دلالات انتخابات سبتمبر

> عبدالرحمن خبارة:

>
عبدالرحمن خبارة
عبدالرحمن خبارة
صحيح إن الانتخابات ليست هي الديمقراطية.. وأهميتها في ظل التنافس سيكون لها ردود أفعال في المستقبل القريب.. فلا يستطيع الفائز في حالة أن تجرى انتخابات نزيهة وشريفة بعيدة عن التزوير أن يحكم كما كان قبلها ولا يعود بسبب ذلك إلى الالتزام ببرنامجه الانتخابي، وإنما بحصيلة ما امتلكته الجماهير من وعي نسبي لهمومها وأزماتها ومشاكلها التي برزت على السطح أثناء عملية التنافس.

< أنظمة الحكم تتغير..والمطالب تتفاقم ولعل ما حدث في شبوة ويافع يعكس حقيقة زيادة وعي الناس بمطالبها.. هدد المواطنون في يافع بمقاطعة الانتخابات في حالة عدم تحقيق مطالبهم، و في شبوة جرى تهديد مماثل في حالة عدم توظيف أبنائهم في مشروع الغاز («الأيام»).. وهكذا سقط الحاجز النفسي عند الناس من الخوف من السلطة،، فهي إذا أرادت السير الطبيعي فعليها تحقيق مطالب الناس فقانون القوة قد سقط!!

< لقد حاولت السلطات في الماضي الاستفادة من انتشار أمية القراءة والكتابة.. كما استفادت أيضاً من انتشار الأمية السياسية والثقافية وحاولت التدريب الطويل للرأي العام على أسلوب التفكير الأحادي الاتجاه الذي يقبل إليه بالتصديق ويرفض ما يمحص وما يعرض أو يخصع للمنطق والتحيل.

< المواطن يريد سيادة القانون والنظام ويرفض سيادة العرف والتقاليد البالية المعادية للتطوير والتنمية، ويريد أن ينتقل من مرحلة السماح الديمقراطي إلى مرحلة سيادة المناخ الديمقراطي فهذا هو الحل الوحيد للخروج من مستنقع الأزمات والكوارث والخروج إلى عالم أرحب ووضع صحي ونظيف.

< لأن المواطن على دراية وعلم أنه في ظل الدكتاتورية والحكم الفردي يخشى الناس السلطة.. وفي ظل الديمقراطية الحقة يخشى الناس القانون «فخوف السلطة تخلف وخنوع.. وخوف القانون رقي وحضارة».

< ومهما كانت نتائج الانتخابات.. فاليمن ستكون على مفترق الطرق، ومع تفاؤلي بأن حكم الأمس ليس له طريق إلا المزيد من التردي.. وعلى طريقة نكون أو لا نكون.. وما أحوج حكامنا اليوم أو ما بعد الانتخابات أن يعوا جيداً أي طريق يختارون لليمن!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى