فرنسا في وضع حساس بعد رفض لبنان مشروع القرار الاميركي-الفرنسي

> باريس «الأيام» اندالسيو الفاريز :

>
وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي
وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي
تجد فرنسا، الدولة المدافعة عن القضية اللبنانية، نفسها في وضع دقيق بعد ان رفضت بيروت مشروع القرار الاميركي-الفرنسي لانهاء النزاع الدائر بين حزب الله واسرائيل,وطالب لبنان بتعديل مشروع القرار وخصوصا بانسحاب القوات الاسرائيلية من الاراضي اللبنانية فورا بعد وقف الاعمال الحربية.

ودعا وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي لبنان والدول العربية الاخرى الى "التحلي بحس المسؤولية". وكان بلازي اكد في بيروت في 31 تموز/يوليو على وجود "تقارب كبير" بين الخطط اللبنانية والفرنسية.

وقال براح ميخائيل من معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس ان "فرنسا تجد نفسها بين فكي كماشة، فهي من جهة تحاول ان توحد مواقفها مع الولايات المتحدة ومن جهة اخرى تؤكد انها الجهة القادرة على تقريب وجهات نظر لبنان مع وجهات نظرها للخروج من الازمة".

وقال فرنسوا جيري من المعهد الفرنسي للتحليل الاستراتيجي انه من خلال القائها بكل ثقلها لتسوية الازمة، تجد باريس نفسها "بين المطرقة والسندان".

وتعتبر الحكومة اللبنانية ان مشروع القرار الفرنسي الاميركي الذي طرح في مجلس الامن بعد نقاشات صعبة لا يلبي مطالبها.

وحيال الموقف اللبناني، اعلن الرئيس جاك شيراك ان مشروع القرار عبارة عن تسوية "يجب ان تأخذ قلق ووجهات نظر الجميع في الاعتبار".

ومن جانبه طلب دوست بلازي، الذي قام بثلاث زيارات للبنان الشهر الماضي، من لبنان "ان يتفهم بان ثمة جانبين في كل اتفاق".

وفي موازاة ذلك، كثف الوزير الفرنسي مشاوراته وتحادث مع نظرائه في قطر ومصر والاردن والسعودية ومع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس.

واكدت الخارجية الفرنسية أمس الإثنين انها "تدرس" المقترحات اللبنانية و"تبحث مع شركائها في مجلس الامن في آليات اخذها في الاعتبار".

وكان لبنان رحب بموقف فرنسا التي نأت بنفسها عن موقف واشنطن واكدت خلافا للولايات المتحدة انها طالبت "منذ البداية بوقف فوري للاعمال الحربية".

وقال ميشال ابو نجم مراسل صحيفة "الشرق الاوسط" العربية في باريس ان فرنسا ستضطر الان الى معالجة "خيبة الامل الكبيرة" التي شعر بها اللبنانيون لدى اطلاعهم على مشروع القرار الاميركي الفرنسي.

واضاف ان "فرنسا ستحاول تصحيح الامور لكن الجانب اللبناني يتساءل ما اذا ستتمكن من تحريك (الموقف الاميركي) مجددا".

وقال ميخائيل ان باريس "حاولت في مرحلة اولى ان تلقي بثقلها باتخاذها موقفا مغايرا لموقف الولايات المتحدة من النزاع الاسرائيلي اللبناني".

وفي رأيه كان "الخلاف تكتيكيا وليس استراتيجيا" في الجوهر وان "فرنسا والولايات المتحدة تنتهجان الاستراتيجية نفسها حيال لبنان" منذ تبني عام 2004 القرار الدولي رقم 1559 المدعوم من واشنطن وباريس والداعي الى نزع اسلحة الميليشيات اي حزب الله.

واضاف "ما يطرح مشكلة لفرنسا اليوم هو انه يبدو وكأنها تلعب لعبة الاميركيين الذين انحازوا لاسرائيل في الازمة الاسرائيلية اللبنانية".

وعلى الدبلوماسية الفرنسية، التي فتحت باب الحوار مع ايران، ان تأخذ في الاعتبار معارضة شيراك اجراء محادثات رسمية مع سوريا التي عادت الى الواجهة في الساحة الاقليمية لحل هذه الازمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى