«الأيام» تشارك في زيارة لبعض المشاريع الألمانية في اليمن

> «الأيام» أحمد الشبارة:

>
الحقل التجريبي للرى بالجرار
الحقل التجريبي للرى بالجرار
تشترك اليمن وألمانيا في كثير من التجارب وتتميزان بعلاقة ثنائية هي الأبرز ما بين دولة عربية وأوربية ولعله من المهم التذكير ان البلدين قد حققا اعادة وحدتهما في نفس العام وهذا ما أوجد تقارباً تاريخياً وسياسياً بينهما، هذا خلافا للعلاقات الثنائية الأخرى والتي من أبرزها دعم ألمانيا لليمن في التنمية وفي مجالات عديدة منها دعم قطاع الاقتصاد والصحة والتعليم والحفاظ على التراث والثقافة والتبادل الطلابي والتدريب المختلف.

اليمن بلد مركزي للدعم الالماني بإجمالي 870 مليون يورو

مشروع محطة معالجة الصرف الصحي بمليونين و800 ألف دولار لمدينة حجة

«الأيام» شاركت المسؤولون الألمان في زيارة خاصة لعدد من المشاريع التي تمول عبر المؤسسات الألمانية العاملة في اليمن واقتصرت الزيارة على محافظتي عمران وحجة الأربعاء الماضي 6/9/2006م وخرجنا بالحصيلة التالية:

في محل أبو مختار لصناعة الفخار
في محل أبو مختار لصناعة الفخار
بعد التجمع أمام مقر السفارة بصنعاء تم التوجه الى محل ابو مختار لصناعة الفخار وذلك لتعريف المشاركين في الرحلة بالمادة التي تستخدم في عملية الري بالجرار وتم الاطلاع على الفرن الذي تصنع فيه جرار الماء وعملية التطوير المقررة للفرن حتى تكون الجدوى من استخدام الجرار ذات فائدة أكبر لعملية حفظ وتوزيع المياه على النباتات بصورة دقيقة وعلمية وبالمواصفات المطلوبة. وبعد الوصول الى (حبابة) بمحافظة عمران تم زيارة أحد الحقول التجريبية حيث قدم م. عبدالحكيم الدبعي من هيئة البحوث الزراعية ود. مايكل كلينجلر الخبير الجيولوجي ورئيس فريق الاستشاريين الألمان قدما نبذة عن بداية المشروع وآلية العمل فيه والهدف من اقامة هذا الحقل حيث أوضحا انه تم اختيار الموقع بدقة كون المنطقة محمية وبتعاون المتجمع من خلال جمعية مدن أقيان التاريخية والمجلس المحلي، وتم الاطلاع على آلية عمل الجرار والجدوى من استخدامها لتوفير المياه وزيادة الإنتاج حيث تم توفير المياه بنسبة عالية وصلت إلى 70% مقارنة بالحفل الذي تم سقايته بطريقة (الغمر) حيث تم عمل عدادين للمياه، الاول مربوط بالحقل الخاص بالري بالجرار، والثاني مربوط بالحقل الخاص بالري بالغمر وكانت النتائج جداً ممتازة وتم ملاحظة بعض المشاكل سيتم معالجتها لاحقاً عبر خبراء وفنيين والتي من أبرزها وجود الجذور حول الجرة والتجاويف في التربة (فراغات)، كما تحدث المهندس أشرف الارياني، منسق المشروع الألماني - الإدارة المتكاملة للموارد المائية، عن أهمية فكرة المشروع للاسهام في توفير المياه وامكانية تطبيقها في الحدائق المنزلية وجزر الشوارع، والمشروع على استعداد لتقديم الدعم الفني والاستشاري للشركات والجمعيات وكذا الذين يريدون تطبيق الفكرة في أية محافظة لما في ذلك من فائدة للحفاظ على المياه وزيادة الانتاج، مؤكداً ان اليمن هي البلد العربي الثالث الذي تطبق فيه هذه الفكرة بعد نجاحها في سوريا والأردن ومن قبلهما الصين وباكستان وتركيا وغيرها من الدول. وتقوم فكرة الري بالجرار على دفن الجرار على أبعاد معينة في الأرض ومن ثم ملؤها بالماء وهي بدورها تقوم بسقي النباتات المجاورة بحاجتها فقط من الماء وهذا يقلل من اهدار المياه كون النبات لن يأخذ سوى حاجته والباقي سيبقى في الجرة لفترات طويلة ولن يخرج منها الا بحسب حاجة النبات من خلال المسامات الموجودة في جدار الجرة، كما يتم ملء الجرار بطريقة الأنابيب وبنطرية (الأواني المستطرقة) لتخفيف الجهد والوقت بحيث تملأ الجرة الأولى ومنها إلى باقي الجرار بطريقة علمية منظمة تساعد على الحفاظ على المياه. وأكد السيد مايكل كلينجلر الخبير الألماني ان تجيهز الفرن الجديد لصناعة الفخار سيساهم بنسبة كبيرة في نجاح الفكرة رغم نجاحها بصورة أولية بعد تجربة الحقلين ، الأول تم سقايته باستخدام الجرار والثاني بالغمر وكانت النتيجة جيدة في التخفيف من اهدار المياه وكذا جودة المنتخبات من أنواع عديدة.

محطة معالجة مياه الصرف الصحي لمدينة حجة
محطة معالجة مياه الصرف الصحي لمدينة حجة
بعد تناول وجبة الإفطار في موقع المشروع تحرك فريق الرحلة إلى محافظة حجة وتم زيارة والاطلاع على بعض المشاريع الممولة من الأصدقاء الألمان والتي كان أبرزها المحطة المركزية لمعالجة الصرف الصحي لمدينة حجة، حيث اطلع الوفد المهندس خالد حُميد نائب مدير عام المؤسسة المحلية للمياه على لمحة عن مراحل عمل المشروع و قال:«المشروع يتسع لنحو 5500 متر مكعب وهي اجمالي السعة التصميمية وحالياً يصب في المشروع 1200-1500 متر مكعب في هذه المحطة خلافاً للمحطات الفرعية، هذه المحطة تتكون من البداية من غرفة لتخفيف السرعة ثم قنوات التنظيف للمخلفات الكبيرة التي تنقل إلى المحرقة ثم غرفة لتسريع المياه إلى الأحواض والبداية بخزان (أمهوف) وهو اسم المخترع للمحطة ويقوم هذا الخزان بالمعالجة الأساسية وبنسبة 50% من المعالجة الكلية وهو عبارة عن صفائح مخروطية وبعده مرحلة الأحواض البلاستيكية ثم مرحلة أحواض الفلترة بالأحجار لترسيب البكتريا ثم التحويل إلى سماد زراعي، وهذا المشروع بلغت كلفته مليونين و800 ألف دولار توزعت نسبة 85% على الأصدقاء الألمان و15% على الجانب اليمني وتم انشاء المحطة عام 98م ووصل عدد المشتركين حوالي 5200 مشترك ويصب في المحطة نحو 65% من الصرف الصحي للمدينة والباقي موزع في محطتي صعصعة والسوائل. كما أشاد م. خالد حُميد بالدعم الألماني والمتابعة لكل مراحل المشروع وكذا مواصلة التدريب للعاملين والفنيين سواء التدريب المحلي أو الخارجي.

بعد ذلك تم زيارة مدرسة النور حيث قام الفريق بجولة داخلية واستمع من الاخ علي حزام صعصعة مدير المدرسة عن المشاريع التي تمولها السفارة الألمانية من خلال المؤسسات الألمانية وخصوصاً في هذه المدرسة كما تحدث م. عبدالكريم الناشري الخبير المحلي في مشروع مؤسسة التعاون الفني (GTZ) عن أهمية برنامج تحسين التعليم الاساسي الممول من الالمان والمرتكز على أربعة عناصر هي (بناء القدرات، تدريب المعلمين، تفعيل مشاركة المجتمع وتعليم الفتاة، اعادة تأهيل البنى التحتية)، مؤكداً ان اقامة دورات الصفوف الأولية من أول إلى ثالث أساسي للمعلمين كانت ناجحة والبرنامج مستمر حيث لدينا مدرب معلم في كل عزلة وهو عبارة عن مدرب محور سيتبع المحور نحو 10 مدارس يتم تدريب المعلمين بطرق منهجية لرفع أداء المعلم والموجه ومدير المدرسة في 4 محافظات (عمران، حجة، صعدة، أبين)، بتمويل الأصدقاء الألمان.

خلال زيارة أحد الحقول التجريبية
خلال زيارة أحد الحقول التجريبية
وفي ختام الزيارة تحدث السيد هندريك زيله سكرتير ثان والملحق الثقافي والإعلامي والقانوني بسفارة ألمانيا قائلا:«اليمن من البلدان المركزية للتعاون التنموي الألماني وهو بلد نموذجي لبرنامج (2015م) وقدمت ألمانيا منحاً لليمن تقدر بـ 870 مليون يورو والآن هناك مباحثات لتقديم منح بـ 68 مليون يورو اضافة إلى 5 مليون يورو لعامي 2005، 2006م كمبالغ خاصة وبهذا تصبح ألمانيا في المرتبة الأولى بين المانحين والولايات المتحدة الامريكية ثانياً تتبعها هولندا ثم اليابان ثم بريطانيا، ولدينا في اليمن مؤسسات عديدة لتنفيذ هذه المنح هي مؤسسة التعاون الفني GTZ، بنك اعادة الاعمار KFW ، مؤسسة الخدمات التنموية DED ، مركز الخبراءCIM ، مؤسسة التأهيل الدولية In Wen، المؤسسة الاتحادية للعلوم الجغرافية والخامات BGR ، مؤسسة فريدريش ايبرت FES ومكتب اليمن من فريق عام 2005م، ومنظمة خدمة الخبرا المتقاعدين. ويعمل في اليمن 75 موفداً ألمانياً يعاونهم نحو 150 موظفاً محلياً، ويعود تاريخ التعاون اليمني الألماني إلى ما قبل 35 عاماً بدءاً من العام 69 بمشاريع البنية التحتية مثل مطار صنعاء، طريق صنعاء-تعز، وتمثل قضية تخفيف حدة الفقر الهدف الرئيسي للتعاون التنموي الالماني ويسير في مجالات (المياه، الصرف الصحي، ادارة الموارد المائية، التعليم الاساسي، الصحة، الطاقة، اصلاح منظومة الخدمة المدنية، وكذا مجال مكافحة الفساد).

وفيما يلي ملخص سريع للمنح المالية الألمانية على مختلف السنوات الأخيرة:

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى