في الذكرى الخامسة لاحداث سبتمبر .. مشاعر قلق وتمزق بين العرب والمسلمين الامريكيين

> واشنطن «الأيام» توني سوسكا :

>
احداث سبتمبر
احداث سبتمبر
عندما ضرب خاطفون انتحاريون برجي مركز التجارة العالمي ووزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) بالطائرات المخطوفة قبل خمس سنوات فإنهم ألقوا في الوقت نفسه بمسلمي أمريكا في قلب عاصفة من الشك لا تزال تستمر بقوة حتى الان.

وبينما كانت الانباء عن حوادث الهجوم والمضايقات وغيرها من الانتهاكات ضد عرب ومسلمي الولايات المتحدة تراجعت عن مستوياتها العالية للغاية عقب هجمات 11 أيلول/سبتمبر فإنها عاودت الصعود مجددا على مدى العامين الماضيين لاسباب عدة بينها الحرب التي قادتها أمريكا في العراق.

إن ذلك جزء من مناخ يعمق من أجواء عدم الثقة نحو شريحة من المواطنين الامريكيين كان ينظر إليهم على نطاق واسع بأنهم اندمجوا في التيار الرئيسي للمجتمع بقدر يفوق بكثير نظرائهم المسلمين في أوروبا الغربية.

لكن أمريكا شهدت في فترة ما بعد صدمة 11 أيلول/سبتمبر صدعا في صورتها الذاتية كونها بلدا مواطنوها أمريكيون بالدرجة الاولى ثم بعد ذلك أفراد ينتمون لجماعة عرقية أو دينية.

ويقول جيس زغبي رئيس المعهد الامريكي العربي في واشنطن " حتى الجيلين الثاني والثالث الذين ولدوا هنا يواجهون مشكلات.. ويخافون من مواجهة مشكلات".

وصرح زغبي قائلا " يخشى الناس اتساع نطاق هذه المشكلات.. وهذه هي المشكلة".

ويوثق بحث أجرى مؤخرا مخاوف العرب الامريكيين من أن الحكومة تتجسس عليهم وأن ثمة توتر متصاعد مع الاجهزة المعنية بتطبيق القانون ومسئولي العدالة المتهمين بتبني مفاهيم عرقية أو دينية نمطية.

ووجدت الدراسة أيضا أن العرب الامريكيين عرضة بما يزيد على الضعف لمشاعر الاحباط مقارنة بغيرهم من الامريكيين العاديين وأن أجورهم تراجعت منذ عام 2001 ولاسيما في تلك المناطق التي تشهد معدلات جرائم دافعها الكراهية.

على جانب آخر فإن نحو 25 في المئة من الامريكيين وربما أكثر ينظرون إلى المسلمين بشكل سلبي. وكشف استطلاع لصحيفة " يو اس ايه توداي" نشرت نتائجه في شهر آب/أغسطس الماضي أن 39 في المئة يعتقدون أن المسلمين حتى الامريكيين منهم يتعين أن يحملوا بطاقات هوية " خاصة" في إطار إجراءات مكافحة الارهاب.

وتتفاوت أشكال التمييز الموجه للمسلمين في الحياة اليومية بين رسائل الكترونية بذيئة في العمل إلى جرائم دافعها الكراهية الشديدة مثل حرق المساجد.

ويقول زغبي أن المهاجرين الجدد وأصحاب المتاجر والطلاب هم الاشد عرضة للخطر لاسيما لو كانوا يرتدون أردية عربية أو إسلامية واضحة.

وتوجه جماعات للضغط تضم ما يقدر بستة ملايين مسلم في الولايات المتحدة اللوم لمسئولين أمريكيين بينهم الرئيس جورج بوش لقوله أن الولايات المتحدة في حرب مع "فاشيين مسلمين".

ودأب بوش على استخدام تلك الصورة في مسعى منه لتشبيه الحرب الامريكية المعلنة على الارهاب بالحرب ضد شر النازية في الحرب العالمية الثانية,بيد أن وضع المسلمين الامريكيين ربما لا يزال إيجابيا في عين مراقب أوروبي.

وصرح منير عزاوي المتحدث باسم المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا أن رحلته التي دامت عدة أسابيع للولايات المتحدة والتي التقى خلالها بمسلمين ويهود ومسيحيين ألقت الضوء على التناقض بين حال المسلمين في أمريكا وحالهم في أوروبا.

وصرح عزاوي/28 عاما/ بعد جولته التي تمت برعاية الحكومة الامريكية بأن "الشيء الذي أثر بشده فيه لقاء المسلمين الامريكيين إنهم يشعرون بالفخر بانتمائهم الامريكي وتملؤهم روح التفاؤل. ويتطلعون إلى المستقبل".

بيد أن تحقيقا أجرته صحيفة "واشنطن بوست" مؤخرا جاء بنتيجة مختلفة,فقد أظهر أنه في حين أن المسلمين الامريكيين ليسوا بمتشددين بوجه عام إلا أنهم " صاروا يشعرون بالتمزق" وباتوا يسعون بشكل متزايد لالتماس الراحة في الاسلام وليس في الحلم الامريكي. (د.ب.أ)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى