المرشح الرئاسي أحمد عبدالله المجيدي في كلمته خلال المهرجان الانتخابي بعدن: نسمع اليوم من يتغنون بالديمقراطية والوحدة والإصلاح وهم الذين كانوا بالأمس ضد قيام الوحدة وضد الديمقراطية

> عدن «الأيام» خاص

> شهدت ساحة العروض بخورمكسر بمحافظة عدن مساء امس المهرجان الانتخابي للمرشح المستقل للانتخابات الرئاسية 2006م أحمد عبدالله المجيدي وسط حضور كبير من المواطنين، حيث بدئ المهرجان بآي من الذكر الحكيم ثم تليت بعد ذلك السيرة الذاتية للمرشح تلاها الأخ محمد الماطري، ثم ألقيت قصيدة شعرية للشاعر الشعبي الشيخ محمد عبده ثابت المنصوب، كما ألقت الاخت نادية محمد قائد الاغبري، الامين العام لاتحاد نساء اليمن في عدن كلمة عن الاتحاد ونساء مدينة عدن اشادت فيها بالتجربة الديمقراطية السائدة بتجلياتها الانتخابات الرئاسية والمحلية.

بعد ذلك ألقى المرشح الرئاسي أحمد عبدالله المجيدي كلمة جاء فيها:

«يشرفني أن أكون بينكم في هذه المدينة التي هي بحق الحضن الحنون لكل أبناء اليمن التي من دخلها كان آمناً، المدينة التي احتضنت الحركة الوطنية اليمنية وكانت مشعل التنوير ومنارة الوعي الذي شعت انواره لتعم كل الوطن بل والجزيرة العربية كلها.

أليست هي عدن التي احتضنت أبا الاحرار محمد محمود الزبيري وخطيب اليمن المفوّه الاستاذ احمد محمد نعمان والموشكي والشامي.. وأمين ابوراس وسنان ابو لحوم واحمد السياغي وغيرهم من طلائع الاحرار والثوار اليمنيين.

ألم تكن صحافة عدن في الخمسينات هي الشرارة التي فجرت ثورة 1948م في صنعاء؟ ألم تكن هي السباقة الى تجذير الوعي الوطني في عموم الوطن عبر الاحزاب والتنظيمات السياسية والنقابات العمالية وجمعيات المرأة والطلاب والشباب التي تشكلت في مرحلة مبكرة فيها، ألم تكن هي السند الاساسي والداعم القوي لثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م عبر ابنائها الذين تدافعوا بشجاعة للدفاع عن الثورة والجمهورية.

وكان لي الشرف أن تحتضنني هذه الـ(عدن) في فترة مبكرة من عمري، وتبلور وعيي السياسي والاجتماعي في عدن، ومنها كان انطلاقي في الحركة الوطنية اليمنية، هذه عدن وهذه سماتها وصفاتها العظيمة والنبيلة، اعطت الوطن وأبناء الوطن ما لم تعطه مدينة على الاطلاق».

وأضاف: «إننا في عرس ديمقراطي لا نريد أن يكون فرقعة في الهواء وضجيجاً بلا معنى، بل نريده أن يكون مدخلاً لتأصيل القيم الديمقراطية والمبادئ الديمقراطية والأخلاق الديمقراطية في حياتنا ومسلكنا وسلوكنا. الديمقراطية التي هي التداول السلمي للسلطة، والتوزيع العادل للثروة والمساواة في المواطنة، هذه هي القيم الديمقراطية في ابسط معانيها، ولا ينبغي ان نخادع انفسنا لاستغلال هذه الديمقراطية للوصول الى السلطة أو الاحتفاظ بها كغاية في حد ذاتها، وإنما المبتغى والمراد ان تكون الديمقراطية والسلطة والعمل السياسي وسيلة لإسعاد شعبنا وانتشاله من أوضاعه البائسة نحو حياة عصرية متطورة.

ايها الاخوة .. نسمع اليوم من يتغنون بالديمقراطية والوحدة والإصلاح، نسمعهم وهم الذين كانوا بالامس ضد قيام الوحدة وضد الديمقراطية بل ويعتبرونها بدعة لكن وفي سبيل الوصول إلى السلطة يقولون عن الوحدة والديمقراطية ما لم يقله الوحدويون والديمقراطيون الحقيقيون .. نحن نثق ثقة مطلقة بعدن وسكانها بمستوى الوعي والادراك لديهم ليميزوا الغث من السمين والصالح من الطالح، فالذين يرفعون الشعارات الكبيرة، وينمقون الخطب الرنانة، تعرفهم المدينة وأهلها، وللارض كما للانسان ذاكرة لا تنسى من كفّر أهل هذه المدينة ونظر اليهم وكانهم خارجون عن الدين، هذه المدينة التي كان ولازال فضلها يترى على الجميع ولذلك لن نلجـأ ايها الاخوة الى الخطابة للحديث معكم بل سنتحدث معكم بلغة القلب للقلب بلغة المودة والمحبة، لنشخص أوجاع هذه المحافظة ونضعها نصب اعيننا وفي مقدمة ذلك اعادة الروح لعدن (فُرضة اليمن) مصفاة النفط ومينائها العالمي الذي كان في يوم من الايام ثالث الموانئ العالمية، وأصبحت حالتهما اليوم لا تسر احداً، فالحديث عن الميناء والمصفاة والمنطقة الحرة التي طال امد اصلاح اوضاعها ليتبخر امل المواطنين في رؤية هذا الميناء وهذه المنطقة الحرة بالمستوى الذي يرقى الى سمعة ومكانة عدن ومينائها تاريخياً الأمر الذي يجعل من الاولوية بمكان رسم سياسة ادارية جديدة من الكفاءات وليس من الولاءات لمعالجة اوضاع الميناء والمنطقة ففي ظل المحسوبية والفساد لن ترى أحلام وأمنيات المواطنين النور وسيظل الحديث عن ميناء عدن وتحديثه والمنطقة الحرة مجرد حبر على الورق لذر الرماد في العيون، بينما ابناء هذه المحافظة والشباب والكفاءات والكوادر ينتظرون فرص العمل الحقيقية للادارة وللعمل الجاد في هذين المرفقين الهامين.

ايها الاخوة الاعزاء: من حق ابناء هذه المحافظة الابية ايجاد فرص عمل لهم كحق قانوني لا ينبغي القفز عليه وجعل الاولوية لهم، وتفعيل دور المجالس المحلية لتغدو صوت المواطنين المسموع وتسخير مردودات المحافظة لتحديث وبناء بنيتها التحتية وفك الارتباط المعقد مع المركز نحو مزيد من المرونة واللا مركزية حيث إن تعقيدات الارتباط بالمركز تضع الادارة ومخرجاتها في قنوات تساعد على اضاعة الوقت وإشاعة البيروقراطية والروتين والرشوة بينما اللا مركزية الادارية تطلق العنان للادارة العصرية وتحرير العقول والابداعات وتعود بمردودات كبيرة على الجميع.

وبهذا الخصوص ينبغي ان تحظى الكوادر والكفاءات في عدن بأولويتها في ادارة مناشط الحياة الادارية في المحافظة لا ان تهمش هذه الكفاءات ويؤتى بآخرين من خارج المحافظة ليتبوأوا مكانتهم وهي المحافظة التي تزخر بأعلى نسبة من المتعملين ومن الكفاءات العلمية والإدارية. ان برنامجنا الانتخابي قد شخص هذه الاوضاع في مجالات الاقتصاد والسياسة والاجتماع ووضع جملة من المخارج العملية بما في ذلك مسألة البطالة بين الشباب والتي نراها في عدن بارزة وجلية وهو ما يتطلب الوقوف ازاءها رأفة بأبنائنا وبناتنا من الخريجين والخريجات من الجامعات اليمنية».

واستطرد قائلاً: «ومن المسائل التي يراها المرء دليلاً آخر على تفشي الفساد عدم حل مشاكل الارض في هذه المحافظة لصالح حاجة المواطنين من ابناء عدن في المقام الاول، ومن اجل استثمار وطني حقيقي عليها تستفيد منه المحافظة وابناؤها والوطن برمته، بدلاً من الجري وراء الاستحواذ على آلاف الكيلومترات المربعة من قبل السماسرة وأصحاب النفوذ بينما لا يجد المواطن قطعة أرض لبناء مسكن له بعد ان ضاقت عدن بسكانها، وهي مسئولية وطنية يجب ان تضطلع الدولة بحلها مستقبلاً لصالح شباب هذه المحافظة ومواطنيها كما لانغفل بهذا الخصوص معالم عدن التاريخية وآثارها الزاهية للحفاظ عليها ومنع العبث بها بعد أن طال الجشع بعض هذه المعالم وامتد الى بحار عدن وجبالها وهو دور لا نستطيع ان نؤديه إلا بالتفافنا جميعاً إزاء اي ظواهر تمس الانسان والارض على السواء ورفع الصوت عالياً لمنعها ومعاقبة مرتكبيها».

وقال المجيدي: «لقد كان للمرأة في عدن دور ريادي منذ انبعاث النهضة الاجتماعية والثقافية والسياسية في الخمسينات من القرن، وكانت الجمعيات النسائية تلعب دوراً اجتماعياً مؤثراً الى جانب المثقفات والمتعلمات وشاركت المرأة في كل أدوار النضال الوطني التحرري في عدن، وللانصاف ظلت مكانة المرأة مرموقة بعد الاستقلال الوطني وما نراه اليوم من تراجع لدور المرأة فإن مرد ذلك الى بعض الآراء المغلوطة التي تمارسها بعض القوى، فالمرأة شقيقة الرجل، ورديفة في المجتمع داخل البيت وخارجه، ونحن نحيي الرائدات في منظمات المجتمع المدني في عدن وفي الجمعيات والمنتديات ومرافق العمل فلا تطور ولا تنمية بدون المراة .. المرأة الأم، والمرأة الاخت.. والمرأة الزوجة.. والمرأة البنت.

كما لا أنسى - ايها الاخوة- مسألة تضميد جراح عدن وسكان وأبناء المحافظات الجنوبية والشرقية عامة من آثار الحروب ودورات الدم المؤسفة وخاصة حرب 1994م بالاهتمام بأسر الضحايا وتمكين العائدين والموقوفين من أعمالهم بشكل حقيقي وليس دعائياً مع صرف كل مستحقاتهم القانونية وعدم ممارسة التمييز أيا كان نحوهم من اجل ان يسهم الجميع في تمتين وتعزيز وحدة اليمن وحدة الـ 22 من مايو على أسس متساوية بحيث لا يبقى فيها ظالم ومظلوم».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى