> بغداد «الأيام» باتريك فور :

يصلي الشيعة العراقيون في ضريح ايمان العباس يوم أمس
يصلي الشيعة العراقيون في ضريح ايمان العباس يوم أمس
قتل عشرة مدنيين أمس الجمعة في هجمات متفرقة في العراق فيوقت دعا ممثل المرجع الشيعي الكبير آية علي السيستاني اعضاء الحكومة الى الخروج من مقراتهم "المحصنة" للتعرف على معاناة العراقيين وظروفهم المعيشية الصعبة.

واستيقظت بغداد أمس الجمعة على اصوات عدد من قذائف الهاون التي سقطت على مناطق الكرادة والزعفرانية والمدائن من دون ان توقع ضحايا.

وجاءت هذه التفجيرات في ظل الخطة الامنية المعمول بها في العاصمة العراقية والتي يشارك فيها ثلاثون الف جندي اميركي وعراقي يقومون بتفتيش الاحياء التي تشكل خطرا بهدف وضع حد لاعمال العنف الطائفية التي ادت الى مقتل الاف الضحايا منذ بداية هذه السنة.

وتنص الخطة ايضا على بدء حوار بين ممثلين عن الطائفتين السنية والشيعية وعلى تدابير للتنمية الاقتصادية بدأت تعطي ثمارا، بحسب الجيش الاميركي.

وقال الكولونيل روبرت سكورلوك، قائد الكتيبة الثانية في الفرقة الاولى الاميركية المدرعة، الجمعة "سجل 52 عمل عنف يوميا في بغداد خلال شهر تموز/يوليو".

واضاف "انخفضت الاعتداءات بنسبة 41% خلال الاسبوعين الماضيين اللذين بدأنا خلالهما تنفيذ عملياتنا"واستمرت اعمال العنف في المناطق الاخرى من البلاد حيث قتل عشرة اشخاص.

وفي الجنوب، قتل مدنيان عراقيان وجرح اخر في مواجهات مسلحة بين عناصر من جيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر وافراد حماية مسجد البطحاء الكبير الواقع غرب مدينة الناصرية الشيعية (375 كلم جنوب بغداد)، حسب مصدر في الشرطة في هذه الناحية.

واوضح المصدر ان "النزاع يدور بين الطرفين منذ يومين للاستيلاء على المسجد"،مشيرا الى ان "الشرطة فرضت مساء أمس الأول الخميس حظرا للتجوال في عموم المحافظة خوفا من تفاقم الامور".

وبحسب مصادر امنية عراقية، قتل ستة اشخاص في منطقة بعقوبة، مركز محافظة ديالى الواقعة على بعد 60 كلم شمال بغداد، وذلك في هجمات على قوى امنية ومدنيين.

وفي تكريت (180 كلم شمال بغداد)، هاجم مسلحون مجهولون عمال احد المخابز في شارع الاربعين في وسط المدينة ما ادى الى مقتل اثنين منهم واصابة ثلاثة اخرين بجروح، حسبما افاد مصدر في الشرطة.

وعثرت مفارز الشرطة العراقية على ثلاث جثث لاشخاص مجهولين في كركوك (255 كلم شمال شرق بغداد)، وجثة عضو سابق في حزب البعث العربي الاشتراكي المنحل في بغداد.

وتعرض جنود اميركيون لهجوم من مسجد في الرمادي (غرب) ردوا عليه بمدفعية الدبابات، ما ادى الى تضرر المسجد "بشكل كبير" بحسب الجيش الاميركي الذي اوضح ان احد جنوده اصيب بجروح.

من جانب اخر، دعا ممثل المرجع الشيعي الكبير اية الله علي السيستاني أمس الجمعة اعضاء الحكومة العراقية الى الخروج من مقراتهم والتواصل مع العراقيين "للاطلاع على معاناتهم لانهم يعيشون ظروفا قاسية".

وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة من الصحن الحسيني في وسط كربلاء (110 كلم جنوب) امام مئات المصلين "اقول لكم انه لا يمكن تحقيق الاهداف التي ضحى من اجلها هذا الشعب بالجلوس في قاعات محصنة والخوض في نقاشات لساعات متأخرة من الليل".

واضاف "اخرجوا الى الناس وعايشوا الظروف التي يمرون بها، عايشوا معاناتهم وقسوة الحياة وآهات المرضى وانين الجرحى وحسرات اليتامى وتفجيع الارامل"وتساءل "ممن تخافون؟ (...) هل ارواحكم ودماؤكم اغلى واعز من ارواح المواطنين؟".

وقال "نعم هناك معوقات وصعوبات تعترض طريق ذلك وعلى رأسها الاحتلال لكن هناك مساحة واسعة ممكن التحرك من خلالها لرفع معاناة هذا الشعب الجريح".

ورأى الكربلائي ان "من الضروري ان يقوم الوزراء وكبار المسؤولين بزيارات ميدانية الى المحافظات (...) والانفتاح على جميع شرائح المجتمع وطبقاته للاطلاع على معاناتهم لانهم يعيشون الان ظروفا قاسية".

ودعا الى "تفعيل دور المراقبة والاشراف على اداء الوزارات من اجل كشف التقصير المالي والاداري".

واكد الشيخ صدر الدين القبانجي في خطبة الجمعة من الحسينية الفاطمية في وسط النجف (160 كلم جنوب) ان هناك "ثلاثة تحديات امام الشعب والدولة هي الارهاب والخدمات والفساد الاداري".

واعتبر ان "هذه التحديات تتحدى الدولة لاثبات عجزها وتتحدى الشعب لاثبات جزعه"، مشيرا الى ان "هناك خرابا كبيرا شاركت فيه الحكومة السابقة حكومة (اياد) علاوي يصعب على الحكومة الحالية اصلاحه"واوضح القبانجي ان "هناك في الدول العربية من يراهن على هذه التحديات".

وقال "نحن نعتقد اننا نسير في الطريق الصحيح نحو الاهداف الصحيحة وان الشعب العراقي اصبح اكثر صبرا ووعيا من ان تهزه مثل هذه التحديات". (أ.ف.ب)