الغيرة .. فريضة وضرورة

> «الأيام» أسامة بن محمد الكلدي /المعلا - عدن

> الغيرة خلق نبيل، وطبيعة جبل الله الناس عليها، بحيث صاروا يمدحون المتصفين بها، ويستقبحون الدياثة أيما استقباح.

والعرب تسمي الرجل الذي لا غيرة له على أهله ديوثاً. حتى إذا جاء الإسلام فرضها وجعلها ضرورة من ضرورات المجتمع الإنساني الكريم. ففي الصحيحين عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ما أحدٌ أغيرُ من الله، ومن غيرته: حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن» وجعل الغيرة صفة لصيقة بالمؤمن فقال:«إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي العبد ما حرم عليه» البخاري ومسلم.

ولا يجتمع في مؤمن غيرة وهو يرى نساءه خرّاجات ولاّجات، متعطرات متبرجات يضاحكن الرجال ويزاحمنهم في الشوارع والأسواق، وكتفاً بكتف في مرافق العمل وقاعات الدراسة، ووسائل النقل والركوب!!

فمن لي بمثل علي بن أبي طالب غار على فاطمة من سواك أن يمس ثغرها؟ ومن لي بمثل معاذ بن جبل، كان يأكل تفاحاً هو وزوجته، فدخل عليه غلامه، فناولته تفاحة أكلت منها، فأوجعها معاذ ضرباً؟

لنتصور مجتمعاً لا يغار رجاله على نسائه، ولا يقومون بواجب القوامة كما ينبغي، كيف يعيشون؟ وبأي منطق يتعاملون؟ وماذا يجنون؟ لن نجد إلا فطراً منكوسة، ومفاهيم معكوسة، تركس أهلها في بحر الفساد، ونتن الإباحية، والشواهد كثيرة فلنحذر.

الغيرة ملح الحياة، فكما أن الطعام لا يصلح إلا بالملح، فلن نجد للحياة سعادة ولا استقراراً إلا بالغيرة، وبدونها تتعفن الأخلاق وتفسد الحياة وفي هذا بلاغ، فهل يهلك إلا القوم الفاسقون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى