مع الأيــام..تأبط رمزاً وترشح

> محمد سالم قطن:

>
محمد سالم قطن
محمد سالم قطن
المواطن (مبروك) رجل طيب ويكره الفساد. قيل له منذ أيام أن الانتخابات المحلية على الأبواب، فشمر عن ساعده ليترشح وذهب ليسجل طلب ترشيح لانتخابات المديرية. أكمل الإجراءات بنجاح، وعندما طلبوا منه أن يختار لنفسه رمزاً احتار كثيراً في اختيار الأنسب فالرومز كثيرة وألسنة الناس طويلة عند السخرية من بعض الرموز الانتخابية. حال (مبروك) تشابه مع حال الشاعر ثابت بن جابر الفهمي، أشهر صعاليك العرب، مع سكينه التي خرج يتأبطها. وعندما جاء أصحابه يسألون عنه، أجابتهم أمه العجوز: تأبط شراً وخرج، فصار تأبط شراً منذ ذلك اليوم اسماً ولقباً لهذا الشاعر المظلوم.

وقصة الرموز الانتخابية واحدة من الجوانب الكوميدية في عالم الديمقراطية ودنيا الانتخابات. يقول البعض إن الرموز أضحت ضرورية لمساعدة الناخبين الأميين لتمييز مرشحهم المطلوب عند التصويت. إلا أن المؤرخ المصري فيصل خيري يعتقد أن تاريخ الرموز يمتد قديماً إلى أيام الفراعنة، عندما كانوا ينتخبون رؤساء الكهنة والشعائر. وعقب عليه بعض الكتاب مؤخراً في تساؤل متخابث عن جدية إقحام الفراعنة في مسألة الديمقراطية وموضوع الانتخابات. والفرق شاسع بين منطق الفراعنة ورحابة الديمقراطية.

ويقول الكاتب المصري سليم عزوز: إن الرموز الانتخابية معضلة يواجهها المرشحون في مصر لانتخابات مجلس الشعب. إذ إن لجنة الانتخابات لديها 100 رمز انتخابي مرتبة في سجل خاص بالترتيب، رقماً بعد رقم، تصرف حسب أسبقية تقدم المرشح بأوراقه إلى اللجنة المذكورة. وتشهد الدوائر الانتخابية تزاحماً شديداً في اليوم الأول لفتح باب الترشيح لاقتناص الرموز الأكثر شعبية، وفي مقدمتها الهلال والجمل. وقد اقتنص هذين الرمزين مرشحو الحزب الوطني الحاكم. ويحاول المرشحون الهرب من بعض الرموز المضحكة مثل رمز الكنكة، وهو إناء صغير لصنع القهوة يتسع لفنجان واحد أو فنجانين، ورمز الدلو، وهو إناء لسحب الماء من البئر، ورمز الكف الذي يوحي إلى قارئة الفنجان أو الدجال.

وفي انتخابات مجلس الشعب المصري عام 1987 حصل الداعية الأزهري الشهير الشيخ البدري على رمز الكنكة وأعطوا منافسه الذي ينتمي للحزب الحاكم رمز الهلال. فما كان من الشيخ البدري إلا أن قلب الطاولة على الحزب الوطني الحاكم فكان يخطب في حملته الانتخابية بأسلوب أزهري لطيف وساخر: أعطوني صوتكم مضبوطاً وأعطوه لمرشح الحزب الحاكم الذي ينافسني على الريحه!

وقد تحقق طلب الشيخ وفاز في الانتخابات لمجلس الشعب وسقط منافسه المدعوم ولم يغن عنه رمز الهلال شيئاً..!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى