الشرق الاوسط مادة تعليم صعبة وحساسة في جامعات اميركا الشمالية

> مونتريال «الأيام» غيوم لافاليه :

> ادرجت جامعات اميركا الشمالية في برامجها منذ اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 دروسا حول الشرق الاوسط غير ان تعليم هذه المادة ينطوي على صعوبات وحساسيات نظرا للاجواء السلبية الناتجة عن "الحرب على الارهاب".

واوضح خوان كول من الجمعية الاميركية الشمالية للدروس حول الشرق الاوسط ان "عدد الوظائف في الجامعات والكليات لاختصاصيي الشرق الاوسط ارتفع كثيرا".

واضاف "هناك الفا معهد جامعي في الولايات المتحدة والعديد منها لم يكن بين اساتذته اختصاصيون في الشرق الاوسط. وحين يتقاعد استاذ في التاريخ الاميركي، تكون الافضلية في اختيار خلف له لاختصاصي في الشرق الاوسط على اختصاصي في الصين او الهند".

غير ان هذا التعليم لا يخلو من الصعوبات وقد يشعر العديد من الاساتذة بان الطلاب انفسهم يسعون للايقاع بهم.

وانشأ الاختصاصي في شؤون الشرق الاوسط دانيال بايبس في خريف 2002 موقعا الكترونيا باسم "كامبوس ووتش" يقوم بنقد الاساتذة الذين يعطون دروسا حول الشرق الاوسط.

وادرج هذا الموقع النافذ لائحة باساتذة "مقبولين" داعيا الطلاب الى التنديد بدروس الاساتذة المناهضين للولايات المتحدة.

واوضح بايبس ان "بعض الاساتذة يشعرون بالفخر حين نتحدث عنهم ولو بالسوء في حين يشعر البعض الاخر بالخجل. لكن هذه ليست مشكلتنا"وهو يحث الاساتذة الجامعيين على المشاركة في مجهود الحرب الاميركي.

وقال لوكالة فرانس برس "اننا في حرب وتترتب على الجامعات مسؤولية المشاركة في هذا المجهود. ومأخذنا الرئيسي هو ان الاساتذة لا يفعلون ذلك. يجدر بهم المساهمة في مجهودنا الحربي مستخدمين في ذلك معرفتهم بلغات هذه المنطقة من العالم وثقافتها وتاريخها واقتصادها".

وفي ظل هذه الاجواء الفكرية المتوترة يتجه العديد من اختصاصيي الشرق الاوسط المعارضين لسياسة البيت الابيض الخارجية الى كندا.

وقال ينس هانسن استاذ التاريخ في جامعة تورونتو ان "زملائي في الولايات المتحدة يعتبرون كندا ملاذا للفكر النقدي حول الشرق الاوسط".

وكما في الولايات المتحدة، سجل ارتفاع كبير في الطلب على اختصاصيي الشرق الاوسط في الجامعات الكندية ايضا منذ العام 2001 وقد تضاعف عدد الاساتذة من هذا الاختصاص خلال خمس سنوات.

وبما ان عددا ضئيلا فقط من الجامعات الكندية يتيح تخريج دكاترة في هذا المجال، استقدمت الجامعات اساتذة من اوروبا لكنها توجهت بصورة خاصة الى الولايات المتحدة حيث تعاقدت مع بعض كبار اساتذة الجامعات الاميركية.

ولم ينتظر الاختصاصي في الشؤون الايرانية ريتشارد فولتز التعاقد مع جامعة كندية ليعبر الحدود بل عمد فور انتخاب جورج بوش لولاية ثانية عام 2004 الى مغادرة منصبه في جامعة فلوريدا التي يصفها بانها معقل "مسيحي" و"عسكري" ليبحث عن عمل في كيبيك.

ويذكر الاستاذ الذي يدرس حاليا في جامعة كونكورديا في مونتريال ان الطلاب في فلوريدا "لم يكونوا يحتملون ان يقال لهم اي شيء ضد الحكومة الاميركية".

وقال "ان امكانية التحاور هنا اكبر منها في الولايات المتحدة"، مقرا رغم ذلك بانه يواجه صعوبات مع طلابه المسلمين بمعظمهم، وهم ياتون الى دروسه ب"افكار مسبقة" حول مضمونها. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى