> «الأيام» اسامة بن محمد الكلدي - عدن

تستمد هذه المقالة مادتها من واقع المسلمين اليوم، فقد اضحوا قصعة تداعت عليها الأمم، تأكل منها، وتتقاسمها نهباً واحتلالاً، وسط صمت رهيب، وجمع من العالم مهيب.

فما الذي اوصلهم الى هذا؟ أليسوا مسلمين؟ بلى، وهم السبب فدينهم واحد متين، ومازالوا ضعفاء متفرقين، يناديهم بالتوحيد والاخلاص، وهم في مساجد قبورية، ومشاهد تطفح بالشرك في صور شتى إلا ما رحم الله، ويأمرهم باتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيخرجون له بمستحسنات الآراء وبدع الاهواء، ثم ماذا؟

كبريات الكبائر الاسلامية تمارس بيننا ليلاً ونهاراً وذنوب من مضى من الامم الهالكة اجتمعت على ارضنا، فمن ينقذنا من باس الله ان جاءنا؟ ثم تسمع من هنا وهناك لا خير في العرب، اين المسلمون؟ الى متى يا عرب؟

كثيرون يقولون هذا وواقعهم مليء بمخالفات تضر الجميع ألا ما أعظم الفرق بين المسلمين واسلامهم وما قيمة الاقوال والاجسام والصور اذا عريت عن الحقائق والالتزام؟ انسينا حقيقة ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

ان وجود المعاصي والذنوب بانواعها هو السبب الرئيسي في هزيمة المسلمين وضعفهم، بهذا نطق القرآن قال تعالى: "أولما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها قلتم انى هذا قل هو من عند انفسكم" (ال عمران 165) . فالعاصي بمعصيته نصر للاعداء وأي نصر! نعم كلنا ذو خطأ انا وانت وهي، ولكن متى نترك مغالطة النفس وتغريرها بزهرة الحياة الدنيا؟ والرجاء في (الله غفور رحيم) والتغافل عن (وهو شديد العقاب)؟

كفى ما مضى من تفريط وحسبنا ما كان، فقد ابتعدنا كثيراً، وآن لنا جميعاً ان نعود ونقف وقفات محاسبة، نصلح ما فسد، وننصر إسلامنا على انفسنا وفي أهلنا وفي بيوتنا وأسواقنا وعلى ارضنا كلها أينما كنا.

ليس ما قلناه جفاءً في الاسلام، وإظهاراً لعوار المسلمين كلا والله، ولكنه الداء الذي طال زمانه وآن بالعلاج أوانه، فما نزل بلاء الا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة وبذلك يصح الانتساب، وتعود الكرامة وتنال العزة ولن تعدم امة الاسلام من قائمين بالحق داعين الى الخير جعلني الله واياكم منهم.