المراكز الصيفية .. بناء وتطوير

> «الأيام» جمال محمد الدوبحي / عدن

> تعتبر المراكز الصيفية معمل مهارات، ومنجم مواهب، وبيئة تطوير وتدريب وتعريف بعمالقة المجتمع من العلماء والمثقفين الذين لهم تاريخ مشرق وبصمات واضحة في مجتمعاتهم، كما أن لها دوراً ملموساً في توجيه الشباب ونشر المفاهيم الصحيحة وتصحيح المفاهيم الخاطئة، كما تبث المادة العلمية مع عناية بصفاء الروح وسلامة الجسد بما يبني الشخصية الايجابية من جوانبها الروحية والبدنية والفكرية، انطلاقاً من النظرة القويمة للإنسان على أنه مخلوق مكون من جسم وعقل وروح، وبما أن هذه المراكز حالها حال سواها من العمل البشري فهي إذاً بحاجة ماسة الى النقد البناء والتطوير والدعم والمساندة لتغطية احتياجات الشباب بما يواكب ظروف العصر، ولعل من أبرز الانتقادات التي توجه الى هذه المراكز عدم تحديد أهدافها ورسالتها تحديداً دقيقاً موضوعياً يمكن قياسه، حيث من المهم أن يكون للمركز الصيفي أهداف يعرفها القائمون عليه والمشاركون فيه بل وحتى اولياء أمور المشاركين، وينبغي ان تكون برامج المركز موجهة لتحقيق هذه الأهداف، ومن الصور الواضحة لعدم تحديد الأهداف أن بداية التسجيل في هذه المراكز تبدأ بأعداد هائلة وبعد ايام يبدأ التسرب والغياب فلماذا هذا التسرب؟

إن السبب المنطقي لهذا التسرب هو غياب الهدف أو تلاشيه بصورة فعلية اثناء تنفيذ البرامج، وكذلك عدم مواكبة طموحات الشباب بتجديد البرامج المقدمة، وتكرارها بشكل روتيني وهذا التكرار كفيل في حد ذاته بإيجاد الملل ومن ثم الانصراف عن تلك المراكز والعودة الى الفراغ والضياع، لكن إذا اتجهت هذه المراكز الى إشباع حاجات الشباب الفعلية من خلال برامج ممتعة فحينها ستكون مؤهلة للقيام بدورها الاساسي وهو التربية الإيجابية وستكون فعلاً حصن الشباب من العوادي المهلكة والجوائح المردية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى