من أجل مستقبل أجمل

> «الأيام» روماس عبدالقوي عبدالله / عدن

> «التاريخ عربة يجرها الأبطال» مقولة شهيرة ذكرها توماس كارليل في كتابه عن عظماء البشرية، وقد تمثّلها الكثير من المفكرين وهم يعيدون سرد وقائع التاريخ مستندين الى عبقرية الفرد ودوره في تقرير مجرى الأحداث، ولكن كتّاب الفكر الماركسي كانوا ضد هذا الرأي، فالتقدم في رأيهم لا يحدث إلا من خلال المجتمع ككل وما الفرد إلا ذرة ضئيلة في بنية التاريخ الضخمة، وبالرغم من أن الزمن لا يرجع للوراء فإننا نعيد الآن اكتشاف دور الأفراد المميزين خاصة عندما يفهمون حركة المجتمع ويدركون ببصيرتهم النافذة اللحظة المناسبة للتغيير.

وقد حان دورنا كمواطنين في مجتمعنا اليمني نتطلع إلى مستقبل أفضل ومعيشة كريمة أن نمارس حقاً من حقوقنا كفله لنا الدستور وهو الاستحقاق الانتخابي مثل غيرنا من الدول التي تتمتع بالديمقراطية وتنعم بالرخاء والاستقرار، وها هي الفرصة تواتينا مجدداً بعد مضي سبعة أعوام على الانتخابات الرئاسية والمحلية السابقة واقترب بنا المطاف من صناديق الاقتراع من اجل التصويت في الانتخابات الرئاسية والمحلية في سبتمبر الحالي من هذا العام. وكما أشرت في مستهل الموضوع إلى أننا نعيد الآن الكرّة لاكتشاف الافراد المميزين الذين يفهمون حركة المجتمع ويدركون ببصيرتهم النافذة اللحظة المناسبة للتغيير فأرجو من كل مواطن حر نزيه أن يدرك حساسية الموقف، وأن لا يتخلى عن دوره في هذه اللحظة الحاسمة، وأن لا يضيع حقاً من حقوقه كناخب وأن يؤديه بكل أمانة لكي تصلح أحوالنا ونطمئن بأن حياة طيبة سننعم بها نحن وأولادنا في المستقبل بل ولما فيه خير وصلاح البلاد والعباد، وكلمة حق تقال خير من التخاذل والانشغال واختلاق الأعذار، فإن ما تمر به البلاد من ظروف سيئة وتردٍّ في الاوضاع وتدهور في جميع المستويات الخدماتية واختلال الموازين في شتى أمور حياتنا اليومية من فساد وغلاء وبلاء ونهب وسلب للمتلكات العامة والبطالة وبيع الوظائف من قبل السماسرة وانتشار الامراض الادارية كالمحسوبية، لا بد من تغييره وإصلاحه، واستئصال الورم الخبيث الذي استفحل في أجهزة الدولة في السنوات الاخيرة بشكل خارق لا يقبله عقل ولا منطق ولا شريعة، وإن التغيير آت بإذنه تعالى وبإرادة هذا الشعب الصبور لكن هذه المرة عبر صناديق الاقتراع إذا تمت الانتخابات بشفافية مطلقة وبصورة نزيهة من أجل حياة أفضل لما فيه خير للبلاد وأحوال العباد، وتذكر عزيزي الناخب دائماً أن الشخص المناسب لا بد أن يكون في المكان المناسب وهذا حق لا بد أن نمارسه جميعاً بكل صدق وأمانة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى