مدينة لبنانية ساحلية تتحمل تبعات القصف الإسرائيلي

> صور «الأيام» حسين سعد:

>
جثة الرضيع هادي حسين جعفر ذي السنتين والذي قتل يوم أمس في قرية الغازية الواقعة على بعد ثلاثة كيلو مترات جنوب صيدون هو وثلاثة عشر آخرين
جثة الرضيع هادي حسين جعفر ذي السنتين والذي قتل يوم أمس في قرية الغازية الواقعة على بعد ثلاثة كيلو مترات جنوب صيدون هو وثلاثة عشر آخرين
اختفت معالم الحياة تقريبا في مدينة صور الساحلية بجنوب لبنان فيما عدا متجر بقالة فتح ابوابه وعدد قليل من السيارات التي كانت تهرع وسط المدينة,اضحت مدينة صور التي كان تعداد سكانها يصل الى مئة الف شخص مدينة اشباح بسبب غارات اسرائيلية متتالية دمرت الطرقات والجسور وعزلت المدينة عن بقية الاراضي اللبنانية واجبرت السكان على النزوح.

وقال محمود فقيه لرويترز "كلنا نشعر بالخوف من التحرك." اضاف فقيه (40 عاما) الذي يعمل سائقا بعد القاء الطائرات الاسرائيلية منشورات تحذر السكان من التحرك بسياراتهم لانها ستكون عرضة للقصف ولانها كما جاء في المنشوارت يمكن ان تنقل مقاتلين من حزب الله وعتادا وصورايخ "ركنت السيارة قرب البيت واتحرك سيرا على الاقدام." وتقول اسرائيل انها تستهدف صواريخ حزب الله جنوبي الليطاني على بعد 20 كيلومترا من الحدود الاسرائيلية، التي قتلت عشرات من الاسرائيليين خلال 28 يوما الماضية.

وحتى وقت قريب كانت مدينة صور ينظر اليها على انها مكان آمن لجأ اليها الآلاف من القرويين اللبنانيين في الحرب التي نشبت عقب اسر حزب الله مقاتلين اسرائيليين في غارة عبر الحدود في 12 يوليو.

لكن مجلس بلدية المدينة يقول ان 80 بالمئة من سكانها نزحوا ومعظمهم بسبب تضاؤل الامدادات الغذائية بعد ان دمرت الغارات الاسرائيلية آخر الطرق التي تربط المدينة بالمناطق الاخرى أمس الأول.

ولا يجوب الشوارع الخالية سوى عدد قليل من السيارات معظمها يقل عمال الاغاثة. عشرات من المراكب البيضاء اللون ترسو على رصيف الصيادين دون التمكن من الخروج للصيد منذ بدء الحرب التي قتلت 965 شخصا على الاقل في لبنان وحوالي 100 اسرائيلي.

وقال فينسانت هوفر مدير عمليات المنظمة الدولية للمهجرين في بيروت "جنوب نهر الليطاني منطقة لا يمكن الدخول اليها." وقال برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة ان قوات حفظ السلام في جنوب لبنان تعتزم ترميم المعبر فوق الليطاني لكنها تنتظر ضمانات بانهم لن يكونوا هدفا للقصف.

وقال الناطق باسم برنامج الاغذية العالمي روبن لودج "الى الآن هذه التأكيدات لم تصل." لكن حتى قبل الغارات الاسرائيلية أمس الأول الاثنين كانت صور تعاني نقصاً شديداً في الامدادات الغذائية.

وقال حسن البوق عضو المجلس البلدي للمدينة "المساعدات التي استلمناها بالكاد تكفي الناس.

والدة تبكي وقت الجنازة
والدة تبكي وقت الجنازة
من بقي في المدينة هم افقر الفقراء. نحن نعيش ازمة حقيقية" واضاف ان القوافل السابقة المحملة بإمدادات مثل القمح والارز والدقيق لم تساعد كثيرا لان السكان والنازحين ليس لديهم الغاز والادوات اللازمة للطبخ.

واقفل العديد من المحال في المدينة وتكدست النفايات في الشوارع وتضاءل وجود المسعفين.

وقال الدكتور محمد فران العضو الآخر في المجلس وهو يجلس وراء طاولة مليئة بعلب الدواء "نقوم بتقنين توزيع الادوية على المرضى لاطالة عمر مخزوننا." اضاف "لو لم نفعل ذلك لكان مخزوننا قد نفد منذ فترة طويلة" وفي ظل عدم وجود اكثر من 12 موظفا يستعين المجلس بالمتطوعين لتوزيع المساعدات على السكان وعدد قليل من النازحين.

لكن بعض الناس مثل الصياد حيدر فقيه اختار البقاء على اي خيار آخر.

وقال حيدر "الى اين يجب ان نذهب. هل نذهب وننام في المدارس ونتعرض للاذلال." وفي باحة ملعب مدرسة تابعة للامم المتحدة قرب مخيم للاجئين الفلسطينيين تغفو وفاء سالم الحامل في الشهر التاسع على قطعة من الورق المقوى.

وشكت سالم وهي تبتسم بخجل وتحتضن ابنتها دعاء قائلة "ننام على لوح كرتون ظهري يؤلمني كثيرا لا استطيع ان اصل الى طبيبتي ولم يجروا لي اشعة في المستشفى الحكومي ولا اعرف ماذا افعل." رويترز...شارك في التغطية علاء شاهين

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى