> الهجمة الصهيونية الشرسة على لبنان وبدعم أمريكي وتغطية عربية، أريد لها أن تكون ساحتها هي أرض الجمال والآمال، ووقودها هم الأبرياء من المدنيين والمنشآت والمباني والجسور وخزانات النفط وغيرها من المرافق شملت حتى البحر والشجر.

إن الصمود والمقاومة اللذين يبديهما حزب الله في وجه الآلة الحربية الإسرائيلية، إنما هي دروس للتاريخ تذكرنا بتلك الانتصارات الرائعة للفتوحات الإسلامية منذ زمن الخليفة الفاروق والناصر صلاح الدين.

إن كل انتصار يحققه حزب الله وحركة حماس وبحسب ما نشاهده عبر الفضائيات في لبنان وفلسطين والعمليات الجريئة والرائعة التي تبديها المقاومة إنما هي انتصار للحق ولكل العرب والمسلمين وتزيد الشارع العربي والإسلامي وحتى الدولي حماسة وإحساساً بالفخر والاعتزاز في زمن المواقف المتخاذلة والمتفرقة للزعامات العربية وشتات كلمتهم، مما جعل كل دولة تتحرك وفق مصالحها الخاصة، حتى أن بعض هذه الدول بنت حساباتها على أن هذه المقاومة ستهزم ولن تنتصر، مما حدى بقادتها أن يصرحوا بتصريحات، شكلت ذرائع جاهزة قدمتها لإسرائيل لمواصلة عدوانها على لبنان وفلسطين، إلا أن حساباتهم كانت خاطئة وها هو واقع الحال يخبرنا بذلك وبأن المقاومة ناجحة وصامدة وعزيمتها عالية بالرغم من دخولها أسبوعها الثالث. إنها مفاجأة العصر التي فاجأ بها حزب الله العالم، والتي فاقت كل التوقعات بقيادة زعيمها نصر الله، وأذهلت حتى الجنود الإسرائيليين أنفسهم.

إن إسرائيل لا زالت عاجزة عن وقف طوفان صواريخ حزب الله في عمقها، وليس أمامها إلا ضرب المدنيين العزل وها هي مذبحة قانا خير شاهد على ذلك والتي جل ضحاياها من الأطفال والنساء الأمر الذي يدل على الهزيمة والانكسار، مما جعل أمريكا تتحرك مؤخراً باتجاه الحديث عن إرسال قوات دولية تسيطر على الوضع، ليس حباً في لبنان وشعبها الصامد، بل لتغطية ما عجزت عنه إسرائيل.

لقد أثبت حزب الله ومعه حركة حماس بأنهما خنجر مسموم في نحر الصهاينة، وخطر يهدد إسرائيل وأمريكا ومن حالفهما، يهدد أمنهم الدولي واستقرارهم وخططهم المستقبلية في المنطقة، سيسعون جاهدين وبكل الوسائل والسبل لكسر شوكتهما ونزع سلاحهما متى ما تم وقف إطلاق النار، وعلى بعض الزعامات العربية أن تعيد حساباتها وتراجع مواقفها وفقاً لذلك قبل فوات الأوان وقبل أن يتم تصنيفها في مزبلة التاريخ، وتدرك أن المقاومة هي خيار مادامت هناك حقوق مسلوبة صادرتها إسرائيل.