عاشق الرسائل العم سالم باهادي يتذكر:أعمل منذ أن كانت الطائرات تحمل 30 راكباً .. بنصف شلن أوصل الرسائل إلى آخر الدنيا

> «الأيام» سند بايعشوت:

> سالم علي سعيد باهادي، ألف من يدلك عليه في تريم، بالمختصر المفيد رجل (كوكتيل خدمة) والعبارة بين القوسين اسم لدكانه الواقع في قلب الغناء مدينة حضرموت .. وكوكتيل خدمة، اسقاط رائع لرحلة بريدية عمرها أربعون عاماً سعى فيها سالم علي سعيد، بين الناس بنصف شلن، نعم بنصف شلن أجرة رسالة يوصلها إلى المطار .. مطار الغرف أو بحران ثم أخيراً سيئون.

عاشق الرسائل والدليل على ذلك قوله أنا في خدمة المواطنين، يعني في خدمة المواطنين بنصف شلن سابقاً .. عشرون ريالاً حالياً .. لكن ليس هذا هو الأهم بل في حركة التاريخ البريدي الذي يعد العم سالم باهادي، أحد رجالاته في تريم محافظة حضرموت.

والرجل إن كان (بريدياً - قطاع خاص) فالواجب تكريمه وعلينا أن نذكر محاسن الرجال «أنا في خدمة المواطنين» في الوقت الذي كانت فيه خدمة المواطنين بالرشاوي عيني عينك .. الحوار التالي يرصد تجربة حياة مع رجل كان يسعى بين الناس بنصف شلن لكنه غال علينا جميعاً حتى ولو لم يكرمه أحد.

عاشق الرسائل

< أين كنت تعمل؟

- كنت أعمل في بداية الأمر في مطار الغرف ثم تحولت الى مطار بحران .. وعملي في الاساس للإخوة المواطنين بالنسبة للحجوزات في الطائرة الى جدة، أبوظبي، الكويت، الغيظة، المكلا، كذلك من لديه رسالة لأمه أو لأبيه أو لأخيه أوصلها الى المطار أو عن طريق السيارات والآن جمدت الحركة لأنهم قلصوا الرحلات.

< أفهم من ذلك أنك لست موظفاً؟

- أنا في خدمة المواطنين مش موظف .. (نجيب رسالة نودّي رسالة).

< وماذا عن خط سيرك؟

- الأهالي يسلمون الرسائل إلي وأنا أوصلها الى المطار ونعطيها الركاب، ولكن كل شيء حسب عنوانه في عدن عزبة فلان في الكويت عزبة فلان يعني نوصل الرسالة الى مكان واحد .. الى عزبة معروفة أي مكان تجمع بحيث أنها تصل بسرعة.

< وماذا عن النسبة .. حصة الضرائب بالنسبة لك؟

- نحصل على نصف شلن ثم تطور الأمر الى عشرين ريالاً.

< وفيما يتعلق بالأشياء الثقيلة .. الطرود؟

- أقوم بوزنها وبحسب الوزن نسجل المبلغ.

< هل كنت الأوحد في تريم للقيام بهذه المهمة؟

- أنا اقوم بهذه المهمة بمفردي ثم طلبني بريد سيئون وقالوا لي ضروري من الطوابع يا عم سالم لا تأخذ الرسائل هكذا حافة الى المطار، وكنا نشتري منهم بخمسة ألف أو بعشرة ألف طوابع.

< طيب ومواصلاتك الى المطار؟

- نروح بسيارات الأجرة وأحياناً (نرسّخ) أربع او خمس سيارات عن طريقي للركاب إلى المطار.

< والمعاملة .. خاصة للعائلات في المطار؟

- انا اقوم بهذه المعاملة و(ترييض) تذاكرهم و(نرسّخ) لهم سيارة من قبلي وأنا دائماً في خدمة المواطنين، والكثير شاكرون.

< ولماذا اخترت هذه المهنة تحديداً؟

- أنا اشتغل منذ أن كانت الطائرات تحمل ثلاثين راكباً .. وحين أنجز مطار سيئون عملت في حجوزات المواطنين.

< قلت انك تحجز تذاكر، وفي حالة نفادها هل تدفع بقشيشاً؟

- أنا لم أتعامل بهذه الطريقة.

< هل تحمل تصريحا بمزاولة المهنة وإن كنت (قطاع خاص)؟

- أحمل ترخيصا من مدير البريد أدخل وأخرج في المطار على كيفي، لأنهم هم رابحون مني يعني باختصار (عميل).

< وفي حالة ضياع رسالة من يد ساعي البريد؟

- تقريباً لم يحدث ضياع على يدي.

< في تريم أين مقرك الأساسي كي يأتي الناس إلى عندك؟

- عندي دكان صغير في تريم جعلته كمركز للاخوان لمن يريد الحجز ومن لديه رسالة .. لكن في الوقت الحاضر عندما قلّت معاملاتي نظرت الى الدكان ووضعت فيه بضاعة.

< وكم عدد الرسائل في الاسبوع الواصلة اليك أو الصادرة منك؟

- في حدود خمسين رسالة كل ثلاثة أو اربعة ايام.

< والآن هل تصل رسائلك إلى دكانك؟

- خلاص معادش .. في دعوات حق عزائم زواج.

< وإذا وقفت حركة الطيران كيف يتم الإرسال؟

- بالبر، نرسل الرسائل عن طريق السيارات.

< خبرتكم أربعون عاما في هذا المجال كيف حاسة الشم لديك.. اقصد كيف تميز الرسالة السمينة من الركيكة؟

- إذا كان هناك رسالة مكتوب فوقها مهمة نخليها على جنب وندعو صاحبها .. إذا أعطانا شيئا استلمته ما أعطانا شيئا ما نقول له هات.

< كلمة أخيرة..

- شكراً لصحيفة «الأيام» على هذا اللقاء.

وبعد .. فإن الوالد سالم علي سعيد باهادي، قد ناب في زمانه عن الهاتف والفاكس .. فأضحى هو عاشق الرسائل في زمن لم تكن فيه التكنولوجيا معروفة .. فلقد ربط برسائله تريم بعدن .. والاخيرة بالكويت .. وتريم بالمكلا وذلك من خلال (العزب) وهي أماكن تجمعات اهالي مدينة واحدة في مدينة أخرى.

وإذن فان أكثر من سالم باهادي في غير مدينة قد أدى واجبه قبل أن يعرف الناس الزحمة في البريد بدءا من تسديد فواتير الماء والكهرباء والهاتف مروراً بمستحقات المـتـقـاعدين والرعـايـة الاجتمـاعية وانتهاء بمرتبات المعلمين .. وزحمة يا بريد زحمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى