العمل في ميزان الدين

> «الأيام» إياد محمد ناشر/ الضالع

> إن العمل غاية إنسانية وواجب اجتماعي في الحياة وهو في الوقت نفسه من القيم الدينية التي تصل منزلةً ومكانةً إلى مستوى العبادة.. فالعمل سواءً أكان دينياً أم دنيوياً يحقق الحكمة من خلق الانسان ووجوده في الحياة فلو نظرنا إلى الكون الفسيح لوجدنا أن أعظم الاجرام السماوية في حركة دائبة لا تتوقف لحظة عن الدوران في افلاكها. وإلى النمل التي لا يسمع دبيبها على الارض وإلى الذرة التي لا يمكن رويتها بأقوى المجاهر.

اذا كان هذا فإن الانسان لا يستطيع أن يخرج على نواميس الكون والحياة فيعيش بغير عمل وإلا مجّته الحياة ونبذه المجتمع وتحطم كيانه وفقد معنى الحياة. قال تعالى في سورة الكهف:{إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات انا لا نضيع أجر من أحسن عملاً}. فإذا رجعنا إلى الصورة التطبيقية في حياة الانبياء والرسل وهم الذين يعطون القدوة ويجب أن تكون لنا فيهم الاسوة الحسنة، فقد حفلت حياتهم بالعمل والجهاد ليس في ميدان الفكر والدعوة فحسب ولكن في مجال العمل اليدوي وغيره من الأعمال.

فهكذا يجعل الإسلام حياة الانسان على الارض مرتبطة بالعمل الدائم المتجدد والعمل النافع المثمر والعمل الذي لا ينقطع في كل المجالات، لكي يجني اللاحقون من ثمرات عمل السابقين ويعمل هؤلاء اللاحقون ليجني من بعدهم ثمرات أعمالهم.. فتدور عجلة الحياة، ويضطرد نموها ويتجدد شبابها ويكتب لها الازدهار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى