زمن قوة الأكتاف

> «الأيام» فهد علي البرشاء /لودر - أبين

> لن يستطيع أحد أن يصل إلى أعماق ذاتي.. حيث أخفي مأساتي.. وأدفن آهاتي .. وأواري بين ثناياها أحزاني.. وهمومي التي ناءت بها الماً أحشائي.. لن يشعر أحد بتلك البراكين التي تثور بين الفينة والأخرى وترمى حممها كلما داعبت رياح الألم والقهر سكونها وسباتها.. ما يعتمل في أعماقي أكبر من أن أصفه.. أو أخط معناه على هذه السطور الخرساء.. فما تطالعني به السنون والأيام.. يعجز عن سبر أغواره كل من جال بخاطره شق غياهبه الموحشة.. والخوض في معترك حياته المؤلمة.. تستحي الروح لمجرد ذكره.. ويعجز القلب عن تحمله.

كأي شاب احتدمت في رأسي أحلام غد مشرق عزيز باسم.. ونضحت من صدري الصغير آمال كثر كبار في التقدم والرفاهية.. والحياة الفضلى .. والتمتع بحياة متكافئة في كل مناحيها.. بعيداً عن لغة التعصب والعنصرية والتمييز.. والاتكال على قوة «الأكتاف» ونبض «الجيوب» وسماسرة أروقة المباني السامقة.. كأي شاب يتألم عندما يشاهد آفات المجتمع تستفحل وتستشري بين أوساط الناس دون أن نجد لها حلاً يستأصلها ويجتث جذورها.. حتى لا تغدو شجرة خبيثة يستظل تحتها كل من سولت له نفسه قتل أحلام الطفولة.. وتعب السنين، وسهر الليالي.. ومواراتها ثرى النسيان.. وتكبيلها بأصفاد اليأس .. كأي شاب تجرع مرارة الانتظار.. والترقب والبحث طويلاً.. أحمل بين يدي ملفاً اكتنزته ادراج المكاتب، فرحبت به كواحد من آلاف الملفات.. ليستقر في غياهب احشائها.. فيبيت عند هذا .. ويحمل من ذاك .. ويعاني لحظات المخاض هناك .. ومع الانفاس الساخنة.. والزفرات الملتهبة.. ينجب مولوداً معاقاً.. لم يكتمل نموه..وتبدأ رحلة البحث مرة أخرى.. وتلتهم السنون بعضها بعضاً.. وتسابق الأيام سابقاتها.. وتظل عجلة الزمان في دوراتها.. والعمر يمضي وضنك الحياة وقسوتها ترسم علاماتها الجبرية والقسرية على الملامح.. وتوغل الثنايا والاخاديد عميقاً دونما راحة أو شفقة.. ليذهب العمر هباء.. تترمل الاحلام والأمنيات وتغدو مجرد ذكرى اختفت بين تلافيف النفاق.. في زمن يدعى زمن الاكتاف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى