سودانيون بالجنوب يلقون السلاح لانهاء الاشتباكات

> السودان «الأيام» اوفيرا مكدوم :

>
سودانيون بالجنوب يلقون السلاح
سودانيون بالجنوب يلقون السلاح
ألقى سكان بأكثر من 1200 من بنادق الكلاشنيكوف والبنادق الآلية الأخرى في ملعب لكرة القدم في اكوبو بجنوب شرق السودان مما أنعش الامال في أن الاشتباكات التي أدت إلى مقتل مئات الأشخاص أوائل هذا العام سوف تنتهي.

وكانت عملية نزع السلاح السلمية المدنية أمس الأول الإثنين الأولى من نوعها في منطقة شهدت في السابق أعمال عنف قبلية بجنوب السودان حيث أنهى اتفاق سلام وقع في يناير كانون الثاني 2005 أكثر من عقدين من الحرب الأهلية.

وقال موسى ضوف الذي كان يدهن وجهه بصلصال أزرق وابيض ويرتدي شعرا مستعارا "لقد حققنا السلام لأنفسنا الآن."

وبدأ المدنيون يلحظون فوائد نزع السلاح في عهد السلام الجديد حيث فتحت الطرق التجارية إلى المنطقة النائية على الحدود السودانية الاثيوبية.

وقال بيان للأمم المتحدة "للمرة الأولى منذ بدء الحرب الأهلية.. وصل مؤخرا صندل يحمل أناسا وبضائع من ملكال إلى أكوبو عبر هذا الطريق."

ويبدو أن كثيرا من البنادق التي ألقيت في ملعب كرة القدم في اكوبو لم تستخدم منذ سنوات. غير أن الناس استخدموا خلال أطول الحروب الأهلية في أفريقيا ما يمكنهم من الدفاع عن أنفسهم ومصادر أقواتهم وهي الماشية.

وقال نيكولاس أفريل عضو منظمة "بي إيه سي تي" غير الحكومية والمتخصصة في التنمية والتي سوف تعمل في اكوبو "هذه البنادق تستخدم وكانت تستخدم وإذا نظرت حولك فهذه هي أنواع البنادق التي يحملها الجميع."

واسفرت الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب عن مقتل نحو مليوني شخص واضطرت أكثر من أربعة ملايين آخرين إلى النزوح عن منازلهم. ومع حلول السلام بدأ مئات الآلاف في العودة.

والسير عبر اراضي اكوبو الخصبة المغطاة بالشجيرات يجعل من السهل تخمين سبب النزاع المرير على تلك المنطقة خلال الحرب. فأغلب أراضي السودان صحراوية.

غير أن العائدين اكتشفوا أنه حتى في أوقات السلام فإن حكم البندقية لا يزال سائدا حيث حملت القبائل السلاح للدفاع عن نفسها ضد غارات القبائل المجاورة خلال أوقات المجاعات التي تعرض لها الجنوب الذي مزقته الحرب.

وإلى الغرب من اكوبو قرب العاصمة الاقليمية ملكال بدأت الجبهة الشعبية لتحرير السودان المتمردة سابقا والتي تهيمن حاليا على حكومة الجنوب في نزع سلاح المدنيين بالقوة.

وأدى ذلك إلى جانب الاشتباكات بين الميليشيات والمعارك بين القبائل إلى مقتل مئات الأشخاص ونحو 300 من جنود الحركة الشعبية لتحرير السودان في ابريل نيسان الماضي. وفي ظل عدم وجود الأمم المتحدة بالمنطقة فقد مر ذلك دون أن يلاحظ فيما عدا جهود ديفيد لوكهيد الخبير في الأسلحة الصغيرة.

وأدرك لوكهيد أن القبائل المحلية تريد نزع السلاح وإرساء السلام غير أنها قلقة من أنها ستصبح معرضة للهجمات إذا ألقت السلاح قبل جيرانها.

ورتب لوكهيد مع زعماء محليين عملية نزع السلاح ووصول نحو 30 من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وهو ما أثار بعض الشعور بالأمان وسط السكان.

وقال تايي زيريهون نائب رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان إن الطبيعة السلمية والتطوعية لنزع السلاح غير مسبوقة.

وقال لسكان اكوبو "النموذج الذي أرسيتموه ينبغي أن يحتذى في أنحاء المنطقة." ولم يتضح مصير تلك الأسلحة. وقال مسؤولون بالأمم المتحدة إن من المحتمل أن يتم تخزينها.

غير أنه في الوقت الذي قال فيه ضوف الذي يقيم في اكوبو إن المدنيين لم يعد لديهم أسلحة أخرى قال مسؤولون محليون إنه لا يزال هناك المئات من الأسلحة سيتم جمعها,وقال لوكهيد "نأمل أن تكون هذه مجرد البداية." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى