> إن النظام الإسلامي، كما عهدناه، نظام وسطي عادل حيث انه حافظ على الملكية الخاصة في الاقتناء والتملك، وكما هي سنة الله في الكون أوجد الله الخير الذي هو نقيض الشر فكما هنالك سبل مشروعة للتملك هنالك سبل محرمة.

لقد وضعت دول اوروبا سلطة الدولة لحفظ النظام ولضمان الحقوق الفردية التي يقوم عليها نظامهم فنجد قضاءهم عادلا.

إن الدولة الإسلامية انتصرت وترقت في أوج نهضتها لأنها دولة عادلة، دولة أخرج جيشها المنتصر الفاتح لمدينة لأنهم لم ينذروا أهلها قبل اقتحامها فأخرج الجيش الفاتح بحكم قضائي.. إنها العدالة المفقودة الآن، العدالة التي جعلت سكان هذه المدينة يسلمون لعدالة هذا الدين.

إننا في اليمن نحتاج لتلك العدالة وإلا كيف نتطور ونحن نجد أن بعض منتسبي الأجهزة العسكرية يخترقون القوانين والأنظمة ولا يعطون قيمة للعدالة ويكثرون الرشى بدعوة حق القات. وكيف نتطور والمواطن عندما يتعرض للسرقة يفضل عدم ابلاغه الجهات المختصة بما تعرض له من سرقة كونه يعلم أنه سوف يخسر أكثر مما سرق منه ولن يجني سوى المماطلة.

كيف نتطور ونحن لا نمتلك الاكتفاء الذاتي من الطعام؟ لا خير فينا مادمنا نأكل ما لا نزرع ونلبس ما لا نصنع.. حقيقة صرنا عالة على الدول التي تتحكم بقوتنا.. إننا نحتاج إلى العدالة المفقودة.

نحن الآن على أبواب الانتخابات نحتاج إلى رجال أكفاء يحققون للشعب تطلعاتهم وأمانيهم .

نرجو أن توفق الأحزاب في اخيار الشخصيات الكفؤة وعلى الأحزاب أن تعلم أن التغير لابد أن يكون من الأدنى إلى الأعلى ومحاسبة الكبير إلى جانب الصغير.

نحن المسلمين أول من ابتدع العدل قبل أن يعرف معناه الغرب الا أننا الآن وصل بنا الحال إلى ترك تراث أجدادنا الذي أخذه منا الغرب وأخذنا من الغرب سيئاته.

على حكوماتنا الرشيدة أن تتبع الطرق الناجحة للدول التي قطعت مسافات في النجاح والتطور لكن ذلك لم يحدث، فنحن نسلك عكسهم.

لماذا لا نأخذ التاريخ كعبرة وليس للتفاخر بماض لم نحافظ عليه ولنتعلم من تاريخ الدول الناجحة كيف نجحت والفاشلة كيف فشلت، ولنأخذ دولة ما مثلاً لنا وننظر كيف بدأت من الصفر، وهي كوريا الجنوبية بعد أن دمرت في أثناء الحرب العالمية الثانية وما نراها الآن فهي قد قطعت أشواطاً في التقدم والرقي وأصبحت من الدول الصناعية، فتقدمها يعود لاهتمامها باستثمار العقل البشري وإيلاء رعايتها للمؤسسات التعليمية.