> يتعرض البحر المتوسط لاكبر كارثة بيئية في تاريخه بعدما تسربت الى مياهه على الشواطىء اللبنانية نحو 15 الف طن من الفيول من خزان تعرض للقصف الاسرائيلي قبل نحو اسبوعين حسب ما اعلن وزير البيئة اللبناني يعقوب الصراف.

وقال الوزير اللبناني لوكالة فرانس برس "هناك نحو 15 الف طن من الفيول تسربت الى مياه البحر ما ادى من دون ادنى شك الى اسوأ كارثة بيئية عرفها المتوسط".

وقال ان ما بين ثمانية وعشرة الاف طن توزعت على الشواطىء اللبنانية في حين ان خمسة الاف اخرى انتشرت في مياه البحر ولا بد من اشهر ومن عشرات ملايين الدولارات لتنظيف الشاطىء بعد انتهاء الحرب.

كما اعتبرت جمعية "غرين لاين" (الخط الاخضر) للدفاع عن البيئة في لبنان ان ما حصل يشكل "اخطر ازمة بيئية في التاريخ اللبناني"، معتبرة ان السلطات اللبنانية غير قادرة على معالجة هذه المشكلة بمفردها ولا بد من مساعدات خارجية لها.

وقالت في بيان "ان الهجمات الاسرائيلية على لبنان لا تقتل المدنيين وتدمر البنى التحتية فحسب بل تجتاح ايضا البيئة".

وتنتشر البقعة السوداء الناتجة عن تسرب الفيول على طول ثلث الشاطىء اللبناني،اي نحو سبعين كيلومترا من اصل 220 كيلومترا. وتمتد بقعة نفطية بين الجية (25 كلم جنوب بيروت) وبيروت، وبين طبرجا (15 كلم شمال بيروت) وشكا (60 كلم شمال بيروت) حيث غطى الفيول بلونه الاسود الشواطىء الصخرية والرملية.

ووصلت البقعة السوداء الى مرفأ جبيل (40 كلم شمال بيروت) ما ادى الى نفق الكثير من الاسماك.

وكان الطيران الاسرائيلي قصف مرتين خمسة خزانات فيول تابعة لمحطة توليد الكهرباء في الجية في الرابع عشر والخامس عشر من الشهر الجاري,وقد توقف التسرب في الوقت الحاضر من احد الخزانات، الا انه لا يزال يتسرب من خزان يتسع ل25 الف طن من الفيول ويخشى ان ينفجر,ولا تبعد هذه الخزانات سوى 25 مترا عن الشاطىء.

واضاف الوزير الصراف "حتى الان ان الحوادث البيئية الكبيرة كانت تحدث في المحيطات وهي المرة الاولى التي تنتشر فيها بقعة سوداء داخل بحر شبه مغلق. علينا الا نتوهم كثيرا، ان النتائج الفظيعة لهذه الكارثة لن تنحصر بلبنان بل ستطاول كل دول شرق المتوسط".

وتوقع ان تبلغ كلفة تنظيف الشواطىء اللبنانية بين 45 و50 مليون دولار ولن تنتهي عملية التنظيف قبل الصيف المقبل.

واضاف الوزير "في حال لم نبادر سريعا فان الثلثين الاخرين من الشاطىء اللبناني سيغمرهما الفيول لان التيارات تدفع بالبقعة السوداء شمالا وايضا باتجاه قبرص وسوريا وتركيا واليونان وحتى اسرائيل"، متخوفا من "تاثر الثروة السمكية في هذه المنطقة بشكل كبير وربما قد تؤدي الى انقراض انواع معينة من الكائنات البحرية".

واعلن الوزير اللبناني انه نظرا الى الحصار البحري الاسرائيلي من المستحيل ارسال فرق بحرية لمكافحة هذه المشكلة. وقال "وجهت نداء الى بريطانيا وايطاليا واسبانيا والولايات المتحدة، كل هذه الدول عانت في السابق من ازمات بيئية مماثلة وسنطلب منها مساعدة فنية لاننا لا نستطيع ان نعمل وحدنا".

وارسلت الكويت اربعين طنا من المعدات لتجميد الفيول المتسرب اضافة الى سجادات لامتصاصه,واعلن الاتحاد الاوروبي أمس الأول الجمعة عزمه على ارسال معدات وخبراء لمواجهة الازمة.

واضافة الى البقعة السوداء اعلن الصراف ان حريق الخزانات في الجية ادى الى تلوث الغلاف الجوي ووصلت السحب السوداء الى بيروت أمس الأول الجمعة. (أ.ف.ب)