رجال في ذاكرة التاريخ

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

> 1- الشهيد سيف أحمد ضالعي:الولادة والنشأة:سيف أحمد ضالعي من مواليد مدينة الشيخ عثمان في 2 فبراير، 1931م، ونشأ فيها وتلقى دروسه الأولى في حفظ القرآن الكريم ثم تعليمه الابتدائي فيها، إلا أن تعليمه المتوسط والثانوي أكمله في المدارس الحكومية في كريتر ومن ضمن تفاصيل سيرة سيف الضالعي التي وجدتها في كتاب (EUROPA PUBLICATIONS- THE MIDDLE EAST &N. AFRICA-1970/71) وكشف الموظفينSTAFF LIST لحكومة عدن لعام 1963م، أن سيف الضالع التحق بخدمة الحكومة في إدارة الأراضي في 11 يناير 1950 ومن زملائه أحمد حسين على أمان وعبدالرشيد محمد يعقوب ومحمد حسين عبدالرحمن وسعيد محمد حسن سامان ومحمد درويش وأنور سعيد مهتدي وأحمد إسماعيل ورسمة ومحمد حسين فندة وفضل عبدالمجيد ميه.

سيف الضالعي في إنجلترا:

المرجع البريطاني المشار إليه أعلاه ذكر أن سيف أحمد ضالعي تلقى دراسته في إنجلترا وتخرج فيها مساحا SURVEOR حيث انتدب للدراسة من مرفقه: إدارة الأشغال العامة بعدن وتوسعت مدارك سيف الضالعي في إدارة الأراضي وتراكمت خبرته وأصبح من الموظفين القياديين بدرجة ب2-5 (B-2 5) وانقطع عن العمل والدرجة الرفيعة وما تضمنتها من امتيازات يعرفها القاصي والداني وذلك عام 1964م، ليتفرغ للعمل الوطني الذي فهمه الإنسان آنذاك مغرما لا مغنما، تضحية لا فيدا.

ماذا يقول المناضل الوطني البارز علي السلامي؟

أعطى الأستاذ علي أحمد السلامي شهادته للتاريخ وقد وردت في (وثائق الثورة اليمنية- الجزء اللثاني- ثورة 14 أكتوبر 1963م- صادر عن دائرة التوجيه المعنوي، شعبة البحوث والدراسات، 2004م،- ص 77) وجاء فيها أن فرع حركة القوميين العرب في اليمن تكون في أكتوبر، 1959م من الأخوة القياديين التالية أسماؤهم: 1) فيصل عبداللطيف الشعبي 2) علي أحمد ناصر السلامي 3) سيف أحمد ضالعي 4) طه أحمد مقبل 5) سلطان أحمد عمر العبسي.

عن اعلان الجبهة القومية لتحرير الجنوب المحتل في 14 اكتوبر، 1963م، جاء في شهادة الأستاذ علي السلامي:«اتخذت الجبهة القومية من مدينة تعز مقرا لقيادتها وبالمقابل شكلت مصر جهازا من الضباط المصريين لمساعدة قيادة الجبهة القومية في مهامها النضالية وكانت قيادة الجبهة القومية مكونة من التالية أسماؤهم: 1- فيصل عبداللطيف الشعبي 2) علي أحمد السلامي 3) قحطان محمد الشعبي 4) طه أحمد مقبل 5) سيف أحمد ضالعي 6) سالم زين محمد 7) جعفر علي عوض 8) عبدالباري قاسم 9) علي محمد سالم الشعبي. 10) عبدالفتاح إسماعيل.

ماذا يقول الأستاذ سعيد الجناحي؟

أعطى الأستاذ سعيد الجناحي الشخصية الوطنية المعروفة شهادته للتاريخ (مرجع سابق - ص 101) جاء فيها أن قيادة حركة القوميين العرب- فرع اليمن- شكلت مجلسا مركزيا لقيادة الجبهة القومية يتكون من الأعضاء الآتية أسماؤهم: 1) قحطان محمد الشعبي رئيسا للمجلس المركزي، 2) فيصل عبداللطيف الشعبي مسؤولا عن الشؤون التنظيمية، 3) علي أحمد السلامي مسؤولا عن الشؤون المالية، 4) طه أحمد مقبل مسؤولا عن الشؤون العسكرية، 5) سيف أحمد ضالعي مسؤولا عن الشؤون الخارجية، 6) سالم زين محمد مسؤولا عن الشؤون الإعلامية، 7) جعفر علي عوض نائبا للشؤون التنظيمية، 8) عبدالباري قاسم نائبا للشؤون المالية.

وماذا يقول راشد محمد ثابت؟

أما الأستاذ راشد محمد ثابت، شخصية وطنية، وزير وسفير سابق أعطى شهادته للتاريخ (مرجع سابق- ص 111) تطرق فيها إلى محطة نوفمير، 1967م، جاء فيها: «وفي يوم الأحد ، 19 نوفمبر، 1967م، غادر عدن بقية أعضاء وفد الجبهة القومية الرسمي متجها إلى بيروت للانضمام إلى أعضاء الوفد المتواجد في الخارج (لإجراء مباحثات الاستقلال مع الجانب البريطاني) وقد أعلنت الجبهة القومية رسميا أسماء أعضاء الوفد كما يلي: 1) السيد قحطان محمد الشعبي رئيسا، 2) السيد عبدالفتاح إسماعيل عضوا، 3) السيد فيصل عبداللطيف عضوا، 4) السيد محمد أحمد البيشي عضوا، 5) السيد خالد عبدالعزيز عضوا، 7) السيد عبدالله صالح سبعة عضوا.

وماذا يقول الشيخ عبدالله مطلق صالح:

الشيخ عبدالله مطلق صالح، شخصية وطنية بارزة أعطى شهادته للتاريخ (مرجع سابق- ص 315) تحدث في سياقها عن الدمج المفاجئ بين الجبهة القومية ومنظمة التحرير تحت مسمى «جبهة التحرير» وكان الشيخ مطلق حينئذ في تعز وقام بزيارة مقر قيادة الجبهة القومية في تعز والتقى الأخ المناضل سيف أحمد ضالعي، عضو اللجنة التنفيذية للجبهة الذي استقبله وقال له: «عليك التحرك إلى خارج تعز قبل قيام المخابرات المصرية باعتقالك وفعلا تحركت وفي طريقي إلى إب فوجئت بخبر بثته إذاعة عدن آنذاك أن قائد المخربين في حالمين قد فر من تعز وأن المخابرات المصرية تطارده في محاولة لاعتقاله».

يمضي الشيخ مطلق في إعطاء شهادته للتاريخ وتحدث عن أحد قرارات الجبهة القومية في مؤتمر جبلة والذي نص على إرسال وفد لمقابلة الرئيس جمال عبدالناصر وإطلاعه على طبيعة ما يجري وتكون الوفد من: 1) أحمد صالح الشاعر، 2) عبدالفتاح إسماعيل، 3) سالم ربيع علي، 4) عبدالله مطلق صالح، 5) أنور خالد ، 6) سيف الضالعي.

يختتم الشيخ مطلق شهادته للتاريخ بالإفادة أن الجهاز الحربي (المخابرات) استداعهم للحضور إلى مدينة تعز لإبلاغهم بأن مباحثات ستجري بين الجبهة القومية وجبهة التحرير تحت إشراف الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وكلف الشيخ مطلق بالمشاركة في أواخر عام 1966 وبعد وصوله إلى القاهرة التقى ممثلي جبهة التحرير وهم: الأستاذ عبدالقوي مكاوي والأستاذ عبدالله الأصنج والأستاذ خالد مفلحي وكلف الزعيم الراحل عبدالناصر الأخ أمين هويدي، وزير الحربية بالإشراف على الحوار بين جبهة التحرير والجبهة القومية التي مثلها الإخوة: قحطان محمد الشعبي وفيصل عبداللطيف وعبدالفتاح إسماعيل ومحمد أحمد البيشي، وأسفر الحوار عن تشكيل حكومة في المنفى وتوزيع الحقائب الوزارية على أن يعود أعضاء الوفدين صباح اليوم التالي لتبييض التفاصيل المتفق عليها ورفعها إلى الرئيس جمال عبدالناصر». يقول الشيخ مطلق:«وفي اليوم التالي فوجئنا بعدم حضور ممثلي الجبهة القومية وقد عرفنا لاحقا بأنهم تسلموا رسالة من الأخ سيف الضالعي يقول فيها إن الجيش العربي قد استولى على السلطة وتم تسليمها إلى الجبهة القومية».

قحطان الشعبي يضع ثقته في سيف الضالعي:

عمل سيف أحمد ضالعي في أول تشكيل حكومي برئاسة قحطان الشعبي في 30 نوفمبر، 1967م عندما عين وزيرا للخارجية في حكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية PROSY وقد توفرت في سيف الضالعي عدد من المقومات منها أنه من المؤسسين لفرع حركة القوميين العرب في إقليم اليمن ومن المؤسسين للجبهة القومية ولتمتعه بالخبرة الإدارية الرفيعة وورد في الكتاب المرجعي البريطاني المشار إليه سلفا أن سيف أحمد ضالعي عمل مع قحطان الشعبي في اليمن (المقصود هنا الجمهورية العربية اليمنية) والجمهورية العربية المتحدة (جمهورة مصر العربية حاليا).

كما عمل سيف أحمد ضالعي في حكومة فيصل عبداللطيف وزيرا للمالية، واستمر في ممارسة مهام منصبه حتى 22 يونيو، 1969م، عندما تنحى الرئيس قحطان الشعبي عن مهام منصبه وخضع مع عدد من القيادات الحزبية والرسمية للإقامة الجبرية أو الاحتجاز في المعتقلات وكان من ضمنهم سيف الضالعي الذي اعتقل لمدة خمسة أشهر.

من الخارجية إلى الطائرة التي أودت بحياته:

فقد سيف أحمد الضالعي كل مراكزه الحزبية والرسمية في سياق حركة تصفية كل أنصار الرئيس السابق قحطان الشعبي ومعظمهم من صفوة رجال الجبهة القومية وظل سيف الضالعي مركونا في بيته منذ أواخر عام 1969م، حتى أواخر عام 1972م عند صدور قرار رئاسي بتعيينه سفيرا في ديوان وزارة الخارجية وقد كان بالأمس وزيراً للخارجية وتجاوز حدود الثقة بصدور القرار الجمهوي رقم (38) بتاريخ 27 يونيو، 1968م، قضت المادة (1) منه: يعين الأخ سيف أحمد صالح ضالعي، وزير الخارجية نائبا لرئيس الجمهورية خلال فترة غياب رئيس الجمهورية خارج الجمهورية، ونصت المادة (2): يفوض السيد أحمد سيف صالح ضالعي، نائب رئيس الجمهورية ووزير الخارجية في مباشرة جميع اختصاصات وسلطات وصلاحيات رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة خلال فترة غيابه خارج الجمهورية.

صدر قرار رئاسي بتعيين سيف أحمد ضالعي سفيرا لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية لدى الجمهورية العراقية في 7 فبراير، 1973م، وبعد شهرين ونيف تم استدعاء السفراء في الخارج لحضور دورة شملت برنامجا لزيارة بعض محافظات الجمهورية وبعد إقلاع الطائرتين اللتين أقلتا الدبلوماسيين من محافظة شبوة في اتجاه حضرموت انفجرت إحدى الطائرتين يوم 30 أبريل 1973م، ونعى الناعي خيرة الرجال وكان في مقدمتهم الشهيد محمد صالح عولقي، وزير الخارجية، وعدد من السفراء منهم الشهيد عبدالباري قاسم، ونورالدين قاسم وعبدالله عمر بن سلمان وسيف أحمد ضالعي وغيرهم من الشهداء العاملين بديوان الوزارة.

رحل سيف أحمد ضالعي شهيدا وخلف وراءه سجلا وظيفيا ووطنيا رفيعاً وأرملة وابنة واحدة.

2- مبارك علي السليماني:

الولادة والنشأة:مبارك علي لخزع السليماني من مواليد المطهاف بسلطنة الواحدي وقد وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها عام 1945م، نشأ مبارك السليماني في ظروف قبلية ومعيشية قاسية، التحق مبارك بأحد كتاتيب القرية لحفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ القراءة والكتابة وكابد شظف العيش في منطقته وقرر مبارك البحث عن مصدر ثابت للعيش فشد الرحال إلى حضرموت، حيث التحق بجيش البادية الحضرمي في 18 يناير، 1964م، وكان قائده الكولونيل جراي البريطاني، المشهود له بالانضباط والصرامة.

أكمل مبارك السليماني التدريبات العسكرية في مركز التدريب بالمكلا بنجاح لا يشق له غبار وعلى مدى سنتين قام مع وحدته العسكرية بالتنقل من مركز إلى آخر بحسب الخطة التي رسمتها القيادة حتى عاد إلى القيادة في المكلا في صيف عام 1966م وقد خبأ له القدر حدثاً غيّر مجرى حياته.

الثأر لابن القبيلة ولا علاقة للثورة:

ورد في مادة مخطوطة إعدها الاخ علي محمد السليماني، الإعلامي المعروف عن الشهيد مبارك السليناني والتي استندت إليها لإعداد هذا الموضوع أن قيادة جيش البادية استوعبت مجندين جدداً في منتصف عام 1966م، وكان من ضمنهم أحد أفراد قبيلة أهل سليمان بسلطنة الواحدي.

لم يكن ذلك المجند على علم مسبق بعملية كي الملابس بوضع مادة «النشأ» وتلميع أزرار الزي العسكري ويبدو أنه كان عليه اللحاق بالطابور الصباحي الذي يتفقده القائد البريطاني الكولونيل جراي ولم يسعفه الوقت للتأكد من سلامة مظهره. لم يكن الوكونيل جراي موفقا في اجرائه التنظيمي ، إذ لجأ إلى أسلوب مهين لا يقبله العرف القبلي بأي حال من الأحوال.

كانت الصدفة في ليلة 20/21 أغسطس، 1966م مواتية لمبارك السليماني، إلا أنها لم تخدم الكولونيل جراي عندما كان مبارك السليماني مناوبا عند بوابة المعسكر، الذي كان على بعد مرمى حجر من منزل الكولونيل البريطاني، الذي أقبلت سيارته التي كان تقله مع زوجته وكانا عادئين من دار السينما وهنالك، تشبث مبارك بموعده مع الثأر لابن قبيلته الذي أساء إليه ذلك القائد البريطاني.

عند بوابة المعسكر، كان على مبارك أن يرفع بندقيته تحية للقائد البريطاني، الذي لم يدر بخلده أن مبارك رفع البندقية ليصوب طلقة واحدة خر على إثرها القائد البريطاني قتيلا وامتشقت زوجته مسدسه في محاولة للرد على مبارك الذي كان أسرع منها وأطلق عليها رصاصة واحدة وكان هدفه شل حركة يدها ونقل الزوجان إلى المستشفى. نقل جثمان القائد البريطاني إلى بلاده وعولجت أرملته.

قطعت إذاعة عدن برامجها الاعتيادية في ذلك المساء لتعلن نبأ اغتيال الكولونيل جراي، قائد جيش البادية الحضرمية، على يد الجندي مبارك علي السليماني وأعلنت جائزة قدرها عشرة آلاف دينار وعشر بندقيات (قصاب) وعشرون شنطة رصاص لمن يسلمه حيا أو ميتا.

عبدالله الأصنج يرحب بالمناضل السليماني:

لجأ مبارك السليماني إلى منطقته واستقبله أهل باقشاقيش، وصدرت الأوامر إلى القائد الشهيد علي عوض بن شلال الكازمي وهو في بيحان بالقبض على محمد علي السليماني، شقيق مبارك (جندي في الكثيبة الثالثة)، الا أنه لاذ بالفرار إلى المناطق الشمالية ووصل إلى تعز في 21 أغسطس، 1966م ونزل في بيت خاله الشيخ عبدالله بن سالم الحميري والتقى مناضلين من أبناء منطقته وفي مقدمتهم المناضل عمر أحمد صلفوح السليماني.

من ركن الجنوب في اذاعة تعز، أعلن المناضل الوطني البارز عبدالله عبدالمجيد الأصنج، رئيس المكتب السياسي لجبهة التحرير عن وصول مبارك بن علي السليماني وحدث التباس في الأمر، لأن مبارك بن علي السليماني وصل إلى تعز في وقت لاحق.

مبارك وصلفوح في أرض الوطن:

عاد عدد من المناضلين إلى أرض وطنهم وعلم بوصولهم الأخ محمد علي هيثم، وزير الداخلية آنذاك ورحب بهم وكان عمر صلفوح ومبارك السليماني من ضمنهم واستوعبهم هيثم في المرافق الأمنية وتم ترقية مبارك السليماني إلى رتبة ملازم في جهاز أمن الثورة.

بعد مغادرة محمد علي هيثم (وكان آنذاك رئيسا للوزراء) إلى موسكو في أغسطس 1971م، وكان قد قدم استقالته لغرض التأهيل الحزبي هناك.. لم يطمئن مبارك السليماني للبقاء بعد مغادرة هيثم فقرر شد الرحال إلى المناطق الشمالية ومنها إلى السعودية.

مبارك يلقى الردى على أيدي الثوار:

انخرط مبارك علي السليماني في نشاط مناهض للنظام الحاكم في عدن وفي إحدى العمليات العسكرية في محافظة شبوة، وقعت مجموعته وكانت تقدر بستين مقاتلا في كمين نصبته لهم القوات العسكرية والمليشيات وصبت عليهم وابلا من النيران حصدت معظم أفراد المجموعة.

الغريب في الأمر أن لا أحد يشير إلى مبارك علي لخزع السليماني في الشهادات التي قدمها المناضلون اليمنييون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى