«الأيام» تنفرد بنشر التفاصيل الكاملة لقضية قاتل ابنته الصغرى وإصابة الكبرى

> «الأيام» سعيد سالمين شكابة :

>
من اليمين الطفلة المصابة (دنيا) والطفلة القتيلة (رنا)
من اليمين الطفلة المصابة (دنيا) والطفلة القتيلة (رنا)
نشرت صحيفة «الأيام» في عددها رقم (4868) الصادر صباح يوم الأربعاء الماضي 16/8/2006م خبرا تحت عنوان «أب يعترف بقتل ابنته وإصابة الأخرى» وهي القضية البشعة التي هزت مشاعر الرأي العام في حضرموت .. «الأيام» تنفرد بنشر التفاصيل الكاملة للقضية على لسان أطرافها.. بعد زيارة خاطفة لمنزل الوالد بدر برك باجري بمنطقة حصن عوض بمديرية تريم (جد البنتين المجني عليهما) لأمهما حيث تقيم أم البنتين والبنت المصابة وخرجنا من عندهم بالتفاصيل الكاملة للقضية فتابعوا ما خرجنا به في السطور التالية:

خال البنتين سعيد: الجاني نفذ مخطط جريمته بمساندة زوجته الثانية

أم البنتين: الجاني تعرض للسيارة التي كنت على متنها أنا والبنتين وأخذهما بالقوة

< في البداية تحدث الأخ سعيد بدر باجري (36 عاماً) خال البنتين قائلاً: بداية ونيابة عن والدنا وأختنا أم البنتين أتقدم بجزيل الشكر والتقدير والعرفان لك أخ سعيد وللأخوين الأستاذين القديرين هشام وتمام باشراحيل القائمين على صحيفة «الأيام» الصحيفة العزيزة على نفوسنا والمحبة إلى قلوبنا والقريبة من وجداننا وهمومنا وأسرة التحرير على اهتمامكم بنقل ونشر جميع قضايا المواطنين والوطن ومتابعتها أولا بأول والتي من ضمنها قضية بنتي كريمتي. وواصل حديثه قائلاً: «أقول في البداية لكم وللقارئ العزيز لا تستغربوا عند قراءتكم لتفاصيل هذه القصة والحادثة البشعة التي هزت الوجدان والأحاسيس لأنها قضية حقيقية من واقعنا المعاصر وفي زماننا هذا. لقد تقدم إلينا الجاني (ح.ع.س.ب) من مديرية سيئون في عام 1990م للزواج من كريمتي وتم القبول به مثل أي شخص يريد الزواج، وقد استمرت الحياة الزوجية بينهما دون أي مشاكل حوالي خمس سنوات، بعدها بدأت المشاكل تظهر إلى أن انتهت بينهما بانفصال الطرفين في عام 1999م وقد انجب منها بنتين الكبرى دنيا (14 عاماً) والصغرى رنا (11 عاماً)، وبعد الطلاق عاشت البنتان في أحضان أمهما في بيت جدهما طيلة تلك الفترة من بعد الطلاق».

وأضاف الأخ سعيد بدر قائلاً: «لقد كان الجاني خلال هذه الفترة لا يعرف بناته لا بالزيارة ولا بالنفقة.. ولهذا فضلت الأم أن تعيش أرملة من أجل تربية بنتيها على الرغم من أنه تقدم للزواج منها أكثر من سبعة أشخاص وكان ردها القاطع الرفض لما تراه من مصلحة في تربية البنتين».

ونوه في اطار حديثه بالقول إن الجاني المذكور بدأ عملية التنسيق والتخطيط لجريمته البشعة في 2/7/2006م بمساندة زوجته الثانية الساكنة عنده في البيت حيث استخدم الجاني أسلوب التحايل والمكر والخداع والطيبة بدلاً من استخدام القوة واللجوء إلى المحاكم والقضاء.

أم البنتين: الجاني أقدم على أفعال شنيعة ضد البنتين تهز الأحاسيس والوجدان

< بعد ذلك تحدثت إلينا الأخت (ن.ب.ب) أم البنتين (37 عاماً) قائلة: «لقد قام الجاني بطلب من والدته الكبيرة في السن بما يكن لها الناس من احترام وتقدير بطلب البنتين مني لكي تذهبا معهما إلى المكلا لحضور زواج أحد الأقارب هناك، فرددت عليهما أنا وأخواني إنه لا مانع من ذلك شريطة أن أكون معهما، خصوصاً وأنني على صلة قرابة مع أصحاب الزواج فوافقوا على ذلك».

وواصلت أم البنتين حديثها بالقول: «تحركت أنا والبنتين من تريم إلى سيئون حيث بيت والدته وعند وصولنا تعرض للسيارة وأخذ البنتين مني بالقوة وبحجة أنه يريد رؤيتهما، فجلست في البيت عند والدته أنتظر عودة البنتين حتى اليوم الثاني ولكني دون فائدة، وحاولت التواصل معه من بيت والدته من أجل إعادة البنتين ولكنه رد بقسوة ودون مراعاة لشعوري كأم تعبت في تربيتهما وقال إنهما ابنتاي ولا أحد يقدر أن يأخذهما مني».

وأضافت الأم قائلة:«اتصلت بوالدي وأخواني وأخبرتهم بما حدث وحضروا على الفور إلى سيئون وحاولوا معه ولكنهم أدركوا أن التفاهم معه صعب، لأنه كان لديه نوايا خبيثة حول ذلك يخفيها، وعدت إلى بيت والدي في تريم فيما استمرت المحاولات من أجل استرجاع البنتين من قبل بعض الأقارب والمعارف ومراجعته عن قراره، ولكن كلها باءت بالفشل ولم يكن أمامي إلا تسليم أمري إلى الله وعدم اللجوء إلى المحاكم أو القضايا لأنني أدرك أنهما ابنتاه ولا أحد يقدر أن يمنعه من بنتيه وأيضاً لما تربطنا معه من أواصر القرابة والتعارف».

وقالت الأم المكلومة: «لقد جلست البنتان عنده فترة حوالي (52) يوماً حتى يوم الجريمة، حيث عانتا خلالها أقسى أيام عمرهما.. حيث أقدم والدهما على فعل أشياء تقشعر منها الأبدان ولن يصدقها أي إنسان أو أب يعرف تماماً قدر الأولاد وفلذات الأكباد، ولا نعرف أي قلب مع ذلك الأب سمح له بفعل مثل هذه الأشياء المثبتة بالتقارير والشهود الذين شهدوا بحدوثها.. كقيامه بتعذيب البنتين وضربهما وتشويههما بعصا وكراسي التسريحة وآلة استشوار شعر النساء والخنجر وأسنانه ويهدف من وراء أسلوب التعذيب والترهيب ضد البنتين إلى حرق قلبي عليهما ومنعهما من الاتصال بي، كما لم يسمح لأي أحد كان برؤيتهما حتى لا يشاهدوا ما فيهما من تشويهات وإصابات وجروح وكدمات كما لم يقم حتى بعلاجهما من ذلك».

خال البنتين علي: مساء يوم دفن القتيلة بدأت الحقائق تظهر والأمور تنكشف

< تحدث إلينا الأخ علي بدر باجري (30 عاماً) خال البنتين قائلاً: «لقد انكشف أمر الجاني وفضائحه عندما أدت كل أساليب التعذيب الوحشية إلى مقتل البنت الصغرى (رنا) البالغة من العمر (11) عاماً وحدث ذلك أنه عندما توفيت البنت تلقينا اتصالا منه بخبر الوفاة، وعلى الفور توجهنا أنا ووالدتي وإخوتي من تريم إلى سيئون، لحضور مراسيم تشييع الجنازة وتقديم العزاء وأخذ البنت الكبرى إلى عند أمها من أجل تخفيف معاناتها وآلامها».

وواصل خال البنتين حديثه بالقول: «وعند وصولنا لاحظنا إصراره على عدم السماح لأي أحد كان بمشاهدة الجثة، حيث استخدم بعد تغسيلها أسلوب البكاء والتمدد على الجثة ومنع أقرب الناس من مشاهدتها ويقول هذه عورة، وهو يهدف من وراء ذلك حجب الرؤية عن ما في جسمها من جروح وإصابات وكدمات وآثار تعذيب، ولم يكن أمامنا إلا لزوم الصمت وتم دفن الجثة بعد الصلاة عليها في منطقة (بور) التي تبعد عن سيئون بحوالي (5 كلم) موطنه الأصلي، وبعد ذلك طالبناه أن يسلمنا البنت الكبيرة لكي نأخذها إلى أمها لتخفيف حزنها ولكنه رفض بشدة خوفاً من انكشاف أمره، وبعد حوالي ساعتين من الحوار والوساطات وشق الأنفس قام بتسليمنا البنت بعد أن قام قبل أن يسلمنا أياها بالانفراد بها وتهديدها بالقتل إن هي كشفت الأمر ولذا عليها السكوت عن كل ما حدث لها ولأختها من تعذيب وغيره».

وأضاف الأخ علي قائلاً: «وأخذنا البنت وعدنا إلى تريم وأثناء ذلك حاول جدها أن يسألها ولكنها كانت مرتبكة ويظهر عليها الخوف والهلع عند ذكر اسم والدها.

وفي مساء الليلة نفسها بدأت الحقائق تظهر والأمور تنكشف، وذلك عندما لاحظت الأم إصابات في يدي ابنتها، فيما لاحظ جدها أن مشي البنت عندما قامت غير طبيعي، فأخذناها إلى مستشفى تريم وهو الأمر الذي لاحظه معنا ضابط البحث المناوب في المستشفى، الذي على الفور أبلغ قيادة الأمن بتريم حيث حضر النقيب نجيب قائد الصالحي، مدير إدارة البحث بتريم والعريف ياسر عزيز، ضابط تحقيق، وطلبا من الأطباء إجراء فحوصات طبية كاملة عليها ورفع تقرير مفصل بذلك».

وقال باجري: «أظهر التقرير إصابة البنت بكسور في يدها اليسرى وكدمات وجروح وإصابات من أعلى الرأس وحتى القدمين وآثار تعذيب في جسمها، وبعد ذلك قاموا باستجواب الفتاة وأمها، وفي بداية الأمر تعللت بأشياء بعيدة ولكن في الأخير كشفت كل الأوراق والأعمال البشعة وقصة التعذيب التي تعرضت لها من أبيها هي وأختها المتوفاة أمام عيونها».

البنت المصابة: أطالب بسرعة حسم القضية وتطبيق شرع الله على الجاني

< بعد ذلك التقينا بالفتاة المصابة دنيا (14 عاماً) لنبحر معها في تفاصيل قصة التعذيب المؤلمة التي تعرضت لها هي وأختها المتوفاة فقالت: «كان والدي يتعامل معنا بقسوة منذ لحظة أخذنا من عند أمنا، حيث يقوم بتعذيبنا وترهيبنا بمساعدة زوجته الثانية التي تحرضه علينا، وكان عندما يقوم بضربنا ويكسر أداة الضرب تحضر له غيرها وتختلق له الأعذار والأكاذيب مثلاً تقول له إننا قمنا بالاتصال بوالدتنا، وقام بعزلنا في غرفة ضيقة في منزله».

وواصلت دنيا حديثها قائلة: «من كثر حقدها علينا أشارت عليه أن يقوم بحلق شعر رأسينا كاملاً حتى لا نستطيع الخروج من البيت والاتصال بوالدتنا، وقد قام بتعذيبنا بضربنا بعصا خشبية وكرسي وآلة الاستشوار وأسلاك كهربائية وغيرها وبسبب ذلك تعرضنا لإصابات مختلفة: كسور، رضوض، كدمات، جروح وغيرها، كما قام بحبسنا في أحد سطوح البيت لأيام وتركنا عرضة لأشعة الشمس الحارقة دون رحمة أو رأفة».

وأضافت البنت الكبرى: «لقد قام أبي الجاني قبل وفاة أختي بثمانية أيام بضربها بكرسي على رأسها وجسمها إلى أن نزفت وأقعدت تماماً لدرجة أنها كانت تمشي على يديها وكانت تشعر أنها انشلت وأنها أصيبت بنزيف داخلي وكانت حالتها كل يوم تزداد سوءاً، وخلال معاناتنا في تلك الأيام وإصابتنا أنا وأختي كانت زوجة أبي تقوم بوضع بصل في أفواها وتدسه في أنفينا وعلى جروحنا وإصاباتنا وكدماتنا».

وقالت البنت المصابة دنيا: «جراء تعذيبنا ومعاناتنا أننا نتمنى لو أن هناك أن ينقذنا ويأخذ بأيدينا من أهوال التعذيب والقسوة، ونحن نردد أي أب هذا! والدنا نزعت منه الرحمة والرأفة والحنّية ووصلت به الوقاحة أن يقول لي بعد وفاة أختي: لا تحسبي أنني أبكي من أجل أختك لا والله ولكن من أجل أن لا يعرف أحد ما بها وما فيها من آثار الجروح والإصابات والكدمات والضرب ولكي أحرق قلب أمكما عليكما. مع العلم أنه كان بكامل قواه العقلية والجسمية ولا يشتكي من أي مرض أو علة .. لذا أطالب بتطبيق شرع الله عليه».

واختتم الأخوان سعيد وعلي بدر باجري، خالا البنتين تفاصيل القصة بالقول: «لا نعرف أي قلب لدى هذا الأب الجاني والطاغية وزوجته شريكته الأساسية في ارتكاب هذا الجرم ضد البنتين، فهل مثله يستحق أن يكون أباً؟ وهو يفعل ذلك من أجل إرضاء زوجته الجاهلة وطموحها، والتي أوصلته إلى اقتراف جريمتين الأولى جريمة القتل العمد والثانية الشروع في قتل البنت الأخرى».

وأضافا في إطار حديثهما: «إننا نشكر كل الأخوة من رجال الأمن المخلصين الذين بذلوا جهوداً جبارة من أجل اكتشاف خيوط الجريمة والتعامل معها بواجب إنساني أولاً وأمني ثانياً.

وإظهارها أمام الرأي العام ليعرفوا أن هناك أناس قد انعدمت الرحمة من قلوبهم، ويأتي على رأس أولئك الرجال المخلصين النقيب نجيب قائد الصالحي، مدير إدارة البحث بتريم، وضابط التحقيق العريف ياسر عزيز، والمقدم محمد عبدالله الحبشي، مدير عام إدارة البحث بالوادي والصحراء والأخ أحمد علي السقاف، وكيل النيابة بمديرية سيئون والآخرين الذين تعاملوا مع وقائع القضية وقاموا باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيالها.

وشكراً لكم في صحيفة «الأيام» على جهودكم المبذولة تجاه مثل هذه القضايا وتكبدكم المعاناة والجهود من أجل الوصول الينا وسماع تفاصيل القضية من مصادرها وهذا شيء ليس بغريب عليكم في «الأيام» فقد عودتمونا على مثل ذلك دائماً وأبداً فشكراً لكم على كل ذلك».

كلمة شكر

نتقدم بالشكر والتقدير وعظيم الامتنان الى الأخ النقيب نجيب قائد الصالحي، مدير إدارة البحث بمديرية تريم على كل جهوده المبذولة معنا من خلال قيامه بالاتصال والتواصل مع أسرة الوالد بدر برك باجري، وإجراء كافة الترتيبات والإجراءات اللازمة والتنسيق والتهيئة لهذا اللقاء والنزول إليهم في بيتهم للتعرف على التفاصيل الكاملة من مصادرها ومن أفواههم. فكل الشكر له على ذلك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى