قنديل البحر .. مشكلة في البحر المتوسط

> ايطاليا روبين بوميروي :

>
قنديل البحر
قنديل البحر
في فيلم "الفك المفترس" في عام 1975 كان القرش الابيض الكبير هو الذي يمنع المصطافين من ارتياد الشواطيء,هناك تهديد اقل فتكا ولكنه قد لا يكون أقل إثارة للقلق تسبب في اغلاق مساحات كبيرة من البحر المتوسط امام المصطافين هذا العام.. انه القنديل وطحالب البحر.

فقد طلب من الاف المصطافين في اجزاء من ايطاليا واسبانيا عدم دخول المياه لاحتمال تعرضهم للسلع والتسمم من التفشي غير المعتاد للطحالب وقناديل البحر والذي يقول علماء البيئة انها عرض اخر من اعراض ارتفاع درجة حرارة الارض.

وادت طحالب البحر السامة الى اغلاق شواطيء كانت تعج في العادة بالمطصطافين في ايطاليا كما أحدثت قدرا كبيرا من الإزعاج لاولئك الذين دخلوا المياه.

هرع روزاريو فيتسني حاملا حفيده صامويل البالغ من العمر سبع سنوات الى المستشفى عندما ظهرت بقع حمراء لامعة على ذراعيه وساقيه بعد يوم على الشاطيء في صقلية. وقال "اول شيء سألوني عنه هو ما اذا ما كان يسبح في الماء,وفي الحقيقة كان يسبح."

ويمكن للطحالب ان تسبب تهيجا في الجلد ومشاكل في الجهاز التنفسي. وقد تسبب تفشي تلك الاعراض الى اغلاق مساحة كبيرة من الشاطيء بالقرب من روما على مدى ايام عدة.

وكما هو الحال في فيلم "الفك المفترس" كان المسؤولون المحليون عازفين عن اغلاق الشواطيء. وفي فيرجين وهو شاطيء بالقرب من روما تجاهل رئيس مجلس البلدية حظر السباحة واحتمال دفعه لغرامة تبلغ 75 يورو (96 دولارا) بالنزول الى المياه وهو يرتدي قميصا كتب عليه "أنا احب فيرجين" كوسيلة لاقناع السياح ان بلدته آمنة.

وبعد تنظيف الطحالب اصيب الساحل بالقناديل وهي مشكلة متفشية في اكثر الشواطيء شعبية في اسبانيا في اغسطس آب الجاري.

ويرى الكثير من العلماء ان تفشي القناديل والطحالب مؤشر على ان البحر المتوسط يتعرض لضغوط وانه اصبح "اكثر استوائية" اي ان الكائنات الحية فيه تتغير بسبب الاجواء الاكثر حرارة كما تفد عليه كائنات تعيش عادة في مناخ اكثر حرارة.

وقالت باحثة البيولوجيا ايزابيلا بارون من جامعة باليرمو "نحن نعرف بالفعل ان البحر المتوسط بدأت تغزوه انواع استوائية كما ان التنوع الحيوي به تغير,غالبيتها ليس خطيرا ولكن هذه الاعشاب البحرية تفرز سموما."

ويقول الخبراء ان البحر المتوسط ليس هو الموطن الأصلي للطحالب حيث انها تنمو في جنوب المحيط الهادي ولكنها كانت في البحر بين افريقيا واوروبا على مدى عقود وربما خرجت اثناء تظيف خزانات سفن الشحن.

ويقول بول جارسيا وهو خبير مصايد في صندوق الحياة البرية العالمي ان بروز الطحالب وهو تركز الطحالب على السطح لم يصبح مشكلة الا في السنوات القليلة الماضية ربما بسبب ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف.

ووصلت درجات حرارة سطح البحر المتوسط الى 29 درجة مئوية خلال اغسطس وفقا لما ذكره مكتب الارصاد البريطاني مقارنة بمتوسط بين 24 و27 مئوية استمر لفترة طويلة.

وبينما تؤدي الحرارة الى انتشار القناديل وقد تغير عملية نمو الطحالب الا ان هناك عوامل اخرى تسهم في ذلك.

يقول جارسيا ان نمو الطحالب يغذيه التلوث الغني بالنترات والفوسفات من المزارع والفضلات بينما تستمتع القناديل بانخفاض في عدد اعدائها الطبيعيين مثل السلحفاة البحرية وسمكة التونة ذات الزعانف الزرقاء اللتين تضاءلت أعدادهما بسبب الصيد الجائر.

وقد يؤدي أيضا ضعف تدفق مياه الأنهار اثناء الصيف الاكثر حرارة الى زيادة اعداد القناديل بالقرب من الشواطيء حيث لا تدفعها تيارات المياه العذبة بعيدة عن الشاطيء.

ووجدت الابحاث التي اجرتها لجنة علوم البحر المتوسط ان هناك 500 نوع من الاسماك والقشريات والرخويات تعيش في البحر المتوسط رغم أنه ليس موطنها الاصلي.

وقال جارسيا انه ليس جديدا ان تدخل انواع استوائية الى البحر المتوسط من خلال قناة السويس أو مضيق جبل طارق أو من خلال سفن الشحن ولكن المياه الاكثر دفئا وضعف الانواع المحلية يجعلان هذه الانواع الاستوائية تحتل الان البحر بدلا من ان تموت واحدة بعد الاخرى.

وقال جارسيا "عندما وصلت هذه الكائنات الى البحر المتوسط لم تجد نظاما بيئيا صحيا. وجدت انه ليس لها اعداء او منافسون."

وسيزيد التغير البيئي خلال العقود التالية اذا ما استمرت درجات الحرارة في الارتفاع كما يتوقع علماء المناخ الذين يقولون ان سخونة الكوكب يمكن ان تزيد من متوسط درجات لحرارة بمعدل بين 1.4 و 5.8 درجة مئوية بحلول عام 2100.

وقدر تقرير اعده باحثو مناخ بريطانيون وهولنديون نشر في الشهر الماضي انه بحلول عام 2080 ستكون شواطيء البحر المتوسط حارة بدرجة يصعب على السياح تحملها وبحلول ذلك الوقت سيكون عليهم ان يقضوا عطلاتهم الصيفية في اماكن مثل ايرلندا او الدول الاسكندنافية.

وإلى أن يحين ذلك الوقت فان المصطافين الذين يغامرون بنزول مياه البحر المتوسط ينبغي ان يعرفوا حقيقة ليست معروفة كثيرا عن البحر.. انه يضم انواعا عديدة من اسماك القرش بما فيها سمكة القرش البيضاء الضخمة التي كانت نجمة فيلم "الفك المفترس". رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى