الصمود والتوحد يا خير جند الله في أرضه

> يحيى عبدالله قحطان:

>
يحيى عبدالله قحطان
يحيى عبدالله قحطان
إن المأساة التي يتعرض لها أهلنا في لبنان وفلسطين هي مأساة الأمة العربية والإسلامية، بل هي مأساة الضمير الإنساني المكلوم,إنه التآمر السافر والبشع على أهلنا في لبنان وفلسطين الذين يتعرضون يومياً أطفالاً ونساءً ومدنيين للإبادة الجماعية من قبل إسرائيل النازية وبالأسلحة والصواريخ والقنابل التدميرية الأمريكية والمحرمة دولياً، وبموافقة مجلس الأمن والاتحاد الأوربي، وأمام الصمت المريب للأنظمة العربية!

إن ما تكشفت عنه هذه الأحداث الأليمة والمجازر الجماعية التي يتعرض لها أهلنا في فلسطين ولبنان ليؤكد تأكيداً قاطعاً غياب العدالة الدولية، والحقد الدفين الذي تكنه إسرائيل وأمريكا ضد أمتنا العربية والإسلامية، وانعدام أبسط الحقوق الإنسانية عند هؤلاء وتنكرهم للشرائع السماوية والقوانين والأعراف الدولية.

إن قتل أو أسر جندي صهيوني جريمة لا تغتفر بينما قتل وأسر وإبادة عشرات ومئات الآلاف من أهلنا في فلسطين ولبنان وفي أرض العروبة والإسلام مسألة فيها نظر {ألا ساء ما يحكمون}.

هناك من يستغرب ويتساءل عن خلفيات الدعم الكامل والمطلق لإسرائيل من قبل الإدارة الأمريكية ورفضها الوقف الفوري لإطلاق النار أو إدانة إسرائيل لتمردها على الشرعية الدولية وانتهاكها المستمر لحقوق الإنسان .. الجواب أن الأصولية المسيحية المتطرفة والمتمثلة بالإدارة الأمريكية عندما تقدم الدعم المادي والسياسي والعسكري لإسرائيل وتبارك الإبادة الجماعية والمجازر الدموية لأهلنا في فلسطين ولبنان وهدم البنية التحتية، كل ذلك يعتبره بوش حرباً مقدسة يباركها الرب لأن إسرائيل في نظره تنفذ الإرادة الإلهية في الأرض حسب زعمه.

كما أن الأحداث قد أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك أجندة لأمريكا وإسرائيل وحلفائهما تقوم على خلق وضع فوضوي تدميري في منطقتنا يقضي على كل مقومات ومقدسات ومنظومة قيم وثقافة الدول العربية والإسلامية وذلك من خلال إيجاد (شرق أوسط جديد). ويستهدف هذا المخطط الجهنمي الاستيلاء على بلاد الإسلام من إندونيسيا حتى المغرب العربي، ويتضح ذلك من خلال دعم إسرائيل بكل أسلحة الدمار الشامل ومن ورائها حلف شمال الأطلسي العدواني لكي يثبوا على بلادنا رقعة رقعة، قطراً بعد قطر، مدمرين قرانا ومدننا ومساجدنا ومعابدنا ومبيدين حرثنا ونسلنا وتراثنا وحضارتنا والتحضير لإبادة المسلمين عبر محرقة ومعركة (هرمجدون) كل ذلك يعتبره الصهيونيون الإرهابيون والمسيحيون المتطرفون شرطاً مهماً للتعجيل بيوم الخلاص، وعودة المخلص المسيح حسب زعمهم.

لقد وصف روبرت بير موظف سابق في المخابرات الأمريكيةC.I.A أن إدارة الرئيس بوش مسيحية قاسية وأن كل المحافظين الجدد حول الرئيس بوش مجموعة من المجانين يعتقدون بذلك.. أي بتلك التنبؤات التوراتية والتلمودية والمسيحية المتطرفة.

وبعد .. إن أمتنا وهي تواجه أبشع تحد وعدوان عرفته في تاريخها من قبل الآلة العسكرية الإسرائيلية وبدعم ومباركة الإدارة الأمريكية، مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى الاعتصام بحبل الله، وتعزيز التضامن العربي والإسلامي وتلاحم وتوحد فصائل المقاومة اللبنانية والفلسطينية، والعمل سريعاً حكومات وشعوباً لنصرة المقاومة الوطنية في لبنان وفلسطين بالمال والرجال والسلاح وبكل الإمكانات، باعتبار ذلك فرض عين على كل مسلم ومسلمة، ووقف إطلاق النار فوراً ووضع حد للإبادة الجماعية والتصفوية التي يتعرض لها أهلنا في فلسطين ولبنان، حتى نمحو العار والإثم الذي لحق بكل العرب والمسلمين بسبب خذلانهم للمقاومة الوطنية الجهادية.. وتعطيلهم فرضية الجهاد والمقاومة.

وفي الختام نحيي بإجلال وإكبار المقاومة الفلسطينة والمقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله.

ونقول: يا سارية الجبل الجبل ومن استرعى الذئب فقد ظلم. الصمود الصمود يا من تمثلون شرف وكرامة أمتكم. الصمود والتوحد يا خير جند الله في أرضه، والله معكم وناصركم {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}.

عضو مجلس الشورى

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى