لعدن .. من العالم أشواق!

> عبود الشعبي:

>
عبود الشعبي
عبود الشعبي
كأن (كيث فاز) أراد أن يشير إلى أن لمدائن العالم أذواقاً من العشاق والمشتاقين تتنافس إزاءها تلك البقاع بمقدار ما تكتنزه من موروثات ثقافية وحضارية، واستراتيجية الموقع وجاذبية المكان، وليس رأينا نقيضاً لما يرى الرجل، إنما نصدقه القول إن مزايا المدائن تتنوع وطباع أهلها كذلك، ومن هنا يكون التنافس في اجتذاب عقول المولعين بالأسفار إلى مدن تحتل مساحات في قلوبهم كبيرة.. وعن الرجل، ليس بعيداً عن محبٍّ ولد في مدينة تقع في شغاف قلبه طال بعاده عنها مدة مضت لم تمر دون أشواق حملها في حنايا نفسه كيث فاز، كأنه فيما مضى من زمن ظل يستروح ضيافة العدنيين لأربعين عاما قال عنها: «لم يمر يوم خلالها إلا ويكون هناك شوق لزيارة مدينة عدن». هذا إذاً حب أصيل قادم من الآفاق لم ينس صاحبه أنه (نبت) مثل عشب الحدائق الملتصق بتربة عدن، حيث ولد في المدينة وكانت أمه مدرسة في ثانوية للبنات في عدن، ويريد هو بدافع شوقه كمحب (عريق) أن يطلب إلى المحافظ الذي استقبله بحفاوة أن يرشح لهم مدرسة لتوأمتها مع مدرسة في بريطانيا، هنا لا شك نكتشف عشقا فريدا عند كيث فاز، الذي أعمل عقله ليصل إلى هذه الفكرة التي يستطيع الرجل من خلالها أن يروي ظمأ شوقه بالنظر إلى ما يذكره بمدينة المولد كلما شفّه الوجد وهو في موطنه البعيد، وهو أيضاً درس في الحب يشير كيف أن صاحبه مازال يتملى منذ أربعين عاما صورة أمه وهي ذاهبة نحو المدرسة في مدينة اسمها عدن، راق للمحب أن يذكر أن لها «تاريخاً عظيماً، ليس ماضيها المجيد فقط وإنما لها مستقبل زاهر» («الأيام» عدد 4880) وهو درس يفحم من يدعي وصلاً بالمدينة بينما يظل العمل من أجلها في الهامش! إن كيث فاز لم يأت لعدن بسبب هاجس انتخابي كما يفعل مرشحو الأحزاب هذه الأيام، لكنه جاء وفاء للمدينة التي شهدت طلقات آلام المخاض وإرهاصات المولد، وأن هذا البرلماني الكبير الذي يرأس وفد بلاده إلى اليمن لم ينس أنه كان طفلاً يحبو على سطح منزله في عدن، ثم تلميذا في المدرسة، كانت أمه تودعه إليها بينما تمضي هي ذاهبة إلى ثانوية البنات. هذا مشهد مؤثر في قلب الرجل، ما يزال يستجره رغم مدة الفراق التي طالت.. وفي هذا صفة أهل (المروءة).. ولكي ينزع عن نفسه صفة النفاق التي ليس لها محل في أخلاق الرجال يقول: «إن زيارتنا ليست للنزهة ولكن لإعادة المستثمرين إلى اليمن»، فهو يبشر أهل اليمن أن مؤتمر المانحين الذي سيعقد في لندن من 15-16 نوفمبر 2006م سيكون من أولى اهتماماته أن يحقق لليمن نجاحاً، ويردف الرجل: «لأن نجاح اليمن نجاح للجميع». لكن ما أحوج البلد إلى مخلصين يحفظون العهود والأمانات، ومثل هؤلاء ليس يفقدهم اليمن الحبيب.

إن هذه ليست لفتة صحافية للناخب كي يمنح صوته لكيث فاز، لكن بحسب تصريحات الرجل أن عدن تحتاج إلى تغيير يتناسب على الأقل مع ماضيها المجيد، هذا التغيير يجب أن يكون واقعياً وملموساً وليس يافطة في مهرجان انتخابي أو برنامج (وعود) أثبتت الأيام أن أولئك الذين وعدوا لم يوفوا. وأن عدن صمدت رغم (الجفاء) لكن بقيت المدينة رغم الطقس السياسي الحار تتفيأ عناية محافظين منحوها ظلالاً عندما أظهروا حباً لعدن كالشعيبي يحيى، والكحلاني أحمد، وفي الاتجاه نفسه تظل إشارات كيث فاز الذي زار مستشفى الجمهورية التعليمي ونيته حث وزير الصحة البريطاني على المساعدة في إعادة تأهيل المستشفى وترشيح مدرسة لتوأمتها بمدرسة في بريطانيا.. وإشادته بشواطئ المدينة التي عدها أجمل من دبي بمثابة رسالة للسلطات لتقوم بواجبها نحو عدن الماضي والمستقبل، كأنه يريد أن يقول إن عدن مدينة عالمية لولا العثرات في طريق السياحة والاستثمار، وضعف البنية التحتية، و(ظلم ذوي القربى) الذي هو أشد مضاضة!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى