الأصنج: أقول لمن يملكون صناعة القرار العربي تنبهوا لما يعرضه معسكر العدو

> جدة «الأيام» خاص:

>
عبدالله عبدالمجيد الأصنج
عبدالله عبدالمجيد الأصنج
قال الأستاذ عبدالله عبدالمجيد الأصنج، السياسي اليمني المعروف وزير الخارجية الأسبق: «اليوم وشعوب الأمة وحكامها يعيشون الكارثة العظمى التي تحيط بنا .. أقول لمن يملكون صناعة القرار العربي تنبهوا لما يعرضه معسكر العدو بواسطة حلفائه وتجاوزوا العناوين المخادعة وخذوا بالتفاصيل حيث تكمن وتختفي النوايا الخبيثة ولا تيأسوا من إحياء وحدة الموقف والتمسك بعدالة قضايا العرب والمسلمين بدلاً عن التسليم بوعود وأكاذيب من كانوا السبب الرئيسي في وقوع كارثة القرن التي تلحق بالعرب والمسلمين أضرارا قاتلة وشاملة».

ووصف عبدالله الأصنج، في مقال كتبه لـ «الأيام» بعنوان: «الأصنج في رسالة خاصة لصديق .. صيحة لإيقاظ ضمير الأمة ونصيحة السفير إيكنز للعرب»:«إن ما يجري اليوم من حرب غير متكافئة هو إرهاب دولة إسرائيل العنصرية لكل من جيرانها العرب».. فإسرائيل تحتل ما تبقى من أرض فلسطين وترفض التفاوض وتحاصر الضفة والقطاع وبالمثل تمارس ما هو أبشع في لبنان».

قلت له في رسالتي «أخي العزيز، لم يعد هناك ما نقوله ونحن نرى ونسمع ونقرأ أو نتابع ما يجري على امتداد رقعة أرض العرب والمسلمين ، والحمد لله أن لطف بنا، وأعادنا سالمين إلى أبنائنا وأسرنا بعد طول غياب أو قل انشغال بالوظيفة وانصراف عن أبناء وأسر وأحباب. لقد كان من سبقونا أحسن حظاً عند ممارسة واجباتهم ومسؤولياتهم وهم يعملون في ظل قيادات وزعامات كلها حكمة وشهامة وشجاعة وعزيمة، قيادات راشدة تعي وتدرك ماذا تريد .. وكيف تصل إليه.. أبوابها مشرعة أمام مواطنيها، كانت مكانة العالم والفقيه والخبير مرموقة ومحفوظة في مجتمعه وعلى امتداد أوطان العرب والمسلمين، فالحاكم دائماً ما كان يحيط نفسه بأهل حل وعقد ليسمع منهم ويستعين بآرائهم وأفكارهم دون استعلاء أو تأفف. وكان المريدون ينطلقون في الإفصاح عما يختلج في صدورهم وما يدور في عقولهم دونما تردد، ليأخذ الحاكم الفذ منهم ما يرى فيه الأصح والصحيح باسماً مطمئناً مرحباً ومشجعاً وطالباً منهم المزيد. واليوم يشكو الوزراء الأسوياء والعلماء ورجال الخبرة من أن الأبواب أصبحت موصدة في وجه أهل العلم والحلم واكتفى أصحاب دكاكين السلطة باختبار الساكت دهراً والناطق كفراً من باب إكمال مستلزمات قطع الديكور في دواوين الدول.

أخي الحبيب، تذكرون كيف كنا نشكو من وجود وزراء معنا لا يملكون صلاحية إدارة شؤون الوزارة ولا هم لهم سوى دغدغة عواطف الكبير.. وكنا كثيراً ما نهمس لبعضنا - (أنا مستشار لا أستشار) والمؤلم أن حال غيرنا من وزراء ونواب ومساعدين اليوم أسوأ بكثير.. إنهم خارج الصورة بعيدون كل البعد عن أمور هي في صميم اختصاصاتهم.

يا أخي وصديقي أنت تقضي إجازة صيف مفتوحة ولست بحاجة لتقرأ رسالة كهذه تقلب المواجع وتكدر صفو من حولك من الأبرياء.. ولكني أصدقك القول.. إني أكاد أختنق من هول ما يحل بأمتنا في فلسطين ولبنان وفي العراق والصومال على وجه الخصوص.

ويا لهول ما نشهد ونسمع ونقرأ عن مسلسل جرائم حرب كراهية وعدوان صهيوني غاشم يدمر لبنان وفلسطين وبعد العراق وأفغانستان والصومال.. بينما تقف أمة المشرق والمغرب جثة هامدة عاجزة عن الحراك السوي. الحقيقة إننا لم نقتنع بعد بل لا نريد أن ندرك أن إسرائيل هي العسكري الأجير لدى واشنطن المكلف بإخضاع العرب والمسلمين بمنطق الجبروت والقوة للاصطفاف وراء الإملاءات الخارجية من إدارة تكاد تدفع بمستقبل شعوب وحكومات المنطقة على طريق المجهول.

إن ما يشاهده العرب والمسلمون والعالم حرب عدوان وإبادة لا يمكن الصبر أو السكوت عليه بل يوجب تحرك قيادات الأمة وحكامها الأسوياء للتصدي له بالوسائل الممكنة. ولما كان الشيء بالشيء يذكر .. فقد وجدت نفسي أبحث عن نور في آخر النفق وشرعت أقلب أوراقاً وملفات تغطيها الأتربة كنت قد ألقيت بها في ردهات الدار.. عسى أن أعود إليها وأضمها في كتاب أسجل فيه أهم محطات في حياتي السياسية.. وعثرت على قصاصة لما نشرته مجلة «الحوار» رقم 71 لعام 2003 وأعاد نشرها مشكوراً د. محمد عبدالملك المتوكل في العدد 479 من صحيفة «الشورى» اليمنية 21/4/2004م تحت عنوان:

جيمس إيكنز السفير الأمريكي الأسبق في المملكة العربية السعودية يتحدت في «مركز الحوار» بواشنطن:

نصيحة للعرب: حان وقت فهم لعبة المصالح

في ندوة نظمها (مركز الحوار العربي/ الأمريكي) في واشنطن وحضرها عدد كبير من المثقفين العرب والأمريكيين قال جيمس إيكنز السفير الأمريكي الأسبق في المملكة العربية السعودية: دعونا نفترض جدلاً أن الرئيس الأمريكي اختارني لمنصب وزير الخارجية وأقر مجلس الشيوخ تعييني، وأنني بعد استعراض كل السياسات الخارجية السابقة إزاء الشرق الأوسط والتي لم تفلح في الفوز بقلوب أو بعقول العرب تقدمت بقائمة من السياسات الأمريكية الجديدة التي تستند إلى المصالح الأمريكية من أجل التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية.. وما إن أعلنت عن تلك التوجهات الجديدة حتى قامت الدنيا ولم تقعد في واشنطن. فاستدعاه الرئيس الأمريكي وسأله: لماذا تقدمت بتلك السياسات إزاء الشرق الأوسط؟ وافترض السفير إيكنز أن الإجابة المنطقية ستكون:«لأنها سياسات عادلة وصحيحة وجيدة ستخدم المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط في المدى البعيد من خلال إقامة سلام عادل ودائم يرسي الاستقرار والأمن في المنطقة». وتصور السفير الأمريكي المخضرم أن إجابة الرئيس ستكون: ألا تدرك حجم المشاكل السياسية الداخلية في الولايات المتحدة التي ستخلقها مثل تلك السياسات الخارجية التي تقدمت بها؟ وقال إن إجابته وفق ذلك السيناريو ستكون:«أدرك ذلك يا سيادة الرئيس ولكن هذه السياسات الجديدة العادلة ستحقق مصالحنا في العالم العربي»، ويرد الرئيس الأمريكي استناداً إلى الخبرة التاريخية في التعامل مع العرب: قل لي.. ما الذي نريد الحصول عليه من العرب ولم نحصل عليه بالفعل دون اتباع تلك السياسات العادلة التي تنصحني بها؟

وقال السفير إيكنز إنه ساعتها، ورغم أن الحوار لمجرد الجدل، لن يجد إجابة شافية عن سؤال الرئيس سوى:«في الحقيقة لا شيء يا سيادة الرئيس فالعرب أعطونا بالفعل كل ما نريد دون أن نضطر إلى اتباع تلك السياسات، فما كان من الرئيس الأمريكي إلا أن قال: أريد منك تقديم استقالتك كوزير للخارجية خلال ربع ساعة».. انتهى الحوار الافتراضي بتصفيق حاد من حضور ندوة(مركز الحوار) فقد أدرك الحاضرون على الفور ما قصده السفير إيكنز من أنه آن الأوان ليتعلم العرب كيفية التأثير في السياسات الأمريكية من خلال لعبة المصالح.

وقال السفير إيكنز إن المشكلة الرئيسية في العلاقات العربية الأمريكية هي عدم إدراك العرب لحقيقة في العلاقات الدولية مفادها أنه لا يوجد شيء اسمه الصداقة في مجال العلاقات بين الدول، وإنما تحرك تلك العلاقات وتؤثر فيها المصالح، حتى أن ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني الراحل كان له قول مأثور «ليس لنا أصدقاء دائمون ولا خصوم دائمون، وإنما لنا مصالح دائمة» وقال إنه كان على العرب خلال السنوات الخمسين الماضية التركيز على محاولة التأثير على السياسات الأمريكية من خلال المصالح الأمريكية في العالم العربي وما أكثرها.

ومع تسليم السفير إيكنز بقوة تأثير اللوبي الموالي لإسرائيل في واشنطن فإن على العرب أن يتعملوا من اليهود كيفية العمل معاً والتكاتف والتعاضد لتحقيق أهدافهم المشتركة والتخلي عن عادة تقليل بعضهم من شأن البعض الآخر. والتي تجعلهم إذا نجح أحدهم في إنجاز شيء ببراعة ينسبون نجاحه إلى آخرين من غير العرب ووصف ذلك أنه مسلك يجب أن يتغير. وكانت النصيحة الثالثة التي قدمها السفير إيكنز للعرب في التعامل مع الانحياز الأمريكي لصالح إسرائيل، وفي إطار قدرة العرب على التأثير باستخدام لعبة المصالح، أن يوقفوا إعادة توظيف أرباح استثماراتهم الضخمة في سندات الخزانة الأمريكية، وسيكون من شأن ذلك إشاعة الرعب في وزارة الخزانة الأمريكية ويمكن للعرب عندما يفتحون المناقصات الضخمة بمليارات الدولارات أمام الشركات الدولية أن يشترطوا أن يكون العطاء المقدم من أية شركة أمريكية أفضل بنسبة خمسة عشر في المائة على الأقل من العطاءات الدولية الأخرى حتى يمكن منحها للشركات الأمريكية، احتجاجاً على السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط ويرى أنه من شأن تلك الممارسات أن تحرك الشركات الكبرى ورجال الأعمال الأمريكيين للضغط على الكونجرس وعلى صناع القرار السياسي في واشنطن من أجل اتخاذ سياسات أكثر توازناً في الشرق الأوسط. وكانت النصيحة الرابعة للعرب أن يظهروا استعدادهم للتقارب، وخدمة مصالح أطراف دولية أخرى منافسة للولايات المتحدة، بدلاً من الركون إلى ما درج العرب على وصفه بالصداقة مع الولايات المتحدة.

وحذر السفير إيكنز من أن الحرب التي تستعد الولايات المتحدة لشنها على العراق ستنطوي على إتاحة الفرصة أمام رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون لتحقيق هدف كان دائماً بعيد المنال وهو تفريغ الضفة الغربية من الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية، فيما سيكون العالم منشغلاً بأهوال الحرب القادمة مع العراق. كما ستكون الحرب أيضاً تنفيذاً لتوصية من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط الذي قال إنه رأس الحربة للوبي المساند لإسرائيل، مفادها أن شن حرب للإطاحة بالرئيس صدام حسين والاستيلاء على منابع البترول العراقي ستتيح للولايات المتحدة ضمان إمدادات بترولية بلا انقطاع، والاستغناء إلى الأبد عن المملكة العربية السعودية. وهي فكرة راقت تماماً لصقور الحرب في الإدارة الأمريكية وعلى رأسهم بول وولفويتز وريتشارد بيرل. وقال إن هذه الفكرة ليست جديدة، ففي عام 1973 وعندما كان سفيراً للولايات المتحدة في المملكة العربية السعودية فوجئ بإحدى المجلات الأمريكية وقد كتبت مقالاً مفاده أن حل المشكلة الاقتصادية الناتجة عن الحظر البترولي العربي، هو أن تقوم القوات الأمريكية باحتلال منابع البترول العربية في منطقة الخليج من الكويت إلى دبي، وأن يتولى خبراء استخراج البترول في ولايتي تكساس وأوكلاهوما شؤون الإنتاج في حقول الخليج. وسرعان ما نشرت ست صحف ومجلات أمريكية أخرى من بينها «لوس انجلوس تايمز» و«نيويورك تايمز» الفكرة نفسها، وتقريباً بالنص نفسه. ولأنه كان يدرك أنه من المستحيل أن يكون سبعة كتاب صحفيين أمريكيين قد فكروا في الفكرة نفسها وفي الوقت نفسه وبالصيغة نفسها، توصل إلى قناعة بأن أحد المسؤولين ربما في المخابرات الأمريكية أو وزارة الدفاع قد يكون طرح أمام عدد من الصحفيين مثل ذلك التصور، وطلب منهم النشر مع عدم نسبة الأفكار إلى أي مسؤول. وبعد أيام طلبت منه إحدى شبكات التلفزيون الأمريكي التعليق على ما نشرته تلك الصحف الأمريكية فقال بدون تردد: إن أي أمريكي يفكر في أن حل مشكلاتنا السياسية والاقتصادية يمكن أن يكون من خلال احتلال آبار البترول العربية هو رجل مجنون يفكر بطريقة إجرامية أو هو عميل للاتحاد السوفيتي. وكانت المفاجأة غير المتوقعة أن الذي سرب تلك الأفكار للصحفيين الأمريكيين كان وزير الخارجية الأمريكي آنذاك الدكتور هنري كيسنجر، لذلك لم يمض شهر واحد حتى فوجئ السفير إيكنز بقرار فصله من منصبه كسفير للولايات المتحدة في المملكة العربية السعودية. إلى هنا أنهى السفير إيكنز كلمته في ندوة مركز الحوار بواشنطن قبل أربعة أعوام. لقد تأخرنا كثيراً ولم نستوعب ما حدثنا عنه إيكنز فهل يا ترى يتأملها وزراء وسفراء العرب في وزاراتهم وسفاراتهم؟.. وهل بادر أي منهم بوضع خلاصة لها وفي ضوئها يتم إقرار خطة تعامل سياسي يضع الوزن الحقيقي للموقف العربي في حسابات دوائر القرار الأمريكي.

أخي العزيز، لقد تأملت في إشارات إيكنز الصديق الأمريكي للعرب التي لم نعرها ما تستحقه من اهتمام. واعذرني أن أقول لك كم هو صحيح ودقيق ذلك الوصف الذي أتحفنا به موشى دايان أحد قادة الصهاينة الذي قال «العرب لا يقرأون وإن قرأوا لا يفهمون».

وبالمناسبة أذكر لك أن السفير إيكنز كان قد زار صنعاء بدعوة من السفير الأمريكي في اليمن - وكنت في أول مراحل عملي كوزير للخارجية. وكانت العلاقات اليمنية السعودية في بدايات التقارب - وقد زارني إيكنز في الوزارة للمجاملة. وحرصت أن أسمع منه عن مدى إمكانية توظيف مساعيه الحميدة لإحراز تقدم في تفعيل مرحلة جديدة تدفع بالعلاقات بين صنعاء والرياض نحو تعاون وتبادل للثقة. وكان إيكنز متفهماً لدوافعي وصريحاً في إجاباته ووعدني خيراً.

واليوم وشعوب الأمة وحكامها يعيشون الكارثة العظمى التي تحيط بنا.. أقول لمن يملكون صناعة القرار العربي تنبهوا لما يعرضه معسكر العدو بواسطة حلفائه، وتجاوزوا العناوين المخادعة وخذوا بالتفاصيل حيث تكمن وتختفي النوايا الخبيثة، ولا تيأسوا من إحياء وحدة الموقف والتمسك بعدالة قضايا العرب والمسلمين بدلاً عن التسليم بوعود وأكاذيب من كانوا السبب الرئيسي في وقوع كارثة القرن التي تلحق بالعرب والمسلمين أضراراً قاتلة وشاملة.

لقد تنكر بوش والاتحاد الأوروبي والصهاينة لاتفاقيات وتفاهمات جنيف ومدريد وأوسلو وخارطة الطريق وأنهوا بانحيازهم المفضوح فرص السلام التي توفرها المبادرة العربية ووأدوها عمداً بالتجاهل مع سبق الإصرار والترصد، فلم تعد هناك من مبررات لنضع الثقة في غير موضعها.

وسؤالان أخيران هل خطف عسكري صهيوني في فلسطين ثمنه إبادة الشعب الفلسطيني بأكمله وتدمير بناه التحتية ومرافقه العامة وتصفية ياسر عرفات بالسم والشيخ ياسين بصاروخ، وقتل زعامات فلسطينية أخرى داخل فلسطين ومن قبل جرائم اغتيالات ارتكبتها دولة إسرائيل في تونس وعواصم أوروبا؟ وهل خطف جنديين محتلين من الصهاينة في لبنان يبرر جرائم إبادة ودمار شامل في صور وقانا وبيروت وكل لبنان؟

إن ما يجري اليوم من حرب غير متكافئة هو إرهاب دولة إسرائيل العنصرية لكل من جيرانها العرب.. فإسرائيل تحتل ما تبقى من أرض فلسطين وترفض التفاوض وتحاصر الضفة والقطاع، وبالمثل تمارس ما هو أبشع في لبنان. مسلسل إرهاب دولة يحظى مع الأسف بحماية وتشجيع ودعم مادي وعسكري أمريكي وأوروبي .. لهذا فإن اللهث وراء سراب تعاون أمريكي أوروبي وسلام صهيوني لن يزيد الحكومات العربية والإسلامية إلا خبالاً. ومن شأن المضي في هذا الطريق الخطأ أن يعمم الكوارث في المنطقة، وأن يخضع الأمة للهيمنة الصهيونية المطلقة وتكون دولة إسرائيل وحدها شرطي الشرق الأوسط الجديد، وهـذا ما يرفضه حكماء الأمة وحكامها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى