النار. وإذا حدث ذلك سيصبحون المتحكمين في مصير العالم العربي.

ولهذا يرى غالبية العرب ذلك بوضوح ويريدون توضيحه للأميركيين والروس الذين سيتجهون للإيرانيين لإخماد النار المشتعلة في لبنان. والولايات المتحدة لن تدفع أي مقابل لإيران لإخماد حرب أشعلتها.

هل تتفق مع روبرت بير عميل الاستخبارات الأميركي السابق بأن ما يحدث نذير بداية الحرب العالمية الثالثة؟

- لا، لا..

ولكنك متشائم بشأن نهاية سريعة لهذه المواجهة؟

- نعم .. إنني متشائم، فوفقا لتجاربي في الشرق الأوسط فإن الأمور يجب أن تزداد سوءا قبل أن تتحسن، ويتطلب الأمر اكثر مما نتوقع . ويعتقد الجميع هنا أن المواجهة ستنتهي في أسبوع إلى أسبوعين على أبعد حد، وحتى الإسرائيليون يعتقدون ذلك، ولكنني لا أعتقد بذلك فقد قال أسامة بن لادن إن على الأميركيين الانتباه إلى أن الوقت يقف إلى جانبنا!!

< وهذه مقابلة مع روبرت بير عميل وكالة الاستخبارات الأميركية السابق «C.I.A» والذي يشدد على أن ما يحدث حالياً في لبنان هو بداية لحرب عالمية ثالثة.

ماذا تتوقع من المواجهة الإسرائيلية مع حزب الله في لبنان؟

- الحرب العالمية الثالثة!

هدد الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بأنه إذا تعرضت سورية لهجوم إسرائيلي فإن إيران ستلقن إسرائيل درسا لن تنساه.. فما تعليقك على هذا التهديد؟

- هذه مقدمات الحرب العالمية الثالثة ونراها في العراق وفي لبنان وسنراها قريباً في الخليج العربي.

هل ستكون حرباً نووية؟

- سنرى ذلك قريباً.. ولعل تأجيل أحمدي نجاد الرد على الاقتراحات الأميركية والأوروبية حتى 22 «آب» أغسطس قد يكون لمفاجأة العالم بتفجير نووي.

لكن لم يتم إجراء أي اختبار نووي إيراني حتى الآن؟

- لا حاجة لتفجير أرضي طالما يمكن قياس ذلك عبر القياس الكومبيوتري..

اعتبرت بعض الدول العربية أن ما قام به حزب الله الشيعي عمل غير مسؤول ويريد تدمير العالم العربي فما تفسيرك لهذا؟

- تشعر العديد من الحكومات العربية بالقلق العميق لأن هناك تهديداً حقيقياً بانتقال الحرب في العراق إلى دول الخليج العربي وتهديد العديد من الأنظمة العربية بالإطاحة.. ولا أعرف لماذا لا يصغي لي أحد عندما أؤكد أننا دخلنا رسمياً في الحرب العالمية الثالثة.

وهل أسر جنديين إسرائيليين يمكن أن يؤدي إلى حرب عالمية؟

- ولم لا.. ألم تنشب الحرب الأولى بعد حادثة الدوق فرديناند.

ما هو السيناريو الذي يؤدي إلى تورط العديد من الدول في هذه الحرب؟

- ستكون المرحلة الثانية بعد لبنان قيام إسرائيل بشن هجمات مدمرة على دمشق والضفة الغربية وبالطبع دخول الجيش الإسرائيلي الى لبنان. وقد اعترف الإيرانيون أن صواريخهم هي التي ضربت حيفا.

من قال ذلك؟

- إنني أعرف كل هذا. لكن ما نشاهده هو مرحلة التسخين فقط وستزيد الأمور سوءاً. وسيدمر الإسرائيليون لبنان ويحولونه إلى خراب.. وتتبخر كل الأموال التي استثمرها اللبنانيون والعرب في هذا البلد.

لماذا يتصرف الرئيس بوش بدعمه العلني لإسرائيل بينما في الماضي كانت الإدارات تتوخى الحذر وتطالب بوقف إطلاق النار فوراً؟

- إدارة الرئيس بوش مسيحية وفاشية..

أنت مسيحي؟

- لا .. أنا لست مسيحياً فأنا «لا ديني»، وبوش يعد نفسه لنهاية العالم أو «ابو كاليسس» ..وإن كل شيء كان معداً مسبقاً وكان الإسرائيليون ينتظرون حادثة لتحريضهم.. ولتبرير ضرب حزب الله وسورية.. ومخطط المحافظين الجدد هو تفتيت الشرق الأوسط وخاصة سورية وإيران لدويلات صغيرة. وإذا استطاعوا تفتيت بعض دول الخليج إلى دويلات فهذا سيكون مصدر سعادة لهم.

ألن يوقف أحد هذا المخطط..؟

- لا أحد يهتم بسولانا أو غيره ولهذا يتفرج الأميركيون حتى يتم تدمير حزب الله وسورية وإيران.. وعندها تنشب حروب إقليمية بين المسلمين للسيطرة على أجزاء من هذه البلدان المتفتتة!! وسورية ستكون أولى الدول التي ستنشب فيها حرب أهلية لأن الإخوان المسلمين هم الوحيدون القادرون على استلام الحكم في دمشق وسيقومون أولاً بالانتقام من الطبقة الحاكمة وقتلهم وتتحول سورية إلى صومال أخرى.. ولكن من يهتم بذلك عندما تحل نهاية الكون وسيأتي المسيح للأرض أو المهدي كما يتوقعه أحمدي نجاد..

هل تتكلم خيالاً؟

- لكن هذا ما يعتقد به المحافظون الجدد حول الرئيس بوش. إنهم مجموعة من المجانين!!.. وإنني خائف ولست أصف الوضع فقط.. والإسرائيليون يقولون إنها هرماجدون وسيموتون كلهم.. انظر ماذا يحدث في العراق من عمليات الذبح وهذا أسوأ مما كان يحدث في لبنان خلال الحرب الأهلية.. ومازال بوش يهيئ ضربة نووية ضد إيران.. وعلى الأغلب فإن الخطة النووية ضد إيران أصبحت جاهزة وسيقول الرئيس بوش إن هذا دفاع عن النفس.

لكن انظر لما حدث لإسرائيل عندما دخلت لبنان في 1982م؟

- يقولون عن تلك الحرب إن إسرائيل لم تستخدم القوة بما فيه الكفاية وهم الآن يقولون إنهم سيدخلون الضاحية الجنوبية.. لقد كنت في الضاحية الجنوبية لبيروت واأراها مدينة الشهداء.. ولكن على إسرائيل أن تنهي حزب الله فقط إذا قتلت 500 ألف شخص!

ماذا عن امتدادات وخلايا حزب الله في لندن وديترويت والمثلث في أميركا اللاتينية؟

- سيلاحقونهم في كل مكان وستدمر حقول النفط في كل مكان. وبما أن الرابط الرئيس بين حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي هو النظام السوري فإن القوات الإسرائيلية بعد لبنان ستتوجه إلى دمشق لإسقاط النظام ولن يستغرق ذلك معهم أكثر من أسبوع وبعدها يتوجهون إلى إيران لتدميرها بسلاح نووي تكتيكي ويقتلون عدة ملايين.

هل كل هذا يحدث في هذا الصيف الحالي؟

لم لا.. من كان سيعتقد منذ أسبوعين أن إسرائيل ستهاجم لبنان بهذه القوة وستبدأ حرب لبنان الأهلية مرة أخرى.. ويجب أن تتذكر وثيقة 1996م التي أعدها المحافظون الجدد لنتنياهو التي تقوم على تدمير الجيش السوري ووضع نظام جديد في دمشق ثم تغيير نظام صدام حسين في العراق وتدمير حزب الله وطرد النظام السوري من لبنان..كل هذه المخططات يجري تنفيذها واحدة تلو الأخرى..ألا ترى ذلك بوضوح!

روبرت بير: إنها مقدمات الحرب العالمية الثالثة!
روبرت بير: إنها مقدمات الحرب العالمية الثالثة!
ولكن هذا المخطط وضع منذ 10 سنوات وأطيح بمعظم واضعيه مثل ريتشارد بيرل ودوغلاس فايث.

- نعم.. ولكن المخطط مستمر وفيه ضرب إيران ونزع أسلحتها.. ولا يوجد أحد لوقف هذا المخطط.. ولقد خططوا لغزو سورية في العام 2003م وها هي فرصتهم التي أضاعوها تعود إليهم مرة أخرى. وحتى لو طلبت سورية من الحزب الإفراج عن الجنديين الإسرائيليين فإن حزب الله لن يصغي لبشار الأسد الضعيف. وفقط إيران يمكنها إصدار الأوامر لحزب الله. ولكن المشكلة أن أحمدي نجاد ينظر إلى المواجهة النهائية بين الشرق والغرب ويرى أن الله إلى جانبه. وسيدمر نجاد حقول النفط في الخليج وسيبدأ بالبحرين ثم الكويت وقطر ودبي.. وستعم الفوضى.

< والمقابلة الثالثة مع مايكل معلوف الموظف السابق بوزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون».

هل يمكن لإسرائيل إنهاء حزب الله في لبنان؟

- سيكون ذلك صعباً وعليها احتلال لبنان.

لكن حصلت إسرائيل هذه المرة علنا على ضوء أخضر من الرئيس بوش؟

- لا..لا لم يعطهم ضوءاً أخضر وقد ينتهي الأمر بإخلاء جنوب لبنان من حزب الله. ولكن هذا الحزب يمثل جزءاً من الشعب اللبناني ولا يمكن إزالته من الوجود. وربما فقد حزب الله بعض التأييد له بين الشيعة بعد القصف الكبير والواسع.

بعيداً عن الغزو الأرضي الإسرائيلي ما هي الخيارات الأخرى؟

- إنهم يريدون قتل زعامات حزب الله وتدمير بنيته العسكرية وبدون غزو أرضي لا يمكنهم تحقيق ذلك الهدف. وحتى ولو دمروا حزب الله في لبنان فإن شبكاته منتشرة في كل أنحاء العالم وهي كبيرة. وحتى إذا قصفوا نصر الله وفضل الله فإنهم بدون الاحتلال الأرضي لن ينجحوا. وأعتقد أن الإسرائيليين قاموا برد فعل مبالغ فيه ولا يستحق لبنان كل هذا الدمار. وهذا عار لأن العديد من اللبنانيين فقدوا حياتهم.

لكن الرئيس بوش يكرر أن إسرائيل تدافع عن نفسها ولن يطلب منها وقف إطلاق النار؟

- هذا يذكرنا بقيام الرئيس جونسون بقصف فيتنام بعد حادثة خليج تونكين بطريقة مجنونة.. وتدمير لبنان يتعدى دفاع إسرائيل عن نفسها. نعم هناك اختطاف الجنديين الإسرائيليين وضرب إسرائيل بالكاتيوشا ولكن هذا لا يدفع لتدمير لبنان كبلد. ومن سيعيد بناء لبنان وقد يعيد هذا الأمر إشعال الحرب الأهلية هناك. لقد دمرت البنى التحتية في لبنان. ولا أعرف لماذا يتصرف بوش بهذه الطريقة، ولو كانت أي إدارة أخرى لقامت بجهود دبلوماسية لوقف القصف.

لكن بوش يشير تكراراً إلى تورط سورية وإيران وأنهما تستخدمان حزب الله؟

- قد يتطور الأمر إلى ضرب دمشق من قبل إسرائيل.. ولكن يبدو وكأن إيران فقدت سيطرتها على حزب الله.. لأنه إذا ضربت دمشق فإن إيران التي لديها حلف دفاعي مع سورية ستنجر للتورط في الحرب. وإيران ليست مستعدة الآن لخوض الحرب. وإذا هاجمت إيران إسرائيل فإن الولايات المتحدة ستتورط في هذه الحرب القائمة.

أليس هذا هو الحل الأمثل للبرنامج النووي الإيراني؟

- لقد تعلم الإيرانيون مما حدث بعد ضرب إسرائيل لمفاعل أوزيراك العراقي وقاموا بتوزيع المنشآت النووية في كل أنحاء بلادهم.. ووضع الكثير منها تحت الأرض وتحت الجبال.. ولكن ضرب دمشق لجر طهران للمواجهة سيجر المنطقة كلها ويشعلها. ونرى الغضب من هذا الطرف العربي أو ذاك من تصرفات حزب الله التي ستشعل المنطقة. وبدأنا نسمع همساً أوامر من إيران لحزب الله لتهدئة الأوضاع وعدم تصعيدها. مسؤولو الحزب لا بد أن يكون لديهم قرارات عقلانية لتجنيب تدمير لبنان من أجل جنديين إسرائيليين.

هل توافق روبرت بير على أننا نشهد بداية الحرب العالمية الثالثة؟

- أعتقد أنه من السهل الانزلاق إلى مواجهة عالمية.. ألسنا في حرب عالمية ثالثة كما قال غينغرش، ولكنها ليست مكثفة.

لكنك كنت من المحافظين الجدد في البنتاغون فلماذا لا نرى مطالبة منهم بالذهاب إلى المنبع، أي إيران؟

- لدي بعض الخلافات ورأيت ما قامت به إسرائيل من جراء اختطاف جنديين للبنان البلد ومن السهل بدء الحرب ولكن من الصعب إيقافها.. وهل نريد إشعال كل المنطقة..

قالت كونداليزا رايس ذات مرة إن حزب الله أخطر من القاعدة.. فما تعليقك على هذا الرأي؟

- لا يمكن التخلص من الحزب كلياً ويجب دعم العناصر المعتدلة فيه. ولو استجبنا للطلب السوري بالتعامل مع البنتاغون في العام 2003م لاستطعنا السيطرة على الكثير من الأمور التي تجرى في المنطقة حالياً.

قلت لي إنك التقيت مع بعض قيادات حزب الله في لبنان في آخر زيارة لك للبنان.. أليس كذلك؟ وهل حاولت ربطهم بالبنتاغون؟

- نعم اجتمعت مع بعضهم ولكنني لم أتصل بهم الآن.. أعتقد أن أتباع حزب الله لديهم عوائل وأولاد ولا يريدون خوض الحروب المستمرة.

هل يمكن بعد تدمير إسرائيل لنصف قدرات حزب الله أن يسيطر الجيش اللبناني على الجنوب كما يعد السنيورة؟

- ولكن نصف الجيش اللبناني متعاطف مع حزب الله فكيف سيكون هذا الجيش فعالا. ولو كان قادراً على ذلك لقام به قبل المواجهة الحالية بين إسرائيل وحزب الله.

لكن هناك إجماعاً في لبنان على خطأ تكتيكات حزب الله بخطف الجنديين كما أن هناك حديثاً عن قوات دولية لردع الحزب ومساعدة الجيش اللبناني؟

- يمكن تحقيق ذلك إذا بقي الجيش اللبناني موالياً للحكومة ولم ينقسم. وهناك تقارير أن العناصر الشيعية في الجيش اللبناني بدأت بمساندة حزب الله. ولا يمكن تدمير هذا الحزب أو احتواؤه.. وحزب الله أقوى من الجيش اللبناني. والرئيس لحود صامت كلياً.. كما أن النظام السوري صامت لأنـه يحمـى قيادة حمـاس وقيادة حزب الله.

تعني أن حسن نصر الله موجود في دمشق؟

- حسن نصر الله إما أنه يحتمي في دمشق أو في منطقة قريبة من دمشق وقد خرج من بيروت والضاحية بالتأكيد.

الإسرائيليون يقولون إنهم يريدون إضعاف حزب الله وليس تدميره.. فهل سينجحون بذلك؟

- ربما يمكنهم إضعاف حزب الله مؤقتاً ولكن طالما جسور الدعم من إيران وسورية مستمرة فإنه من الصعب إضعافه لفترة طويلة. ونعود للسؤال، هل يجب قطع رأس الحية؟

وهذا يعني تدمير طهران ودمشق. ولا أرى حدوث ذلك إلا إذا كان العالم مستعدا لمثل هذه المواجهة العسكرية الكبرى. ومن سيقاتل.. فهناك مليون كورى شمالي مستعدون للقتال.. وأعتقد أنه يجب مواجهة إيران قبل سورية.

عن مجلة «الوطن العربي» 26/7/2006م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى