إلى المرشحين الذين يتحدثون عن الفساد

> «الأيام» هشام صالح العولقي/ صنعاء

> شدتني خطابات لمرشحي الرئاسة والمجالس المحلية وكلها تتحدث عن الفساد والإفساد وعن كيفية الإصلاح ومحاربة الفساد.

وقد يبدو الكلام للوهلة الأولى بأنه جميل ويوحي بأن هذا المرشح أو ذاك قد يحقق القضاء على الفساد بغمضة عين، ولكن عندما نتعمق في الموضوع وننظر الى مشكلة الفساد في بلادنا بنظرة متفحصة نجد أن الوضع أصعب وأعقد من ذلك بكثير فمشكلة الفساد أصبحت مستأصلة ومتجذرة الى درجة كبيرة، وأصبح إيجاد حلول لها أمراً صعباً جداً فهذا يعني أن تُغيّر طبائع عشرات أو ربما مئات الآلاف من الناس التي ألفت وتعودت على الفساد حتى أصبح عادة يومية يتناولها الكثير من موظفي الدولة كما يتناولون طعام الإفطار.

إن الفساد كان يمكن محاربته والقضاء عليه بسهولة مع بداية انتشاره في أوائل التسعينات، أما اليوم وقد صار عادة أغلب موظفي الدولة وأصبحنا نادراً ما نجد موظفا لا يرتشي أو يستحل المال العام فقد أصبحت الامور أصعب كثيراً.

إن الفساد اليوم يحتاج الى عزيمة قوية من قبل المرشح الفائز للقضاء عليه، فالفساد في الدولة كالسلسلة لا يمكن أن تصلح حلقة واحدة منها بدون أن تصلح السلسلة كاملة، فلا يمكن أن يتحقق إصلاح إذا كان المدير نظيفاً لوحده وبقية موظفيه فاسدون، كما لا يمكن أن يتحقق إصلاح مع مدير فاسد حتى ولو كان موظفوه شرفاء، ولا يمكن ان يتم القضاء على الفساد في ليلة وضحاها بل يحتاج القضاء عليه إلى خطوات عديدة تشمل التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحسين معيشة الناس، فمن الصعب أن تكافح الفساد في ظل أوضاع اقتصادية متردية ورواتب وأجور متدنية لا تلبي احتياجات الحد الادنى من المعيشة. كما أن من أهم وسائل مكافحة الفساد هو تقوية الوازع الديني وتنمية القيم والاخلاق لدى المجتمع ككل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى