حزب الله وبوابة النصر الكبير

> د.عبده يحيى الدباني:

>
د.عبده يحيى الدباني
د.عبده يحيى الدباني
ما أرى لبنان إلا قد انتصرت، وما أرى حزب الله إلا قد انتصر انتصاراً مؤزراً خارقاً للعادة في ظل تخاذل وتواطؤ عربيين غير مسبوقين وفي ظل دعم عالمي كبير مادي ومعنوي لطرف إسرائيل المعتدي بل في ظل مواجهة عدوان همجي بربري لا أخلاقي، ولا عجب من هذا النصر المؤزر الذي أحرزه حزب الله ومن ورائه لبنان البطلة الصامدة والسواد الأعظم من الأمة العربية والإسلامية التي (لا تجتمع على ضلالة) أبداً مهما شاء لها أعداؤها ونعق الناعقون من دعاة الفرقة والطائفية بصرف النظر عن التنوع الطبيعي المشروع الذي يثري الوحدة ولا يضيرها، حقاً لا عجب من هذا النصر العظيم فالله تعالى ينصر من ينصره وهو القائل:{يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم} محمد 7، وهو القائل وقوله الفصل: {كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين} البقرة 249.

لست خبيراً عسكرياً ولا محللاً سياسياً ولكن معالم النصر قد أضحت واضحة للجميع فماذا صنعت إسرائيل المسخ بعدوانها الغاشم خلال أكثر من شهر غير جرائم الحرب التي لن ينساها التاريخ ولن يغفرها، فالله تعالى يمهل ولا يهمل، من تدمير المنشآت المدنية وقصف شاحنات الإغاثة وقتل النساء والأطفال وسائر الأبرياء في ملاجئهم ومنازلهم وسياراتهم الهاربة، وهذه هي الهزيمة بعينها بل هذا هو المرض والحقد الأسود تجاه المسلمين وتجاه الحياة والإنسانية بوجه عام، أما على المستوى العسكري فما برحت إسرائيل بجيشها المهزوم تراوح في الحدود اللبنانية تكر خطوة وتفر خطوات في حين تتكبد أفدح الخسائر مالاً ورجالاً في البر والبحر والجو فضلاً عن الهزيمة النفسية النكراء التي منيت بها لأول مرة في تاريخها المتغطرس المغرور لا سيما ولقد صارت في مستوطناتها هدفاً لصواريخ حزب الله المباركة وصار (الهلع) هو سيد الموقف حتى في عقر دارها، ومن أين لإسرائيل (دار) إنما هي دار مغتصبة! كان من عادة الجيش الإسرائيلي في الحروب السابقة أن يجتاح ما شاء له أن يجتاح في أيام معدودة وربما في ساعات أما اليوم فقد قوض له الله حزب الله ليهدم كبرياءه ويمرغها في الوحل ولعل هذا هو المسمار الأول في نعش إسرائيل بإذن الله.

حزب الله .. نصر الله .. القسام .. حتى الأسماء هنا تبعث على التفاؤل وتوحي بالنصر وتبشر به، لقد سقطت (خزعبلة) الجيش الإسرائيلي وأسطورته وهذا بدوره سيبدد الخوف والتهيب في نفوس العرب والمسلمين وهذا أهم معالم النصر في هذه الحرب السادسة فكما قال المتنبي:

فما الخوف إلا ما تخوفه الفتى ** وما الأمن إلا ما رآه الفتى أمنا

فعلى الأمة أن تتطهر من عقدة الخوف والتهيب وأن تغتسل من أدران الهزيمة والسلبية والتخاذل بعد هذا الانتصار الكبير وأن تتحرر من شعور الذل والانكسار والخيبة والإحباط بل من حقها وواجبها أن تحتفي وتحتفل بهذا النصر العظيم.

ولم تقتصر فروسية اللبنانيين وألمعيتهم على المعارك الحربية بل وجدناهم فرساناً في ميادين الحوار والسياسة لا تلين لهم قناة مع أن بلدهم الحبيب (لبنان) مضرج بالدماء بما فيه العاصمة (بيروت) .. حقاً إن لبنان هي الأسطورة وأن النصر لن يكون إلا حليف (قوة الحق) ولن يكون حليف (حق القوة) بإذن الله، لقد وعدنا السيد حسن نصر الله بالنصر في أول أيام المعركة وها هو اليوم يفي بوعده (فلله دره) من قائد، إنها ثقة المؤمن وفراسته وما أرى هؤلاء الرجال إلا أنهم هم الأحفاد الحقيقيون لأصحاب (بدر) من المهاجرين والأنصار الذين نظر الله تعالى إليهم وهم في أتون المعركة الفاصلة فقال: (افعلوا ما شئتم فقد غفرت لكم) لقد نازل أولئك غطرسة قريش وغرورها وينازل هؤلاء غطرسة إسرائيل وغرورها فليس الكفر إلا ملة واحدة. قال تعالى: {وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم} آل عمران 126.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى