الموت حصد امهات قانا وهن يحتضن أطفالهن في الملاجئ .. قصف قانا للمرة الثانية يسفر عن 63 قتيلا بينهم 37 طفلا

> عواصم «الأيام» وكالات:

>
أحد رجال الدفاع المدني اللبناني يرفع جثة طفل قتل في القصف بعد انتشاله من تحت الأنقاض
أحد رجال الدفاع المدني اللبناني يرفع جثة طفل قتل في القصف بعد انتشاله من تحت الأنقاض
اعتقدن ان الاقبية الهشة تحت منازلهن البسيطة قد تؤمن لهن الحماية من القذائف الاسرائيلية، الا ان القصف فاجأ امهات قانا مع ساعات الفجر الاولى,وعندما وصل رجال الانقاذ صباح أمس الاحد انتشلوا جثثهن من تحت الانقاض وهن يحتضن اطفالهن بشدة ولكن من دون حياة.

وشاهدت مراسلة وكالة فرانس برس في قانا عمال الانقاذ ينتشلون جثث امهات بلباس النوم قتلى وهن يحتضن اطفالهن القتلى على صدورهن على امل انقاذهم من موت لم يوفرهم.

وانكب عمال الانقاذ بأيديهم العارية او بمعاول على نبش الركام بحثا عن ناجين محتملين وانضمت اليهم بعض النسوة وهن يصرخن للمشاركة في عمليات الانقاذ بحثا عن اقارب لهن.

ومن بين الابنية التي قصفت في قانا طوال ساعتين فجر أمس تلقى بناء واقع على سفح تلة في قلب قانا من ثلاث طبقات الضربة القصوى اذ انهار قسم كبير منه على نحو ستين شخصا كانوا في ملجأه مختبئين.

وقال فارس عطية الذي كان يعنى بتأمين الطعام للهاربين في الملجأ لوكالة فرانس برس ان صاحب المبنى المنكوب يدعى عباس هاشم وهو مزارع تبغ بنى ملجأ تحت المبنى اختبأ فيه ابناء الحي اضافة الى نحو عشرة اطفال من المعوقين عقليا وجسديا اي ما مجموعة نحو 63 شخصا بينهم 37 طفلا.

واوضح نعيم رقا المسؤول في فرق الدفاع المدني التي وصلت الى قانا وهو يجهش بالبكاء "رأيت جثث نساء وقد التصقن وهن نيام بجدران الملجأ بعد ان اعتقدن ان هذه الجدران ستؤمن لهن الحماية الا ان العكس هو الذي حصل وانهارت الجدران عليهن مع الطوابق العليا".

واضاف ان قنبلة اولى ضربت المكان تلتها قنبلة فراغية دمرته، على حد قوله.

الا ان هذه المعلومات لم تتأكد من مصادر مستقلة.

وكان عمال الانقاذ يعملون في اغلب الاحيان بأيديهم العارية ويسحبون جثث اطفال بثياب النوب مغطاة بالتراب قبل نقلها على متن حمالات الى مكان تجمع بين المنازل المدمرة بعد تغطيتها بالبطانيات.

وقال احد سكان البلدة غازي العديبي ان "القصف الاول وقع عند الساعة الواحدة بالتوقيت المحلي (00،22 تغ السبت) فخرج بعض الاشخاص من الملجأ.

وبعد عشر دقائق وقعت الغارة الثانية التي دمرت المكان"، موضحا انه "كان هناك 63 شخصا داخل الملجأ خصوصا من عائلتي شلهوب وهاشم". واكد ابراهيم شلهوب (26 عاما) من قانا وهو زائغ العينين وقد غطى التراب وجهه "بعد القصف غطى الغبار المكان ولم نعد نرى شيئا.

تمكنت من الخروج مع فتاتين في ال13 والتاسعة من العمر قبل ان ينهار المكان.

عنصر من الصليب الأحمر يحمل جثة فتاة قضت في القصف على ملجأ في قانا
عنصر من الصليب الأحمر يحمل جثة فتاة قضت في القصف على ملجأ في قانا
لا يزال عدد من افراد عائلتي تحت القصف واعتقد انه من الصعب العثور على ناجين". واضاف هذا الناجي من اصل خمسة اشخاص فقط خرجوا احياء من قصف الملجأ ان "القصف كان عنيفا جدا ولم تتمكن فرق الانقاذ من التحرك قبل الصباح".

وقالت رباب "اخرجت ابني وزوجي الشيخ محمد شلهوب (35 عاما) المقعد ولما عدت لاخراج ابنتي انهار قسم من الملجأ ولا تزال ابنتي تحت الانقاض".

وصاح احد الناجين وهو يبحث في الانقاض "ان السيد بوش يحتسي الويسكي ونحن نعد موتانا".

ولم يتوقف الآخرون عن وصف الاسرائيليين ب"القتلة" مع السؤال الذي يتردد دائما على السنة الجميع "لماذا الاطفال؟". وتزامنت عمليات الانقاذ مع مواصلة القصف الاسرائيلي على محيط بلدة قانا. وكان قصف اسرائيلي عنيف استهدف خلال عملية "عناقيد الغضب" الاسرائيلية في عام 1996 مركزا لقوة الطوارئ الدولية كان عدد من السكان المدنيين لجأوا اليه في قانا ما ادى الى مقتل 105 مدنيين واثار استياء كبيرا من جانب الاسرة الدولية.

15 طفلا معوقا كانوا من ضحايا قانا

في بيروت اكدت النائب عن جنوب لبنان بهية الحريري أمس الاحد ان 15 طفلا من المعوقين جسديا او عقليا قتلوا في القصف الاسرائيلي على قانا الذي اسفر عن مقتل 63 مدنيا من بينهم 37 طفلا.

وقالت الحريري لوكالة فرانس برس "هناك 15 طفلا معوقا جسديا او عقليا بين الاطفال الذين قتلوا في قانا".

واشارت الحريري، التي تترأس عدة جمعيات انسانية، الى انها طلبت نقل عدد من عائلات الحي الذي قصفه الاسرائيليون في قانا الى صيدا، كبرى مدن جنوب لبنان.

وقالت "تكثف القصف على منطقة صور فأردنا ان ننقل العلائلات الى مكان اكثر امنا. لكن بعض العائلات اعتبرت ان الملجأ والجامع يشكلان مخبأ جيدا".

وادى القصف الاسرائيلي على قانا، التي تعرضت منذ 10 سنوات لمجزرة مماثلة اسفرت عن مقتل 105 مدنيين، الى تدمير ملجأ اضافة الى جامع ملاصق له.

أعرب عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية عن أسفه وغضبه الشديد للجرائم الاسرائيلية تجاه المدنيين اللبنانيين مشيرا الى ان سحب السفراء العرب من اسرائيل هى رغبة شعبية على كافة المستويات . وأضاف موسى في تعليقه على عدم الاشارة بصورة متعمدة الى الولايات المتحدة " إنني أعلم مدى الحساسية الشديدة لدى الجميع في عدم الرغبة في ذكر الولايات المتحدة " معربا عن أسفه لمقدار الدعم الامريكي المقدم لاسرائيل فى الحرب الدائرة على لبنان وقال إننا نأسف لهذا الدعم الذي يؤدي إلى عدوان إسرائيل على لبنان. وفي القاهرة اعلن الفنان المصري حسين فهمي أمس الاحد انه لن يستمر كسفير نوايا حسنة مع الامم المتحدة نتيجة "موقفها العاجز اتجاه ما يجري في لبنان".

وقال فهمي في تصريح لفرانس برس "لا استطيع ان استمر كسفير للنوايا الحسنة وانا اجد مجلس الامن لا يتخذ موقفا امام مذبحة قانا غير المبررة وقصف مستشفى بلدة الخيام التي لا تضم سوى الجرحى والمرضى".

واضاف "لن استطيع كإنسان ان استمر في مثل هذه الهيئة التي عجزت عن انقاذ شعب لبنان رغم ان اساس وجودها استند الى حماية الشعوب الضعيفة وتوفير مناخ انساني للبشر".

وتابع "ان لم تلجأ الشعوب الضعيفة الى مؤسسات الامم المتحدة فإلى اين تلجأ ولكننا نجد مجلس الامن يبرر ما تفعله اسرائيل. فأين فرنسا وكيف توافق روسيا مع امريكا على اقتسام العالم وتقف موقف المتفرج تجاه ما يجري في لبنان".

واكد حسين فهمي ان "حالة العجز لا تشمل فقط مؤسسات الامم المتحدة لكنها ايضا تشمل الحكومات العربية التي تقف متفرجة على ما يجري في بلد شقيق. لم يعد لدينا قوة لمواجهة ما يجري في ظل هذا الصمت العربي الرسمي".

وقال "حتى ان جامعة الدول العربية التي كان المفروض ان توحد الكلمة العربية اعلن امينها العام (عمرو موسى) وفاتها بعد ان فشلت في العمل الجاد في مساندة لبنان وشعبه الذي يتعرض الى مذبحة حقيقية تحت سمع وبصر العرب والعالم".

واضاف "بفضل هذه الانظمة العربية اصبحنا خارج التاريخ. فما الذي صنعناه في السينما والثقافة والتكنولوجيا. لقد فقدنا قوتنا بما في ذلك سلاح النفط الذي اصبح تحت الهيمنة الامريكية".

كما ادان رئيس مجلس الامة الكويتي جاسم الخرافي أمس الاحد القصف الاسرائيلي "الوحشي والهمجي" الذي استهدف قرية قانا في جنوب لبنان، وحذر واشنطن من انها قد تخسر "اصدقاءها العرب والمسلمين" اذا لم تغير سياستها في الشرق الاوسط.

وقال الخرافي الذي يعد مقربا من الحكومة الكويتية، احدى ابرز حلفاء واشنطن في الشرق الاوسط، "على حلفاء اسرائيل وعلى رأسهم الولايات المتحدة ان يعيدوا النظر في حساباتهم ومواقفهم والا خسروا اصدقاءهم العرب والمسلمين".

جنود الجيش اللبناني ورجال الدفاع المدني يبحثون عن جثث الضحايا بين الركام
جنود الجيش اللبناني ورجال الدفاع المدني يبحثون عن جثث الضحايا بين الركام
وادان الخرافي "الاعتداء الاسرائيلي (..) الوحشي والهمجي" على قرية قانا الذي اسفر عن مقتل اكثر من خمسين مدنيا بينهم ثلاثون طفلا. واضاف الخرافي في تصريحاته لوكالة الانباء الكويتية ان اسرائيل "تجاوزت كل الحدود الاخلاقية والانسانية وشكلت ممارساتها العدوانية استهتارا بالقانون الدولي وحقوق الانسان والمجتمع الدولي".

وتابع "ان من يعتقدون بان استمرار العدوان الاسرائيلي سيحقق الامن لاسرائيل والسلام في المنطقة هم مخطئون (..) فهذا العدوان وضع عملية السلام على طريق مسدود وعمق الشعور المعادي لاسرائيل وللسياسة الاميركية في المنطقة".

واعلنت الكويت أمس الاحد تخصيص مساعدة قيمتها 300 مليون دولار لاعادة اعمار لبنان.

وفي بيان مقتضب، ادان مجلس الوزراء الكويتي "المجرزة البشعة" في قانا وادان "ارهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل".

وفي القاهرة استدعى وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط أمس الاحد بعد عودته من زيارة قصيرة لدمشق السفير الاسرائيلي بالقاهرة شالوم كوهين لابلاغه "الغضب المصري الشديد والادانة الكاملة لعملية القصف الاسرائيلي للمدنيين فى قانا".

وذكرت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية (أ.ش.أ) أن أبوالغيط حمل الحكومة الاسرائيلية "المسئولية الكاملة عما حدث فى قانا". و تواصلت عاصفة من الادانات الصادرة عن حكومات ومنظمات دولية للقصف الاسرائيلي على بلدة قانا.. ففي بروكسل ادانت المفوضة الاوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر الاعتداء الاسرائيلي على قانا، معتبرة انه "تصعيد للعنف غير مبرر في وقت يعمل المجتمع الدولي على ايجاد حل للنزاع".

وقالت فيريرو فالدنر في بيان ان "وقفا فوريا للعنف ولاعمال العنف هو اليوم اكثر اهمية من اي وقت مضى. ويجب ان تتوقف الآن المجازر التي يتعرض لها الابرياء لا سيما الاطفال".

وكانت الرئاسة الفنلندية للاتحاد الاوروبي عبرت عن "الصدمة" ازاء الهجوم الاسرائيلي، داعية في بيان الى "وقف فوري لاعمال العنف".

وفي مدريد عبرت الحكومة الاسبانية عن "صدمتها العميقة" بعد القصف الاسرائيلي لقانا، وجددت دعوتها الى "وقف فوري لاطلاق النار لوضع حد للعنف وتجنب حصول مآس اخرى مشابهة"، بحسـب ما جـاء فـي بيان لـوزارة الخارجية.

ونقل البيان "التعازي الصادقة الى عائلات الضحايا والحكومة اللبنانية".

وفي برلين اعرب وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير في بيان عن "التعاطف العميق مع المعاناة المروعة للابرياء لا سيما الاطفال والنساء".واضاف "في اتصالاتي مع الجانب الاسرائيلي، ادركت مرة جديدة انه حتى في اطار الدفاع المشروع عن النفس، كل استخدام للقوة يجب ان يكون متكافئا"، مضيفا "يجب تجنب الضحايا بين السكان المدنيين بشكل ملح".

وقال الوزير الالماني "هذه المأساة تثبت مرة اخرى ان الاولوية الاولى هي لوقف اطلاق النار في اسرع وقت ممكن".

وفي روما اعلن رئيس الحكومة الايطالي رومانو برودي ان بلاده "تشعر بانزعاج شديد" لمقتل المدنيين في القصف الاسرائيلي على قانا. وقال "من الملح والضروري استخدام لغة السلام قبل ان تصبح دوامة العنف والتصعيد على الارض خارجة عن السيطرة".

وفي اثينا ادانت وزارة الخارجية اليونانية "المجزرة الجماعية" التي وقعت في قانا.

وقال المتحدث باسم الوزارة جورج كوموتساكوس في بيان "نعبر عن صدمتنا وحزننا العميق. لا شيء يبرر هذه المجزرة الجماعية في حق المدنيين".

واضاف "اننا ندين بوضوح كل هذه الاعمال التي اضافت حادثا دمويا آخر الى دوامة العنف في لبنان"، مذكرا بان "اليونان طلبت منذ اللحظات الاولى وقفا فوريا للنزاع".وتابع "اليوم ان الحاجة الى وقف فوري لاطلاق النار وهدنة بات اكثر الحاحا"، داعيا المجتمع الدولي الى "تحمل مسؤولياته من دون تأخير".

جثة طفلة ينتشلها رجال الصليب الأحمر وأخرى مرمية بين الأنقاض
جثة طفلة ينتشلها رجال الصليب الأحمر وأخرى مرمية بين الأنقاض
وفي انقرة قالت وزارة الخارجية التركية في بيان ان تركيا "تشعر بالحزن الشديد لمقتل ابرياء في قانا. وتدين هذا الاعتداء على مدنيين ليس لهم اي ذنب في النزاع".واتهمت اسرائيل باستخدام للقوة "غير متكافئ وعشوائي" في هجومها على لبنان.

وفي بكين اعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو جيانشاو ان بلاده "تطلب من الطرفين المعنيين بالنزاع وقف المعارك فورا لتجنب كارثة مستقبلية"، بحسب ما ذكرت وكالة انباء الصين الجديدة.

وفي تونس اعلنت تونس الحداد الوطني لمدة ثلاثة ايام على ضحايا بلدة قانا، منددة بغياب الرد السريع والفاعل من جانب المجتمع الدولي لوقف الهجمات الاسرائيلية على لبنان.

وفي الرباط ادان العاهل المغربي الملك محمد السادس "العدوان الاسرائيلي على لبنان الشقيق".

كما ادان "الاستعمال المفرط للقوة العسكرية من قبل اسرائيل ضده، وتدمير بنيته التحتية ومنشآته الحيوية".

30% من ضحايا لبنان اطفال
قدر منسق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة يان ايغلاند عدد الضحايا الذين سقطوا في لبنان منذ بدء المواجهات في 12 يوليو، ب600 شخص ثلثهم من الاطفال قبل مجزرة قانا الثانية.

شحنة الاسلحة الامريكية الى اسرائيل
وفي اسكوتلاندا افادت مصادر في الملاحة الجوية ان تظاهرة مناهضة للحرب نظمت في مطار بريستويك غلاسكو الاسكتلندي، اجبرت طائرتي الشحن الاميركيتين المتوجهتين الى اسرائيل على التوقف في مطار آخر في المملكة المتحدة. وتظاهر أمس الاحد نحو 150 شخصا تعبيرا عن رفضهم للهجوم الاسرائيلي على لبنان ولدعم بريطانيا للموقف الاميركي في مطار بريستويك غلاسكو.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى