إضراب عام يصيب الحياة بالشلل في كويتا عقب مقتل زعيم انفصالي

> كويتا «الأيام» د.ب.أ :

>
اشتباكات بين متظاهرين وقوات مكافحة الشغب في مدينة كويتا
اشتباكات بين متظاهرين وقوات مكافحة الشغب في مدينة كويتا
استيقظ السكان في مدينة كويتا عاصمة إقليم بلوشستان جنوب غربي باكستان صباح أمس الإثنين ليجدوا الحياة وقد أصيبت بالشلل في ظل إضراب تمت الدعوة إليه احتجاجا وحدادا علي مقتل الزعيم الانفصالي القبلي نواب أكبر بوجتي مطلع الاسبوع مما لاندلاع أعمال عنف وفرض حظر التجول.

وأغلقت جميع الاعمال في المدينة وسط انتشار كثيف لقوات الشرطة والقوات شبه العسكرية في ظل الاضراب الذي دعا إليه تحالف يضم أربعة أحزاب قومية. كما كان هناك انتشار كثيف للشرطة والقوات شبه العسكرية.

وأفاد شهود من مناطق متفرقة بالمدينة بأن محتجين موالين لبوجتي قاموا بإحراق إطارات السيارات وسد الطرق في محاولة لمراوغة قوات الامن.

وأشارت تقارير واردة من بلدات أخري مثل كالات ونوشكي وخوزدار إلي اضرابات وحوادث عنف متفرقة وهجمات علي ممتلكات عامة وخاصة.

وأعلنت شرطة مدينة كويتا أن ثلاثة أشخاص علي الاقل بينهم مسئول بالشرطة قتلوا وأصيب 12 آخرون أمس الأول الأحد في ذلك الاقليم المضطرب.

وقال شهود عيان إنه تم إحراق ما لا يقل عن 20 حافلة تابعة للجامعة ولوحات إعلانية في كويتا فضلا عن أعمال تخريب وقعت في بنكين والعديد من المباني الحكومية إضافة إلي إطلاق النار علي منازل مسئولين.

وأشعل المحتجون النار أمس الإثنين في مكتب تابع للمفوض المحلي للضرائب على الدخل بالاضافة إلى تسعة دراجات بخارية حكومية وثلاث عربات في كويتا.

وتوقفت حركة القطارات من داخل البلاد إلى كويتا كما أغلق المحتجون الطرق السريعة الرئيسية التي تربط المدينة بكراتشي الساحلية والعاصمة إسلام أباد.

ووسط التوتر المتصاعد عقدت الجمعية الاقليمية اجتماعا استمر لفترة قصيرة لتقديم التعازي والتي اتهم خلالها أعضاء البرلمان الجيش باستخدام القنابل العنقودية والنابالم ضد بوجتي.

وقال كاشكول علي بالوش عضو البرلمان عن الحزب الوطني القومي "إن استخدام القنابل العنقودية والنابالم سيوقظ حركة البالوش القومية".

ونفى بالوش مزاعم الحكومة بأن بوجتي توفي إثر انهيار سقف كهفه الطيني. وقال بالوش قبل أن تعتقله الشرطة مع اثنين آخرين من القادة القوميين: "كان قتلا متعمدا واستخدموا جميع أنواع القنابل السامة لتحقيق هذا الهدف"لكن رئيس الوزراء شوكت عزيز أكد أن قتل بوجتي غير متعمد.

وقال عزيز للصحفيين في إسلام أباد أمس إن قوات الامن لم تكن تعرف أن بوجتي كان بداخل الكهف مضيفا أنهم بالكاد ما يردوا على إطلاق النار عليهم من قبل المسلحين.

وقال عزيز: " ومن ثم فإن العملية لم تكن موجهة ضد أي شخص" مضيفا أن الاجهزة والمعدات أرسلت إلى المنطقة لازالة الانقاض من الكهف واستعادة الجثث.

وكان ينظر لبوجتي علي أنه زعيم التمرد المتنامي للقوميين البلوش,ورفض الرئيس الباكستاني برفيز مشرف الاذعان لمطالب بمنح الاقليم الغني بالمعادن حكما ذاتيا أوسع.

وأبلغ وزير الاعلام محمد علي دوراني الصحفيين أن بوجتي /82 عاما/ قتل السبت الماضي بينما كان يختبئ مع قادته في كهف بمقاطعة كوهلو المتاخمة للحدود الايرانية والافغانية.

وأوضح دوراني أن مروحية عسكرية تعرضت لاطلاق نار من هذا الكهف مما دفع إلي مهاجمته وأن سقف الكهف انهار أثناء تبادل لاطلاق النار مما أسفر عن مقتل العديد من الاشخاص.ونفي أن يكون بوجتي هدفا للهجوم.

ولم تؤكد مصادر مستقلة ملابسات الحادث الذي أدي إلي مقتل بوجتي الذي كان يطلق عليه لقب "الاسد العجوز"وعمل بوجتي محافظا ورئيسا لوزراء إقليم بلوشستان الذي يعد أكبر الاقاليم الباكستاينة الاربعة وذلك في أواخر السبعينيات من القرن الماضي وفي عام 1989 علي الترتيب.

وبينما ينتظر أقارب الزعيم القومي المغتال استلام جثته أعلن دوراني أن المنطقة المحيطة بالكهوف التي تم استهدافها مملؤة بالالغام وأن عملية انتشال جثة الزعيم القبلي وقادته قد تستغرق بعض الوقت.

وفي وقت سابق نقلت وسائل إعلام خاصة في تقارير لها عن مصادر مسئولة أن أجهزة الاستخبارات وقوات الامن اقتفتا أثر بوجتي عن طريق هواتف متصلة بالاقمار الصناعية التي قالوا إن السياسي المحنك دأب علي استخدامها في الاتصال بذويه ووسائل الاعلام.

ووفقا لما أعلنته وسائل إعلام محلية فإن أكثر من 60 إنفصاليا قتلوا في الحادث فيما قتل ما لا يقل عن 25 شخصا معظمهم من القوات الخاصة إثر تعرضهم لاطلاق نار من خارج الكهف الذي كان يختبئ به المسلحون.

وفي خطاب بثه التليفزيون علي المستوي القومي في 20 تموز/يوليو الماضي اتهم مشرف بوجتي بأنه المصدر الرئيسي لاثارة الاضطرابات في الاقليم وتعهد باستعادة السلام والنظام في المنطقة.

وكان ينظر لمسألة القضاء علي بوجتي أو إلقاء القبض عليه علي أنها وشيكة بعد أن أعادت الحكومة الالاف من رجال القبائل الذين غادروا منطقة ديرا بوجتي منذ سنوات تحت ضغط من بوجتي.

وساعدت الحكومة أيضا علي تنظيم اجتماع يوم الجمعة الماضي ضم الالاف من رجال القبائل في بلدة سوي مسقط رأس بوجتي والتي تعد أيضا مصدر نحو 25 في المئة من موارد الغاز الباكستاني.

وأدان هذا التجمع "عهد الارهاب" الذي تميزت به فترة وجود بوجتي,وأعلن أنه ستتم مصادرة الممتلكات والمنازل التابعة لبوجتي.

وبدأ الاضطراب الراهن في كانون ثان/يناير عام 2005 بعدما أثير أن أحد أفراد الامن المتمركزين في سوي اغتصب طبيبة هناك,وطالب بوجتي باتخاذ إجراء ضد العسكري لكن مشرف أصر علي براءته.

وارتفعت وتيرة الهجمات التي تستهدف إمدادات الطاقة والغاز فضلا عن الاهداف العسكرية منذ ذلك الحين وهي الهجمات التي تبناها جيش تحرير بلوشستان الانفصالي.

وأثار مقتل بوجتي انتقادات واسعة من قبل معظم الاحزاب السياسية. وأعربت الاحزاب الرئيسية أيضا عن تضامنها مع الاضراب والاحتجاجات علي مقتله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى