مع الأيــام..للتضامن مع الزميلة سامية

> د. هشام محسن السقاف:

>
د. هشام محسن السقاف
د. هشام محسن السقاف
كأن جور محاكم التفتيش لا يكفي، والعسس الذين يلتقطون همسات المرء تماماً مثل استراق الشياطين للسمع، أو في التشبيه الآخر أولئك الذين يؤولون دون دراية بعلم التأويل نبض المرء في صدره، ليحولوا ما بينه وبين قلبه بالشبهة والمظنة.. هؤلاء - فقط - بقية باقية من شجرة خبيثة هي الشمولية والديكتاتورية والبوليسية، اجتثت من الأرض ولم يبق لها من قرار، سوى ذلك الحنين/الوسواس في صدور هؤلاء.

أما التخريجات الجديدة التي تبتكرها أقبية ومطابخ خنق الكلمة الحرة، بما يتماشى وطبيعة هذا العصر الذي غدا مفتوحاً على بعضه ويرفض مثل هذه الأساليب، أقله قانون جائر يُطوع ويُفصل لخدمة الأجهزة القمعية، ثم ابتكار قانون للصحافة مسخ لا أسوأ منه في كل العالم المتحضر، ليكون وأد الكلمة الحرة على أصوله شرعياً كما كان وأد البنات في عصر ما قبل الإسلام.

ونحن في غنى أن نعدد محاكمات الصحف والصحفيين، التي كان مفتتحها غير المبين من نصيب صحيفة «الأيام» وصارت صاحب الكعب المعلى في عدد المحاكمات الجائرة، مروراً بالوحدوي والشورى والثوري والتجمع والعدُّ يتواصل. ومن نافلة القول أن مشروع قانون الصحافة السيئ الصيت، قد رفضه كل الصحفيين اليمنيين، وأفشلوا صفقات تمريره، وجاء المؤتمر الاستثنائي لنقابة الصحفيين اليمنيين مؤخراً ليحسن الاختيار بالزميل نصر طه مصطفى نقيباً جديداً، وليعزز من فرص نجاح اصطفاف مهني رائد يقوده مصطفى لصالح العاملين في مهنة المتاعب رغم التقاطعات السياسية والفكرية المشروعة والتي لا تفسد للود قضية.

ومن المؤسف والمخجل أن تلجأ بعض الصحف الصفراء المفرخة إلى الرذيلة والقذف والسباب وانتهاك الأعراض، في محاولة لكبت أصوات صحفيين وصحافيات لهم صوتهم المغاير بما لا يروق للبعض، رغم استمساكهم بعروة الدستور والقانون وتمسكهم به عند الكتابة واختيار صوتهم الوطني الخاص بهم.. وقد رأينا نماذج مقرفة من هذه (الصحف) وهي تقذف ما في جوفها من أوحال وقاذورات لمس عفة وكرامة الأخت الصحفية الزميلة رشيدة القيلي. وكان رد بنت اليمن الجريئة مناسباً ليخرس صوت الإفك والرذيلة.

وحاول أفاكون آخرون النيل من الزميلة الصحافية رحمة حجيرة فعاد إفكهم عليهم، وحظيت الزميلة بالتفاف منقطع النظير من كل الخيرين من داخل المهنة وخارجها. ولأن معركة الحرية سبيل معمد بالتضحية والمعاناة حتى تنتصر إرادة الخير والتغيير في اليمن على كهنة الفساد والمرابين وحاملي إرث الشمولية والديكتاتورية والحرس القديم، فإن مسلسل التعرض والنيل من الصحفيين سيظل سجالاً إلى حين.

وقد تعرضت الزميلة الصحفية سامية الأغبري مؤخراً لطفح لهو أسوأ من طفح مجاري صنعاء، من صحيفة طفحها دالٌّ عليها، وهو - في الجانب الآخر- اختبار على مقدرة شقائق الرجال في بلاط صاحبة الجلالة على الصمود وتلقين مثل هؤلاء المفرخين دروساً في أن المرأة اليمنية قادرة على حمل الراية بجدارة ومن دون خوف أو وجل أو التفات إلى مثل هذه التفاهات، بل والدوس على الطفيليات في طريق صعودها، مع كل الشرفاء، إلى مراتب الحياة الكريمة الخالية من وسوسات الشياطين وأحابيلهم، ممن يريدون حرف دفة التحول القدري لشعبنا نحو حياة عصرية واعدة، وأنّى لهم أن يستطيعوا وقد كشفوا عن وضاعة ما يحملون في صدورهم ورؤوسهم فكل إناء بما فيه ينضح.

فهؤلاء لن يستطيعوا أن يمسوا طهارة أطراف أثواب الصحفيات الجريئات: القيلي، حجيرة، سامية الأغبري، وهذه الأخيرة ستخرج عالية الرأس والكعب من هذا الإفك الأخير ولن يمسها سوء السيئين مهما حاولوا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى