> جعلوها دائماً في قفص الاتهام وأصدروا حكماً عليها بالإعدام بكل قسوة وجحود ونكران ومن الاتهامات التي اتهمت بها أنها قاسية، قاتلة، مُرّة، جارحة، كاذبة، ظالمة، تحب نفسها وتأخذ الكثير منا وما تعطينا إلا القليل .

كلها اتهامات للحياة وهي بريئة كل البراءة من كل التهم الموجهة إليها، والمتهمون هم الذين يسيئون التعامل معها وجعلوها المجرمة الوحيدة وراء جرائمهم، فالقسوة من بعض البشر الذين تحجرت قلوبهم وتبلدت مشاعرهم والرحمة أصبحت شعارا وقولاً وليست أفعالا، فالعيب والإجرام منهم هم وليس لأنها نزيهة من كل عيب أو جرم يصفونها به، فالحياة تعني الكثير والكثير من الحب، الوفاء، صدق المشاعر، والتفاؤل للغد أفضل من اليوم ونزرع فيه محبة لكي نحصد ثمرها الذي سوف يغطي كل الارض فتصبح خضراء وتنثر الشجر أورقها وتفوح الزهور عطرا والجبال مبتسمة بشموخ واعتزاز وطيور النورس تغني ترقص فرحاً، والشمس مشرقة بالعطاء والقمر ينور عتمة الظلام والبحر يقول ها أنا كاتم الأسرار. لذلك أصدرت حكماً عادلاً بالبراءة المؤكدة دون طعن أو استئناف من جميع التهم المنسوبة للحياة ورفعت الجلسة.