لإصلاح المجتمع.. أولاً إصلاح النفس

> «الأيام» وهيب صالح أحمد / تعز

> إذا عاش الإنسان محتقراً جرحت مشاعره، شعر بالغدر والخيانة من قبل أصدقائه وأهله وجيرانه وأقاربه ، ويحس بالظلم والقهر، فلا بد عليه أن يلوم نفسه ويصارحها ويزرع في قلبه الحب المخلوط بالتسامح والعفو والإحسان، لكي يتعامل مع هذا المجتمع بواقعية لأن قلبه سيكون عامرا بالحب، لنفسه ولمن حوله، وليس كحب هذه الأيام المليء بالأشواك والدسائس والغدر والخيانة والمبالغة والمجاملات.

ومن هذا المنطلق أقول إن أقرب طريق يوصلك إلى محبة الآخرين هو القلب لأنه يعتبر المضخة الصغيرة الحجم والعظيمة في عملها والتي تمر عبرها الصدمات وتنزف من الألم وتدمي الجراح، القلب هو الذي يرق ويلين بالكلمة الطيبة، بالابتسامة الرقيقة ويقسو بالمعاتبة الجارحة واللوم والجفاء، وليس بالمال أو بالمظاهر بل بالمواقف لأن محبة الآخرين فن يجهله الكثيرون منا مع أنه ليس من المستحيل علينا العثور عليه ولدينا القدرة أن نصل بتعاملنا هذا إلى أقسى القلوب التي لا تعرف الرحمة ولا تلين ولا تستكين. فنقول لقاسي القلب: الحب أحساس وشعور وعمل، فالإحساس يولد الرغبة بالرقي والتسامي ويروض مشاعرنا ويهذبها فالعواطف إذا لم نرتق بها لن تجلب لنا إلا العواصف، والحب عاطفة يتمنى كل فرد ان يستحوذ عليها ويمتلكها ولكن لكل قاعدة شواذ فمن المستحيل أن يحبك كل الناس ولو حرصت، وقد لا يكون العيب فيك أو فيهم، وبالتـأكيد أن فئة من البشر قد لا تحبك وبدون سبب واضح أو حتى سابق، فالأرواح جنود مجندة وهناك من لا يحبونك ولهم أسبابهم ونظراتهم وشعورهم الخاص تجاهك، ومادمت حاولت أن تسترضيهم وتعمل على بقاء العلاقة وفشلت لأنهم يصرون على إبداء العداء لك فأفضل وسيلة للتعامل معهم أن تتجنبهم وتبتعد عنهم حتى لا تنغص حياتك إذا لم تكن هذه الفئة ممن رضاهم عنك سيدخلك الجنة أو النار.. وليس معنى ذلك نهاية العالم فلو خسرت فردا فهناك الكثير ممن يمتلكون الحب والوفاء فركز جهودك ووزع محبتك واهتمامك على أولئك الذين يكنون لك الاحترام والتقدير والمحبة وعليك أن تؤقلم نفسك في هذا الزمن لمقابلة وجوه متغيرة ومتقلبة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى