بن لادن المختفي هل أصبح شخصية رمزية ولم يعد يمثل خطرا حقيقيا؟

> كابول/القاهرة «الأيام» آن بياتريس-كلاسمان وكان ميري:

> فشلت جميع المحاولات للامساك بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ولم تفلح أجهزة المخابرات وخبراء التعقب وطائرات الاستطلاع وفدية قدرها 25 مليون دولار في وضع نهاية لاشهر "الارهابيين" الهاربين في العالم.

اختفى بن لادن قبل خمسة أعوام في أفغانستان وسط شكوك كبيرة داخل العاصمة الافغانية كابول في أن تتمكن الولايات المتحدة من تقفي أثره ووسط تكهنات بأنها تحافظ على بقائه في الحرية للاستفادة من وجوده في مجال مكافحة الارهاب.

لم يعط الرئيس جورج بوش أي فرصة لابن لادن في أعقاب هجمات سبتمبر 2001 حينما قال: "إذا اعتقد بن لادن أنه يستطيع الاختباء والهروب من الولايات المتحدة وحلفائها فقد أخطأ تماما". وفي عام 2004 صرح المتحدث باسم الجيش الامريكي في أفغانستان في ذلك الوقت بأن القوات الامريكية ستلقي القبض على بن لادن خلال نفس العام فيما أكد الرئيس الباكستاني نهاية العام أن أثر بن لادن فقد تماما.

وعادت الامال لتنتعش من جديد في مايو من العام الماضي بعد القبض على الرجل الثالث في تنظيم القاعدة في باكستان ولكن "أبو فرج الليبي" رفض أن يسلم رأس قائده للولايات المتحدة.

منذ ذلك الحين لم يخرج مكان وجود بن لادن عن محيط التكهنات والشائعات دون توفر أدلة أو براهين ومنها وجوده في المنطقة الجبلية على الحدود بين باكستان وأفغانستان في الوقت الذي نفت فيه كل دولة وجوده على حدودها دون تقديم أيضا أي دليل على ذلك. أما الحكومة الامريكية فتجيب على الاسئلة حول بن لادن بقولها إنه سيلقى في النهاية جزاءه العادل دون توضيح متى سيلقى هذا الجزاء فيما يدعي أحد جنرالات الجيش الافغاني أن بن لادن لن يلقى أي عقوبة بسبب رغبة الولايات المتحدة في عدم المساس به ومن ثم البقاء في الدولة ذات الاهمية الاستراتيجية بالقرب من الحدود مع إيران والصين وباكستان والدول الغنية بالنفط وهذا يتعارض مع رغبتها في القضاء على بن لادن لان قتله أو القبض عليه يعني نهاية حجتها في البقاء الكثيف هناك.

ولا يختلف تحليل خبراء الشئون الافغانية عن آراء الجنرال الافغاني حيث يرون أن الامساك بابن لادن سيعني فقدان الولايات المتحدة لاكبر خصومها الذي تستغله في مجال مكافحة الارهاب الدولي.

وعلى أي حال فقد أصبح بن لادن شخصية رمزية لانه لم يعد يمثل تهديدا حقيقيا والمتوقع أن تستمر الهجمات والاعتداءات أيضا في أفغانستان وخارجها في حال غياب بن لادن.

ويبدو أن توقعات خبراء شئون الارهاب قبل ثلاث سنوات قد تحققت حيث انتقلت الكراهية المتولدة لديه تجاه الغرب إلى دوائر المتطرفين من العرب المسلمين ولكنه فقد دوره كزعيم يخطط للعمليات بنفسه. والدليل على هذا التطور مقتل أبو مصعب الزرقاوي زعيم "تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين" الذي كان يدين بالولاء "للشيخ" أسامة بن لادن دون وجود ما يفيد أنه كان يتلقى منه الاوامر أو الدعم بالمال أو السلاح أو المجاهدين.

ويعتقد خبراء الامن أن خلايا القاعدة الارهابية في المملكة العربية السعودية تأخذ من بن لادن مثلا أعلى وتعمل بشكل ذاتي.

وفي الوقت الذي يشارك فيه الكثير من المسلمين بن لادن آراءه حول السياسة الامريكية في الشرق الاوسط وأفغانستان والعراق إلا أنهم يصفون هجمات القاعدة ضد المدنيين بالوحشية والخطأ. د.ب.ا

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى