نساء كرديات يروين رعب الاسلحة الكيميائية خلال جلسة محاكمة صدام حسين

> بغداد «الأيام» جاي ديشموخ :

>
امرأة كردية تروي رعب الاسلحة الكيميائية
امرأة كردية تروي رعب الاسلحة الكيميائية
روت نساء كرديات فقدن ابنائهن واقاربهن اثر قصف النظام العراقي السابق لقراهم بالاسلحة الكيميائية قبل عقدين من الزمن أمس الأربعاء رعب ذلك السلاح خلال جلسة محاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وستة من المسؤولين في قضية "حملة الانفال" ضد المدنيين الاكراد في الثمانينات من القرن الماضي.

وبدأت جلسة المحاكمة وهي الثالثة حوالى الساعة 10:25 بالتوقيت المحلي (06:25 تغ) بالاستماع الى عدد آخر من شهود الاثبات.

واوضحت "عندما بدأ اطفالي يلعبون امام المنزل جاءت ابنتي الصغيرة نرجس واخبرتني انها تشعر بالام في العينين والبطن وعندما اقتربت لانظر لعينيها تقيأت على ملابسي".

وقالت "عندما حملتها الى داخل المنزل لغسل وجهها بدأ بقية اطفالي يتقيأون عندها علمت ان السلاح الذي استعمل في القصف كان سلاحا كيمياويا وساما".

ثم روت كيف نقلتها السلطات الامنية الى مستشفى رانية ثم الى السجن وتحدثت عن عمليتي اجهاض جنينين مشوهين ووفاة طفل بعد ثلاثة اشهر من ولادته.

واوضحت "لم يعذبنا احد خلال الايام التسعة التي قضيناها في السجن بل كنا نتعذب من شدة الالم".

وقالت "في المستشفى كنت احضن اطفالي الخمسة دون ان يكون باستطاعتي ان اراهم او يروني فقد فقدنا البصر لمدة اربعة ايام وكنت اصرخ خوفا ان يأخذوهم مني".

واشارت باييز انه بعد عدة ايام تم اقتياد 29 رجلا اخذوا من عائلاتهم حيث تم "انفالهم" اي اقتيادهم الى جهات مجهولة. وتساءلت "لماذا فعل كل هذا بنا السنا عراقيين؟".

ثم دعت باييز الله ان "يعميهم جميعهم" وهي تشير بأصبعها لصدام وبقية المتهمين.

وتحدث نساء اخريات عن معاناتهن جراء القصف الكيمياوي في ثمانينات القرن الماضي،وقالت بدرية سعيد خضر (56 عاما) والتي كانت لاتزال تعاني ضيق في التنفس انها فقدت تسعة من اقاربها في الهجوم بمن فيهم زوجها وابنها وابيها وامها.

واضافت "لا استطيع التحدث فلازلت ليومنا هذا اعاني من ضيق في التنفس وحتى قبل حضوري الى بغداد كنت اراجع المستشفى من اجل تلقي العلاج" ، لكنها دعت المحكمة الى"معاملة صدام مثلما عاملنا".

ومن جانبها، وصفت امراة ثالثة تدعى بهية مصطفى محمود (52 عاما) وهي ام لخمسة اطفال الهجوم بالاسلحة الكيمياوية وقالت انها فقدت زوجها اثناء حملة "الانفال".

وقد اسفرت حملة الابادة الجماعية في قضية حملة الانفال (1988) ضد الاكراد عن مقتل حوالى مئة الف شخص.

وتم خلال جلسة أمس الأول الثلاثاء الاستماع الى اثنين من شهود الاثبات تحدثوا فيها عن قيام الطائرات العراقية بقصف قرى كردية بالاسلحة الكيميائية في نيسان/ابريل 1987.

ودفع عدد من المتهمين أمس الأول الثلاثاء ببراءتهم وقالوا ان الحملة لم تكن موجهة ضد المدنيين الاكراد بل كان موجهة ضد الايرانيين الذين كانوا يخوضون حربا مع العراق (1980-1988) والمتمردين الاكراد.

وقال المتهم صابر عزيز الدوري مدير الاستخبارات العسكرية السابق ان "الخطة من هذه العملية كانت تقضي بتنظيف المنطقة من الايرانيين اولا والمتمردين الاكراد ثانيا". واوضح ان "معركة الانفال لم تكن موجهة ضد المدنيين الاكراد لكنهم كانوا موجودين في هذه القرى المحظورة امنيا".

وكان صدام حسين وابن عمه علي حسن المجيد التزما الاثنين الصمت عند توجيه التهمة لهما بارتكاب "ابادة جماعية" ضد الاكراد.

وشن النظام السابق خلال حربه مع ايران (1980-1988) حملة الانفال التي تضمنت ثمانية هجمات على مناطق الاكراد التي بدأت تخرج تدريجيا عن سيطرة بغداد.

وادت الحملة الى افراغ بعض النواحي من سكانها الذين نقلوا الى اماكن محظورة تعرضوا فيها للقمع. وتفيد تقديرات عدة ان عدد القتلى بلغ حوالى مئة الف شخص فضلا عن تدمير اكثر من ثلاثة آلاف قرية.

والى جانب صدام حسين، تشمل المحاكمة ستة متهمين آخرين بينهم علي حسن المجيد المعروف ب"علي كيمياوي"، والمدير السابق للاستخبارات العسكرية صابر عزيز الدوري اضافة الى وزير الدفاع السابق سلطان هاشم احمد الطائي. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى