> تحولت مظاهر الحداد على الزعيم الانفصالي القبلي نواب أكبر بوجتي الذي قتل في عملية عسكرية بإقليم بلوشستان جنوب غربي باكستان مطلع الاسبوع الجاري إلى أعمال عنف أمس الثلاثاء حيث أشعل آلاف المعزين النار في بنكين وعشرات المحال التجارية بعد حضورهم صلاة الجنازة.

وتجاهل المتظاهرون الدعوات التي طالبتهم بالتزام الهدوء وأشعلوا النيران في بنكين وقرابة 15 محلا تجارية، وذلك بعد انتهاء صلاة الجنازة التي أقيمت في إستاد أيوب بمدينة كويتا عاصمة إقليم بلوشستان.

وأطلق آلاف من رجال شرطة مكافحة الشغب القنابل المسيلة للدموع لتفريق الجموع التي انتشرت حول الاستاد، فيما قام المحتجون بسد الطرق بإشعال النيران في إطارات السيارات.

وأصيب رجلي شرطة على الاقل بجروح طفيفة عندما ألقى المتظاهرون الحجارة على قوات الامن خارج الاستاد.

ووردت تقارير عن وقوع أعمال عنف متفرقة في أجزاء أخرى من مدينة كويتا.

وقتل ثلاثة أشخاص على الاقل وأصيب 12 آخرون في اشتباكات مماثلة بين الشرطة والمتظاهرين في كويتا يوم الاحد الماضي شهدت الهجوم على عدة مباني حكومية بالاسلحة.

وقتل بوجتي يوم السبت الماضي إثر انهيار الكهف الذي كان يختبأ به برفقة مساعديه أثناء تبادل كثيف لاطلاق النار مع قوات عسكرية حكومية في مقاطعة كوهلو المتاخمة للحدود الايرانية والافغانية.

ولا يزال المسئولون يبحثون عن جثة بوجتي وسط الحطام وسط مزاعم بأن الحكومة انتشلت الجثة بالفعل وأرسلتها إلى إسلام أباد،وهي الادعاءات التي نفى صحتها رئيس وزراء إقليم بلوشستان جام محمد يوسف الذي تعهد بتسليم جثة بوجتي إلى عائلته بمجرد أن يتم انتشالها.

وكان ينظر لبوجتي علي أنه زعيم التمرد المتنامي للقوميين البلوش,ورفض الرئيس الباكستاني برفيز مشرف الاذعان لمطالب بمنح الاقليم الغني بالمعادن حكما ذاتيا أوسع.

ولم تؤكد مصادر مستقلة ملابسات الحادث الذي أدي إلي مقتل بوجتي الذي كان يطلق عليه لقب "الاسد العجوز"وعمل بوجتي محافظا ورئيسا لوزراء إقليم بلوشستان الذي يعد أكبر الاقاليم الباكستانية الاربعة، وذلك في أواخر السبعينيات من القرن الماضي وفي عام 1989 علي الترتيب.

وأثار مقتل بوجتي انتقادات واسعة من قبل معظم الاحزاب السياسية,وأعربت الاحزاب الرئيسية أيضا عن تضامنها مع الاضراب والاحتجاجات علي مقتله.