حضور سعادة القنصل العماني بعدن .. ندوة حول أهمية الحفاظ على التراث الفني في مركز العزاني

> «الأيام» مختار مقطري:

> عصر يوم الخميس الماضي 10/8 دشن مركز العزاني للتراث والتوقيق في مقره بمديرية المنصورة أولى فعالياته الثقافية والفنية بندوة عنوانها (أهمية الحفاظ على التراث الفني الغنائي وحمايته من الضياع والاندثار والسطو) وكان في مقدمة الحضور الإخوة سعادة القنصل العماني بعدن ناصر بن حمد الغيلاني، عبدالله باكدادة مدير عام مكتب الثقافة بعدن، أحمد علي قاسم مدير مكتب محافظ عدن، فضل عوض الأمين العام للمجلس المحلي لمديرية البريقة، منير عمر قاسم ممثل مكتب الإعلام بعدن والفنانان الكبيران عبدالكريم توفيق وعوض أحمد الى جانب عدد من المهتمين والزملاء في مجال الصحافة والإعلام، وقد أدار الندوة باقتدار الزميل نصر مبارك باغريب الذي رحب في كلمة الافتتاح بالمشاركين والحضور منوهاً بأن الندوة تقام برعاية الأستاذ أحمد محمد الكحلاني، محافظ عدن ثم قرأ على الحضور المحاور التي ستناقشها الندوة من خلال مشاركات المتداخلين.

وفي كلمة المركز التي ألقاها الاخ ناصر العزاني تقدم بشكره الجزيل بالأصالة عن نفسه وبالإنابة عن أخوانه أبناء المهندس الراحل علي حيدرة العزاني، مؤسس المركز وكذا الحضور، لسعادة القنصل العماني الأخ ناصر حمد الغيلاني لحرصه على الحضور كما شكر جميع الحاضرين على المشاركة وفي مقدمتهم الأخ عبدالله باكداده، مشيراً الى أنها الندوة الأولى التي ينظمها المركز متمنياً ان تخرج الندوة بتوصيات ومقترحات بإمكانها تطوير نشاط المركز والمحافظة على محتوياته من التسجيلات الفنية منذ خمسينات القرن الماضي التي واكبت جميع الاحداث القومية والوطنية.

وفي كلمته أكد الأخ عبدالله باكداده أن المركز أدى ويؤدي دوراً ريادياً في توثيق المعلومات، مشيراً الى أن عدن بحاجة إلى مثل هذا المركز الذي تميز عن غيره من تاريخ الامة في جوانبه المختلفة، بالإضافة إلى توثيقه لما يعرف بالعصر الذهبي للأغنية اليمنية، مؤكداً على حاجة المركز للجهود غير الأحادية.. للصحفي، للموثق الحريص، للقائمين عليه، لاهتمام الدولة وإلى دعم الجهات المسؤولة على أن يسهم المركز كذلك بإدارة أنشطة إيرادية تساعده على تحمل جزء من نفقات أنشطته الأساسية وأداء رسالته الوطنية التي هو عازم على أدائها.

وقال الفنان الكبير عبدالكريم توفيق: «أسهم الفقيد علي حيدرة العزاني في تسجيل وتوثيق جانب ضخم من الأعمال الفنية التي تؤرخ للكثير من الأحداث الوطنية رغم تواضع الامكانيات». وأضاف :«اذا لم نتكاتف جميعاً للمحافظة على هذا التراث فقد نبكي عليه يوماً ما، وعليه لا بد من دعم الدولة لهذا المركز الى جانب اهتمام ومؤازرة الجهات ذات العلاقة والفنانين في دول الجزيرة والخليج وكذا الجامعات اليمنية».

وقال الفنان القدير عوض أحمد:«قد لا أجد ما أضيفه ولكني أحب ان أذكر أن الفقيد علي حيدرة العزاني هو الذي أطلق عليّ لقب بلبل اليمن، وهو علم من أعلام اليمن، ولولاه لما حفظ كل هذا التراث الجميل، فأرجو من أصحاب القرار العمل على إخراج نشاط هذا المركز الى النور».

وفي مطلع كلمته نقل الأخ أحمد علي أحمد تحيات وتقدير الأخ أحمد الكحلاني لكل المشاركين في الندوة وقال:« منذ ان بدأ ترددي على المركز اكتشفت ان فيه كنزاً لا يعلم به أحد ووجدت أن جهود القائمين عليه وفي مقدمتهم الأخ عبدالله العزاني مع الجهات المعنية جهود مشتتة، فطرحت عليه طرق باب السلطة المحلية وتوج ذلك بزيارة د. يحيى الشعيبي، محافظ عدن السابق للمركز الذي وافق على تشييد مبنى خاص بالمركز، كما تم التواصل مع اليونسكو وتواصل اهتمام السلطة المحلية بزيارة الأخ أحمد الكحلاني، محافظة عدن للمركز قبل عدة أيام، الذي أبدى اعجابه واهتمامه بما يحويه المركز من كنوز فنية مؤكداًَ تقديم كل ما يمكن تقديمه دعماً للمركز وتطويراً لوسائل التوثيق، وعلى الجميع.. سلطة محلية، منظمات جماهيرية، مثقفين، العمل على الحفاظ على هذا المركز ليتمكن من القيام بدوره على نحو أفضل في الحد من تعرض تراثنا الفني للسطو والاندثار».

وتحدث سعادة القنصل العماني بعدن الاخ ناصر بن حمد الغيلاني قائلاً: «يسعدني أن أتقدم بالشكر الجزيل لكل الحاضرين في هذه الجلسة الطيبة، متمنياً التوفيق للقائمين على هذا التراث العظيم وفي مقدمتهم الأخ عبدالله العزاني رئيس المركز ومديره الأخ ناصر العزاني راجيا لهم أن يوفقوا في الحفاظ على هذا التراث ان شاء الله.

إن الفنانين اليمنيين لهم مشاركات فعالة في المهرجانات التي تقام في عمان مثل مهرجان مسقط السنوي ومهرجان الخريف، كما ان للفنانين العمانيين مشاركات في الأعياد الوطنية في اليمن والحمد لله نحن في عمان واليمن كلنا واحد في مشاركات كثيرة، وأتمنى مرة أخرى للأخ عبدالله العزاني المزيد من التوفيق في أداء مهامه .. وجزاكم الله كل خير».

وفي كلمته أشار الأخ فضل عوض إلى أن جمع هذا التراث الفني والحفاظ عليه لم يأت من فراغ ولكن بعرق وجهود كبيرة بذلها الفقيد المهندس الراحل علي حيدرة العزاني، وهو جدير بدراسة سيرته الذاتية والعملية لأنه أرسى قواعد التسجيل والتوثيق العلمي للأعمال الفنية وربى أبناءه على حب هذا التراث والمحافظة عليه وها هو نجله الأكبر عبدالله يسخر جهوده ولا يبخل بشيء لخدمة الحفاظ على هذا التراث إلى جانب جهود إخوته، لقد أسهم الفقيد العزاني بدور كبير في نشر الأغنية الوطنية إبان الكفاح المسلح التي سجل معظمها في هذا الاستديو الذي حوله أبناؤه مشكورين الى مركز، وواصلت الاسرة كلها مشوار الحفاظ على هذا التراث الكبير واستمرت الى اليوم في تخصيص جزء من منزلها لهذا الغرض، ولا شك أن اهتمام ورعاية الأخ أحمد الكحلاني، محافظ عدن وجهود الأخ عبدالله باكداده سوف تساعد المركز على الاستمرار في حفظ التراث بشكل أفضل ومتطور تقنياً ونشره للحد من اندثاره والسطو عليه».

وقد قام الأخ عبدالله العزاني، رئيس المركز بتسليم شهادتي تقدير للأخوين سعادة القنصل العماني بعدن ناصر بن حمد الغيلاني وعبدالله باكداده مدير عام مكتب الثقافة بعدن وكذا شهادة تقدير للدكتور أحمد صالح منصر الأمين العام لجامعة عدن تسلمها نيابة عنه الزميل أحمد البالو.

ودون شك سيلتمس لي في الحيز المتاح عذراً بقية من تحدثوا في الندوة ولم أشر إليهم وإلى أحاديثهم.

وفي ختام الندوة ناقش المشاركون التوصيات المقدمة للندوة الخاصة بالحفاظ على التراث الفني وحمايته من الضياع والاندثار والسطو، وفيما يلي بعض من هذه التوصيات التي أقرها ووافق عليها المشاركون في الندوة:

- تشكيل لجنة متخصصة لحفظ وتوثيق التراث الفني اليمني ونشره عالمياً وكشف كل محاولات السطو عليه.

- الإسراع بإنجاز الدراسة التقييمية التي وجه الأخ محافظ عدن مكتب الثقافة بالمحافظة بإعدادها لإعادة تأهيل مركز العزاني للتراث والتوثيق بما يمكنه من النشر وتقديم خدماته التوثيقية لكل المختصين والمهتمين وللأجيال القادمة.

- دعوة الجهات المعنية لتقديم كل الإمكانات والدعم اللازم والسريع لإنقاذ مقتنيات مركز العزاني من التسجيلات الغنائية والفنية التي يعود تاريخها لأكثر من 60 عاماً وحمايتها من التلف والضياع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى