أقصوصة بعنوان (الحـذاء)

> «الأيام» أحمد السعيد

> عندما كان صغيراً، كان يحلم بحذاء لماع من ماركة صناعية معروفة، كبر وكبرت معه همومه، فقد ترك الدراسة مبكرا. وزوّجه أبوه مبكراً، حتى أنه أصبح يعيل أسرة مكونة من زوجة وأربعة أولاد، إضافة إلى أبويه وخمسة أخوة آخرين، فاضطر إلى العمل إسكافياً إلا أن حلمه ظل كما هو.

وبينما كان منهمكاً في عمله الذي أجاده وأتقنه، وقف أحد الزبائن أمامه، وكان يرتدي حلة جديدة وروائح العطر الباريسي تنبعث منه وتعطر الجو، وسلمه كيساً بداخله حذاء بدت في غاية الروعة والجمال، حتى أنها ذكرته بحلمه القديم.

قال للزبون:

- خيط؟

أومأ الزبون برأسه موافقاً.

قال:

- وباليس؟

أومأ الزبون برأسه موافقاً مرة أخرى، ومضى مبتعداً.

راح الإسكافي يصلح في الحذاء معتنياً بها، وعندما انتهى من تلميعها راح يقلبها بين يديه، ثم مسحها مرة أخرى بكم قميصه. ثم نظر إليها مرة أخرى وبدا عليه الارتياح.

انشغل في عمل آخر. وانتظر عودة الزبون إلا أنه لم يحضر.. حزم أدواته وانتظر.. مر وقت طويل والزبون لم يحضر.. قرر بعدها المغادرة إلى منزله.

في الطريق إلى منزله راوده حلمه القديم، تنحى جانباً وأخرج الحذاء.. تردد قليلاً، ثم قرر انتعال الحذاء.. سار إلى الزقاق الفرعي المؤدي إلى منزله.

وهنا لم تكتمل فرحته، فقد كان الزقاق مليئاً بـ(البالوعة) التي انفجرت صباحاً بعد مغادرته إلى العمل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى