وقالت زُليخا!

> «الأيام» سعيد علي نور:

>
هذا الفراغ الذي تركَتْه زُليخا

يكاد يضيقْ

حتى كأنّ المكانَ الذي ملأتْهُ بـ«كيد النّساء»

تهاوى..

وأخرجَ يُوسُفَ من قَعْرِ جُبٍّ عميقْ

***
حَكَتْ، ذات يوم، لأترابها

قصّةَ العاشقِ الفحل:

كيف يحبُّ وكيف يجور
كيف يرقُّ وكيف يثور

حَكَتْ كُلَّ شيء، تراتيلَهُ في المساء،

أحاديثَهُ في الطريقْ

كيف ينامُ وكيفَ يُفيقْ

أقامت على نعشهِ صولجاناً مِن التِّبرِ،

ألقت على قبرهِ وردةً من عقيقْ

***
حدّثتْ كل أترابها:

لقد مات ذاك الرَّقيق

ونامت، على جُثَّةِ الليل،

حتى أفاقت، على صرخةِ البحر:

- مازال هذا الفتى واقفاً،

يشربُ الملحَ،

- إيهٍ زُليخا، تموت الحكايةُ لكن...،

يحدثها البحر .. ويحيا الغريقْ

***
تناقلت الناسُ أخبارَ ذاك الفتى

وكيفَ رماه إلى غيهب الجُبِّ أخوهُ الشقيقْ

وكيف تنبّأ بالسنوات العِجاف

وقُد َّقميصهُ من دُبُرٍ

وقالت زُليخا:

لقد كان ذاك الفتى غايةً في العَفاف

ولكنه لا يخاف.

وقالت زُليخا:

لهذا الفتى آيةٌ
يُصَدِّقها اللهُ

وتأتي إليها النساءُ
وكلُّ الرّجال يحجُّون من كلِّ فجٍّ عميق

وقال زُليحةُ: هذا الفتى لا يضيق،

ولكنَّه كُلَّما راودتْهُ الجهاتُ

يُجيد اختيار الطَّريق

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى