القمندان وتفجير الثورة

> «الأيام» د. يحيى قاسم سهل:

>
د. يحيى قاسم سهل
د. يحيى قاسم سهل
تناولت عدة صحف في الآونة الأخيرة (مهرجان القمندان) من زوايا متعددة ومختلفة كان أجملها موضوع الكاتب هشام عطيري في صحيفة «الأيام» الغراء العدد 4875 يومي الخميس/الجمعة الموسوم «هل أصبح مهرجان القمندان حدثا سياسياً؟».

والأمير أحمد فضل بن علي محسن العبدلي متعدد ومتنوع المواهب تنوع الحياة ذاتها، فهو المؤرخ (هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن) ومؤسس جيش السلطنة والمتفقه في الدين(فصل الخطاب في إباحة العود والرباب) ورائد من رواد الأغنية في اليمن إن لم يكن في المنطقة (جنوب الجزيرة العربية) والمزارع العارف بأسرار الأرض ومواسم الزرع والحصد...إلخ.

والاحتفاء بالقمندان وإن كان تخليداً لتراثنا وتمجيداً لعظمة صانعيه، فهو كذلك ارتقاء بالذائقة الفنية وسمو بالوجدان الوطني، لأن القمندان وإن ولد في المحروسة لحج عام 1884م فهو ليس ملكاً للحج، فالقمندان فضاء بذاته، وإن كانت المهرجانات تقام في لحج فذلك ليس إلا احتفاء بالمكان بدلالاته ورمزيته في المتن الشعري القمنداني ومحاولة لاستحضار أنفاس القمندان وترسّم خطاه في الأزقة والحواري التي كانت فضاء لذلك النبع الخالد.

وعلى الرغم من مرور أربعة وستين عاماً على وفاة القمندان، وعلى الرغم من حياته القصيرة (1884- 1942) فإنه حضور بحجم الغياب، وغياب بحجم الحضور، ومع ذلك فالاهتمام بتراثه لم يرق إلى مستوى ذلك الحضور القمنداني ولا نكاد نعثر على دراسة ترقى إلى مصاف القمندان وما تركه من أعمال إبداعية، وحتى المهرجانات التي أقيمت باسمه هي الأخرى كانت بعيدة عن المشهد الشعري القمنداني، بمعنى أن تلك المهرجانات تقنّعت بالقمندان لمآرب أخرى آخرها هو القمندان، باستثناء النبرة الاحتفائية ولغة الخطابة الفجة التي سرعان ما تذهب مع الريح كفقاعة صابون، والدليل أن الشاعر الكبير عبدالله البردوني وهو يحضر أحد المهرجانات القمندانية مل من هذه اللغة الاحتفائية وقال لرفيقه «قم نخرج قبل ما يقولوا القمندان فجر الثورة» بحسب رواية د. محمد علي يحيى، أستاذ الادب العربي جامعة عدن الذي كان جالساً بجانب البردوني.

وواضح ما ذهب إليه البردوني.. وهذا هو ما أروم قوله في هذا العجالة، يجب أن نرتقي في مهرجان القمندان القادم، ونأمل أن يكون الإعداد والتحضير بمستوى الحدث وتقديم دراسات نقدية أصيلة تتجاوز المثالب السابقة، وتقدم القمندان بموضوعية وأمانة علمية وتقدم نصوصه الجميلة والممتعة بنصوص أكثر جمالاً ومتعة.. أما حمل المجامر وحرق البخور فالقمندان في غنى عنه وقد أحرق بسطاء شعب اليمن وأثرياؤه آلاف المجامر وهم يتغنون مع المطربين بأغاني القمندان الخالدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى