مع الأيــام..الذكرى الخامسة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر2001م

> توماس جراسيكي:

>
توماس جراسيكي
توماس جراسيكي
إن الذكرى الخامسة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001م الإرهابية هي ذكرى لعدم إنسانية أولئك القتلة الإرهابيين والذين يتحتم على العالم مواجهتهم، كما أنها ذكرى للتحدي المشترك الذي نواجهه كمجتمعٍ دولي لمواجهة أولئك الذين ينشدون الكراهية والدمار والموت. إن الذكرى الخامسة لهجمات الحادي عشرمن سبتمبر هي مناسبة للمجتمع الدولي لإعادة تأكيد إدانتنا الواضحة لكل أشكال الإرهاب. فلا يوجد هناك أي دين يبرر الاستهداف المتعمد وقتل المدنيين الأبرياء كما لا يوجد هناك سبب أو مطلب مهما كان شرعياً يمكنه تبرير ذلك.

لقد كان ضحايا الحادي عشر من سبتمبر مواطنين من أكثرمن تسعين دولة مختلفة كما كانوا من أهل الديانات المختلفة، بما فيها المسيحية واليهودية والإسلام. جلب الإرهاب المآسي والدمار والموت والحزن الشديد للأبرياء في أرجاء العالم، من اندونيسيا إلى المغرب وأسبانيا والأردن وإنجلترا والهند ومصر. لقد قتل الإرهاب الآلاف من البشر من مختلف البلدانٍ، والأديان والملل والأجناس خلال السنوات العشر الماضية.

إن الإرهابيين كأولئك المسئولين عن أحداث الحادي عشر من سبتمبر وأولئك الذين قد يكونون وراء آخر مؤامرة للقتل الجماعي التي استهدفت الطائرات في مدينة لندن لطالما استهدفوا الأبرياء لوقتٍ طويل. إن أجندتهم تهدف إلى فرض نظامٍ شبيهٍ بنظام طالبان المستبد على سيادة العديد من دول العالم الإسلامي ذات الكرامة، كما أنهم لا يملكون شيئاً سوى التعصب ضد كل أولئك الذين لا يشاطرونهم اعتقاداتهم الإرهابية بما في ذلك إخوانهم المسلمين.

كل الديانات الكبرى بما فيها الإسلام والمسيحية واليهودية تتشاطر الالتزام بالعدل الاجتماعي والتعاطف والاهتمام بالفقراء وحب الأسرة والمجتمع. إن كل هذه الديانات تعلمنا أن الحياة ثمينة وأن سلب حياة الأبرياء ومنها الانتحار هو خطأ.

المتطرفون أصحاب العنف يتسترون بمفهومٍ مغلوطٍ للدين في محاولةٍ لتبرير القتل والإرهاب والعنف. إلا أن هذه الأعمال دائماً مقيتة وحائدة عن الصواب، كما يجب على المجتمع الدولي ومجتمع الأديان، والرجال والنساء الشرفاء في كل مكان أن يرفعوا أصواتهم ضد أولئك الذين ينشدون الكراهية والعنف والإرهاب. إننا ندعو زعماء كل الديانات للعمل على دعم الاحترام والتفاهم المتبادلين وإرسال رسالةً واضحةً مفادها «أن قتل النفس وقتل الأبرياء خطأ دائم».

ورغم محاولات تنظيم القاعدة المتكررة في تصوير العالم أنه منغمس في صراع الحضارات، فإن الحقيقة ببساطة هي أن المجتمع الدولي- شمالاً وجنوباً وشرقا وغرباً - قد توحد بطرقٍ غير معهودة في مواجهة التهديدات المشتركة و تخفيف معاناة البشر.

تقوم الولايات المتحدة بدورها بالعمل مع دول العالم الإسلامي على تحسين حياة المسلمين. وتعتبر الولايات المتحدة أكبر دولة مانحة للشعب الفلسطيني كما كان الأمريكيون الأكثر دعماً للمسلمين المتضررين من المد البحري ( تسونامي) في دولة اندونيسيا وكذا للمتضررين من زلزال دولة باكستان. نحن نموُل تعليم الفتيات والفتيان المسلمين وتعلم النساء المسلمات للغة الإنجليزية، وتدريب الشباب المسلم ليتسنى لهم الحصول على وظائف. كما نعمل في أفغانستان والعراق بالاشتراك مع القادة المسلمين المنتخبين ديمقراطياً على توفير الحرية والأمن للمسلمين الذين كانوا تحت وطأة القمع الوحشي لحركة طالبان وحكم صدام حسين.

عندما ننظر إلى الخلف نحو الحادي عشر من سبتمبر 2001م فإننا أيضاً نتطلع قدماً إلى الأمام ونبحث للعمل وبروح الشراكة مع شعوب العالم من أجل مواجهة أيديولوجية الكراهية وتشجيع مناخ الأمل والفرص.

إن المجتمع الأمريكي لم يصل إلى درجة الكمال، لكننا نؤمن بأن مبادئ الحرية والعدالة التي ترشدنا هي مبادئ حقة وصالحة للناس في كل مكان. نريد أن نعمل وبالشراكة مع كل الأمم في مختلف أرجاء العالم وبطرقٍ ينتج عنها عالم أكثر أمناًً وازدهاراً وحياةً أفضل لكل الشعوب.

كما أننا نجدد التزامنا بقناعتنا الراسخة بأن كافة الناس هم سواسية ويجدر بحقهم العدل والاحترام وتكافؤ الفرص والكرامة على السواء.

سفير الولايات المتحدة الأمريكية بصنعاء

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى