> نعم الانتخابات هذه المرة شكلها مختلف عن الانتخابات السابقة رئاسية ومحلية، وقبل أن نتحدث عن نتائجها المتوقعة علينا أولاً أن نعرف أن الانتخابات ما هي إلا ناتج أو حصاد لعمل ما بين الدورتين الانتخابيتين أكان ذلك لمن حالفه الحظ ونجح في الانتخابات السابقة ويريد إعادة العملية مرة أخرى أو خسر ويريد تحويل الخسارة إلى فوز سواء أكان فرداً أو حزباً أو حتى جماعة ما، وما بين الاثنين يوجد فريق ثالث ما يمكن تسميتهم المتربصين، قناصي الفرص وهذا النوع هم ممن تأتي بهم الصدفة والظروف لمكان غير مكانهم وهذا كله يمكن تصنيفه من نتائج الانتخابات.

ونحن في اليمن بغض النظر عما أفرزته الانتخابات السابقة فإن الانتخابات الحالية تختلف تماماً فبالإضافة إلى ما تعلمه المواطنون عن كيفية الممارسة الديمقراطية وإجراء الانتخابات، فإنها أيضاً قد دفعت بالكثير من الأفراد والأحزاب لخوض هذه العملية بحماس وتحديوما يمكن توقعه أن درجة الحماس مرتفعة ويمكن اعتبارها ساخنة فهي ليست باردة ولا حارة جداً بل ساخنة، وإذا ما حصل تزوير أو فوضى وابتعدنا جميعاً عن طرق الاحتيال اليمنية المبتكرة في هذه الجانب فإن نتائج جديدة سوف تفرزها هذه الانتخابات وسوف يتفاجأ الجميع بنتائجها مرشحين وناخبين وأحزاب سواء في الحكم أو المعارضة.

وفي ضوء تلك النتائج سيظهر وضع جديد اقتصادياً وسياسياً وسوف تلغى التحالفات الحالية وتبرز تحالفات جديدة وستغيب وجوه وتظهر وجوه أخرى.. وسوف يصبح للمجالس المحلية رغم محدودية صلاحياتها واقع آخر وإن برزت بعض المشاكل لكنها سوف تجد حلولاً لمشاكل أخرى والأهم من هذا كله والمفيد لنا جميعاً، هو كيف نتعلم من هذه الممارسة الديمقراطية سلوكاً وممارسة، قولاً وفعلاً على الواقع العملي.