بعيداً عن الكلام

> علي سالم اليزيدي:

>
علي سالم اليزيدي
علي سالم اليزيدي
هل هي مصادفة أن تتحقق ديمقراطية اليمن داخل بوتقة وحدة اليمن، فسر هذا الامر أن الوحدة والديمقراطية في اليمن هما ضلعا مشروعه الحضاري العربي، وهما قائمان ويستمكل هذا المشروع من خلال العقلانية وهذا الضلع الثالث، صورة اليوم والأجواء مشحونة لصالح الديمقراطية، تقفز آراء هنا وهناك وهي سجال السياسيين والمتنافسين، ولكننا نعرف أيضاً أن تجربة الديمقراطية في كل دول العالم وخصوصاً في أفريقيا وأمريكا اللاتينية ليست نزيهة، وفي اليمن تحديداً تنزوي هذه التحفظات من دون تردد أمام الإنجازات، الانتخابات فعلاً تمت في ما مضى، ونجحنا فيما توفر لنا من أجواء ديمقراطية، هي إرث عظيم وثري لبلدنا والمستقبل القادم، وهذا بعيداًَ عن كيد السياسيين وإن أرادوا.

صورة التنافس الماثلة لمرشحي الرئاسة، المهرجانات، المواجهات، احتكمنا فيها إلى الحوار السلمي وخصوصيات المجتمع المدني، وأعقبتها مراحل من الانقلابات الدموية والمصادمات والإرهاب الداخلي والمنافي، زمن ولى وأسدل عليه الستار، نترك للدموع تذكرة ونمسك بزمام المبادرة في رفع وتيرة التنافس خطاب ضد خطاب، حجة تتحدى حجة، مطالبة بالإصلاحات، حرب ضد الفساد، رفع مستوى المعيشة، حقوق المواطن، زيادة التوظيف، تنمية الموارد، القضاء على البطالة، وقف نزيف النهب العام، كل هذا جاء بديلاً لكيفية تطور العقل وسقوط التطرف الفكري أو الارتهان للغير، سقطت مصطلاحات اليسار الانتهازي، الزمرة الفارة، المخطط التآمري، جاءت إعادة التربية الوطنية بما يريد العصر وآفاقه، بما يريده الجيل الذي نجا من الظلم وحمداً لله.

إنها الديمقراطية والتراث الحضاري الذي نملكه وجسدناه قولاً وفعلاً وقد قال لي متقاعد من رجال المكلا قبل أيام: شاركت في أولى الانتخابات الحضرمية 1962م هناك صور ودعاية وسلام وانتخابات، وها نحن اليوم نشارك والفرق كبير، انتقلنا وهذا جاء بجهاد الرجال في دولة الوحدة. وأضاف هل تعلم أننا بحضرموت سعداء ومحظوظون، لم يبادر المحافظ إلى ملاحقة أحدنا، نستطيع أن نتجادل معه ونشتكي به ومنه! هذا حدث في حضرموت ذهب المواطنون بالسلاطين القعيطة إلى المحاكم حول مزارع وقضايا مدنية، وقف الاثنان أمام الباب العالي الشيخ عبدالله بكير، رحمه الله، رئيس قضاء حضرموت، ومن كل ما سمعناه أن هناك محافظين يحبسون الناس ويعزلون ويعربدون. وهناك محافظون لا يسلكون هذا السلوك - ولازال الحديث لهذا الرجل المتقاعد المتعلم -والمثال لدينا عبدالقادر علي هلال، يجادل المواطنين رجالاً ونساء في الإذاعة وأمام المسجد في شوارع حارة المكلا تقول له قف يتوقف، ويترجل من سيارته وينصت، فهذا جسد مدنية الفكر المتواصل بحضرموت وأرغم من يحكمها على الانصياع لهذه الحالة المدنية، ليس في تاريخنا من يخرج عن ثقافة المدنية والحضارة والسلام.

ظاهرة السلام ما بين الحاكم والمواطن والمحافظ ونحن في حضرموت ونجاح الانتخابات دون حوادث، مثلما نحيي عدن الغالية، هو إعلان بسقوط الهمجية، وهذا ما قاله عبدالقادر هلال عندما خطب إذاعياً ونادى بالفوز للتاريخ والسلام في حضرموت وهي تحية لنا وله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى