الأربعاء الأسود ومصير أربعة أيتام

> نجيب محمد يابلي:

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
منذ ما يزيد على عامين، لبست ثوب الحداد واتشحت بالسواد حزناً على فقدان زوجها، الذي أنجبت منه ابنين وبنتين وأصبحت تعرف بأرملة شكري منصور علي، التي شرح الله لها صدرها، فمسحت دموع الحزن وشمرت عن ساعدها لإعالة وتربية أولادها الأربعة وأحدهم معاق.

كانت الأرملة الصابرة على حكم ربها ساهرة على رعاية أولادها وحريصة على توفير حاجاتهم من غذاء وكساء ودواء وأرخت جناحيها على أولادها، فعم الدفء وشاعت السكينة في نفوس أولادها وكانت الأم الثكلى الصابرة، أرملة شكري منصور معتصمة بحبل ربها وهي تكافح من أجل أولادها الأيتام فجعل سبحانه من عسرها يسرا.

وفي عصر الأربعاء الأسود الموافق 6 سبتمبر الجاري خرجت أرملة شكري منصور من منزلها بخورمكسر إلى كريتر لتشتري لأيتامها لوازم المدرسة التي فتحت أبوابها. بارحت منزلها والفرحة والابتسامة على وجوه أيتامها، الذين لم يكونوا ولم تكن أمهم على علم بما خبأه القدر، لم يكونوا على علم بأن لوازم المدرسة ستتحول إلى لوازم الوفاة. لم يكونوا على علم بأن بياض الأوراق سيتحول إلى بياض الأكفان.

خرجت الأم الثكلى لتواجه الحمم التي أطلقها جبل حديد شرقاً وغرباً وجنوباً، وفي منطقة الخساف وتحديداً قبالة عمارة سالم علي عبده سقطت الأم الثكلى صريعة وقد مزقتها قذيفة مع امراة أخرى لحماً ودماً.

خلفت الأم الثكلى وراءها بنتاً في الـ (19) طالبة في جامعة عدن، وابناً معاقاً في الـ (18)، وتلميذة وتلميذاً أحدهما في الثامنة والآخر في الثانية من المرحلة الأساسية وأصبحت النكبة نكبتين بوفاة الأب أولاً والأم ثانياً.

كيف يعوض هؤلاء الأيتام؟ لارعاك الله يا ذاك النبأ!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى