> صنعاء «الأيام» عبدالفتاح حيدرة:

مرشح اللقاء المشترك فيصل بن شملان يحيي الجماهير المحتشدة في ملعب الثورة أمس الأول
وبدأ المهرجان بآي من الذكر الحكيم، ثم بكلمة اللقاء المشترك بأمانة العاصمة ألقاها الاخ عبدالعزيز الزارقة، عضو الحزب الاشتراكي اليمني ذكر فيها ان الحضور جاءوا من أمانة العاصمة حاملين معهم تأييدهم الكامل وثقتهم بتحميل مرشحهم أمانة ومسئولية البلد، متطرقاً الى أسباب اختيار بن شملان مرشحا للرئاسة بقوله: «اخترناك لأنك أهل لثقتنا بما لديك من نزاهة لتخلص بلادنا من الحمل الثقيل، فالفساد يتنامى وقد حول حياتنا الى جحيم لا يطاق، ونحن نثق بك لإخراج هذا البلد من دوامة الفوضى والحروب الداخلية التي أعاقت تقدمه، فأنت بارقة الأمل للخروج بنا إلى عالم الضوء».
كما تطرق لأوضاع العاصمة صنعاء مشيرا الى انها نالت «نصيبها الوافر من الفساد الذي دمرها وأسوأه المدارس والتعليم وتنامي عدد الأطفال في بيئة فقر وتنامي الأسر الفقيرة بالعاصمة، وانتشار العاطلين عن العمل.. في هذه المدينة يتجاور عالمان: عالم الضحايا من الفقراء والجياع والمتسولين وعالم الفساد الرافل في القصور والبذخ المسرف»». وأضاف:«ليس هناك ما هو أخطر من تفاقم أزمة المياه والتلوث، لقد سمم الفساد حياة المواطنين ومعيشتهم وسمم أجواء الهواء الذي نتنفسه والسلطات الحاكمة لا تمتلك سوى الفشل في ادارة هذا البلد، ولهذا قررنا بأحزابنا المتحدة في اللقاء المشترك أن تنهض بمسئوليتها الوطنية من خلال مشروع للإصلاح السياسي والوطني الشامل واختارت أحزابنا المهندس فيصل بن شملان مرشحاً باسمها لرئاسة الجمهورية، فنحن نثق أنك رجل المهمة الصعبة لإنقاذ اليمن ونثق أن اليمن كلها ستقف معنا من أجل أن يكون لنا رئيس من أجل اليمن لا يمن من أجل الرئيس».
كما ألقيت كلمة القطاع النسوي في اللقاء المشترك ألقتها الأخت أمة السلام علي رجاء، من التجمع اليمني للاصلاح والتي دعت فيها الى توحد كل الجهود والعقول والافكار من أجل ايجاد رئيس من أجل اليمن لا يمن من أجل الرئيس برؤية منبثقة من التأكيد على ممارسة الديمقراطية والحفاظ على حياة المواطن الحرة.. مشيرة الى ان اختيار اللقاء المشترك لمرشحه للرئاسة فيصل بن شملان، جاء تعبيرا عن ثقته بأنه قادر على قيادة سفينة البلاد إلى بر الامان.
وخاطبت المتحدثة مرشح الرئاسة بن شملان قائلة: «مرشحنا للرئاسة إننا نشد على يديك ونبارك لك الثقة التي حزتها وعلينا أن نترك الحديث عن الاختلافات لنتحدث عن الاتفاقات وإن ادراكنا للظروف التي تعيشها المنطقة ككل يحتم علينا جميعاً أن نقف وقفة مسئولة ونؤكد دعمنا المستمر لمنح حقوق المرأة من خلالكم يا مرشحنا للنهوض بالمرأة تعليمياً وصحياً وسياسياً».

جانب من الحشد النسائي في المهرجان
يا أهل اليمن يا أهل الشموخ والعزة والإباء، أهل نصرة الحق ألا تنتصرون اليوم ليمنكم ولأنفسكم ولأهليكم ولغد أبنائكم وأحفادكم ولمن يتوسم فيكم الخير.. أقف اليوم بين أيديكم نتداول ونتناصح في أوضاعنا التي تسير من سيئ الى أسوأ.
قد يتساءل بعضكم اليوم ماذا أخرجني للحياة السياسية بعد أن انزويت في بيتي تاركاً معترك الحياة السياسية والعامة.. مرة أخرى، أقول لكم أخرجني المتسولون في الشوارع والجوامع والبيوت، أخرجتني اليكم هذه الاوضاع العامة التي آل إليها حالنا، هذه الاوضاع التي إن تركناها تستمر لن تودي بحالنا فقط ولكنها ستودي حتماً بمستقبلنا، أخرجني مشروع اللقاء المشترك للاصلاح السياسي والوطني ورأيت فيه مفتاحاً للخروج من هذا الضيق الى السعة والعزة والكرامة، فنحن نعاني من هذه الأوضاع المتردية، ففقرنا يزداد رغم الخطط التنموية التي يتحدث عنها البعض وكلما زادت هذه الخطط زاد فقرنا وهمنا وجوعنا وجهلنا، وهذا يدعونا للتساؤل أين تذهب هذه الأموال التي ترصد للتنمية ولخططها ويثور لدينا شك أن هذه المبالغ الطائلة التي تنفق لا تذهب حقيقة للمشاريع ولا للإنتاج ولكن الفساد المستشري في مفاصل الدولة قد استولى على الكثير من هذه المبالغ، ومن هذا الإنفاق لا نجد سوى التقارير في الورق ومع ذلك فإن الخطة الخمسية الثانية لم تكمل حتى تقاريرها وأوقفت وأوقف تقييمها لانه سيكون فضيحة أخرى من فضائح الحكم وتبديد الأموال والإسراف في صرفيات لا تسمن ولا تغني من جوع.
الموظف يواجه حيرة أين يصرف راتبه فما بالكم بالعاطلين الذين يشكلون مليوني انسان من المواطنين العاطلين عن العمل.
هذه هي العاصمة أم مدننا أين تصريف مجاريها وسيولها ولماذا تكتظ مدارسها بطلاب في الفصل الواحد أكثر من مئة وعشرين طالبا، ماذا سيتعلمون؟ فإذا كان هذا حال العاصمة فما هو حال المدن الاخرى والقرى والارياف والبوادي؟
أيها الاخوة:
اذا مضينا نعدد مآسينا فلن يكفينا ما تبقى لنا من وقت للإدلاء بأصواتنا في الانتخابات القادمة فكل هذه المآسي يمكننا الخروج منها لنصنع حاضرنا، ولكنني أقول لكم بكل أمانة وصدق لم يعد لدينا من الوقت الكثير لنصلح أوضاعنا وذلك ان مواردنا التي كان يمكن ان نستفيد منها والتي كانت خصوصاً في العشر السنوات الاخيرة كانت تكفي لأن تبدل فقرنا غنى وجوعنا شبعاً وخوفنا أمنا ولكننا أسرفنا ولم نضع هذه الموارد في موضعها الصحيح.
ويلاحظ المراقبون اننا وبالذات ومنذ عام 1998م بدأنا كدولة كحكومة وكنظام نتصرف تصرفاً غير لائق بأمة وبشعب يريد ان ينصف ويريد ان يكون عوناً لنفسه ولإخوانه ولأمته وللانسانية جمعاً.. هذا الصرف وهذا الإنفاق الذي كان منذ 98م يصرف كله في غرض غير انتاجي، ولذلك نلاحظ ان القطاع غير النفطي الذي كان يجب ان نعتمد عليه كثيراً لانه القطاع الدائم في الزراعة والأسماك والصناعات التحويلية والتنمية البشرية لم يصلها شيء من هذا الإنفاق.
واذا ما راجعنا تقارير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة نجد ان القطاعات التي تخدم البنية التحتية والإنتاج يصبح فيها وفر مالي آخر الميزانية وآخر العام، اذا لمن يصرف هذا المال وأين ينفق؟

جانب من الجماهير التي احتشدت تأييداً للمرشح الرئاسي بن شملان
أيها الاخوة.. ان اقتصادنا وحياتنا اليوم تعتمد أساساً على موارد النفط والنفط مادة ناضبة وكل التقارير التي لدينا اليوم تعطي احتياطاً للنفط بما يعادل سبعمائة ألف برميل ولذلك لابد ان نبني اقتصادا موازيا لاقتصاد النفط للاستفادة ولضمان المستقبل.
كيف يا اخواني نصلح هذه الاوضاع وكيف نرد البسمة الى أطفالنا وكيف يمكننا ان نعيش عيشة طيبة رغيدة وكيف يمكننا ان نبني يمناً باراً بأهله ومعاوناً لجيرانه ولأصدقائه وقوميته واسلامه ودينه، لا توجد طريقة أخرى سوى تبديل هذا النظام بنظام يوزع المسئوليات على الجميع ويُسائل الجميع، وهذا هو التغير المطلوب ولدينا فرصة سانحة في هذه الانتخابات رغم كل العوائق التي وضعت أمام اللقاء المشترك وأحزابه ومرشحيه ورغم كل هذه العوائق التي كان المقصود منها ان ينسحب المشترك من الانتخابات ولكن كان التصميم على ان هذه الفرصة مهما كانت العوائق تكتنفها يجب ان يستفاد منها واذا ما أضعناها استمر حالنا على ما هو عليه وللاسوأ وبهذا فإننا كي لا نغامر مغامرة لا معنى ولا مبرر لها أدعوكم أيها الاخوة للاستفادة من هذه التجربة التي ستمكنا من تصحيح أوضاعنا.
يقول بعض الناس لم تذكر شيئاًَ حول السياسة الخارجية، أقول لهم ان السياسة الخارجية هي انعكاس للسياسة الداخلية، ابن وطناً قويا ومواطناً حرا تكون السياسة الخارجية تبعأً وطيعة لك ولما تريده، ابن وطنا ضعيفاً ومواطناً لا يتمتع بحريته ولا يتمتع بصحته وبتعليمه تكون السياسة الخارجية أنت نفسك تكون تابعاً وذيلاً للدول الاخرى ومهما علا صوتك بتصريحات وبلادك ومواطنوك بهذه الحالة المزرية لن يصدقك أحد. اذا أردنا ان نعيش حقيقة ونحفظ مستقبلنا فلابد ان نبني اقتصادا موازيا لاقتصاد النفط الذي نعتمد عليه فإن زاد فكان خير وبركة وإن لم يكن نكون قد استفدنا من الموارد النفطية في بناء الاقتصاد الموازي له فإذا ما أبقينا وطننا ضعيفاً ومواطننا غير حر فستكون سياستنا ووطننا ومواطنونا تابعين وأذيالاً للسياسات الخارجية.
هذه الانتخابات فرصتنا ربما تكون الاخيرة لإصلاح أوضاعنا ولضمان مستقبلنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».