النظام الكوبي امام تجربة انسحاب فيدل كاسترو من الساحة السياسية

> هافانا «الأيام» باتريك لسكوت :

>
الرئيس الكوبي فيدل كاسترو
الرئيس الكوبي فيدل كاسترو
يضع انسحاب الرئيس الكوبي فيدل كاسترو من الساحة السياسية النظام الذي انشأه بعد ان استولى على السلطة عام 1959 امام تحدي النجاح في تامين استمراريته، في حين يطمح الشعب الكوبي الى التغيير السياسي والانفتاح.

ويتالف الفريق الحاكم الجديد من ستة اشخاص عينهم كاسترو ليحيطوا باخيه وزير الدفاع راوول، الذي سلمه سلطاته، والذين يشكلون مزيجا من "الحرس القديم" الموالي للزعيم اليساري ومن جيل اصغر سنا وعلى تماس افضل مع التحديات الكبرى التي تواجه البلاد، وفقا لما يرى المحللون.

وسيسعى نائب الرئيس كارلوس لايج (54 عاما) صانع الاصلاحات الاقتصادية الخجولة التي ادخلت في التسعينات الى متابعة برامج الاصلاحات الكبرى التي ادخلها تحت اشراف كاسترو، في ظل الرقابة التي سيمارسها المنظم التاريخي للحزب الشيوعي الكوبي خوسيه رامون فنتورا (75 عاما) والمسؤول الشيوعي القديم خوسيه رامون بالاغوير (74عاما).

ومن الحلقة الضيقة من المسؤولين النافذين المؤيدين للاصلاحات هناك ايضا رئيس البنك المركزي فرانسيسكو سوبارون (62 عاما) الذي عين مؤخرا عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي، ووزير الخارجية الشاب فيليب بيريز روكا (41 عاما) الذي امضى سبع سنوات كسكريتير شخصي لكاسترو.

ويشكل المنظر العقائدي للنظام استيبان لازو الذي درس الاقتصاد، حلقة وسيطة بين المجموعتين المحافظة والاصلاحية.

ولم يعهد الى احد الوجوه البارزة في النظام ريكاردو الاركون (69 عاما) باي منصب خاص رغم انه من المقربين من راوول كاسترو. ويتمتع الاركون بثقة الاخوين كاسترو وهو معروف بالتعبير صراحة عما يجول في خاطره. وقد تولى طوال 12 عاما مسؤولية تمثيل كوبا في الامم المتحدة.

واعتبر دبلوماسي غربي ان الفريق الذي تم تشكيله "موجود لتامين الاستمرارية، لا التحول" الى نظام اكثر انفتاحا".

بيد ان الفريق الجديد يعاني من صعوبة ملء الفراغ السياسي الذي خلفه ابتعاد كاسترو عن واجهة الحكم. فقد جعل نظام عبادة الشخص ومركزة السلطات في يد كاسترو من الرئيس الكوبي "المتحدث الوحيد" في البلاد وباسمها.

وقد اعتبر راوول طويلا رجل الظل، لكن اجهزة الاعلام الرسمية تسعى الى تقديمه في صورة جديدة الى شعب ميال للتشكيك بقدراته.

وبدا ان ضمان الاستقرار السياسي يشكل اولوية لراوول كاسترو. فبعد ان استعاد الحجة التقليدية المتمثلة "بالخطر الاميركي"، بادر وزير الدفاع الكوبي الى تحريك جهازه الامني القوي لمنع اي محاولة ضد النظام عبر تحريك الشارع او عمل المعارضين.

ويخضع المعارضون الى رقابة النظام ولا يبدون قادرين على اطلاق حملة معارضة شعبية.

وتضم القوى المسلحة الثورية اي الجيش الكوبي، خمسين الف رجل منهم عدد من الضباط الشباب الذين قد يؤيدون احداث تغيير في النظام، دون ان يكونوا مستعدين للتمرد على قائدهم.

ولم يشعر الكوبيون بالارتياح امام تراجع النظام في السنوات الاخيرة عن الاصلاحات الخجولة التي ادخلت في التسعينات، لاسيما وان الاحوال الاقتصادية في كوبا لا تزال تعاني من صعوبات وسط العقوبات الاميركية الاقتصادية المفروضة منذ عقود على الجزيرة. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى