أيــام الأيــام..قراءة في مشاهد الانتخابات الرئاسية

> د.هشام محسن السقاف:

>
د.هشام محسن السقاف
د.هشام محسن السقاف
لم تشهد انتخابات ديمقراطية زخماً وإثارة مثل الذي تشهده بلادنا هذه الأيام.. ومع أن المرء يتأسف لسقوط ضحايا التدافع في مهرجان مرشح المؤتمر الشعبي العام الأخ علي عبدالله صالح يوم الثلاثاء الماضي، ويتضرع إلى الله سبحانه أن يتغمدهم بواسع رحمته ويلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، فإن اعتبارهم شهداء واجب يعتبر لفتة غير جديدة ولا بمستغربة من فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، مع ما يستلزم الأمر من تحقيق لمعرفة ملابسات ما حدث، وتوخي الحذر في الحالات المماثلة من الجهات المنظمة التي لا ينتهي عملها بحضور المواطنين أو إحضارهم وإنما بمراعاة شروط السلامة والنظام في حشد الناس وانصرافهم إلى غاياتهم بأمان بعد أن تنتهي المهرجانات.

ومع ارتفاع درجة السخونة بين المتنافسين، مرشحين رئاسيين أو مرشحين للسلطة المحلية بفرعيها مديريات ومحافظات، فإن شعبنا يسجل سابقة عظيمة في أخذه زمام المبادرة ديمقراطيا على مستوى الوطن العربي ككل، شريطة أن تمضي حدة التنافس على نسق لا يتجاوز حدود القانون ولا يصل إلى حد التعبئة والاحتقان، والاحتفاظ بمسافة من الود في الاختلاف حتى لا نفسد قضايا الديمقراطية التي تبقى وسيلة للتصحيح والمرور على جسور الثقة المتبادلة، لا نسف كل المقومات وكل الموجودات ثم الصعود إلى الهاوية كما يقال.

ولعلني في قضايا الديمقراطية والسياسة لا أميل إلى النظر إليها كقوالب جامدة وعقائد ثابتة تضع المرء محنطاً في خانات معينة، بقدر ما هي حراك في مربعات الثوابت الوطنية، فالسياسة تبدل ملحوظ نحو الأفضل، وهي فن الممكن كما يقال، وقد راعني تصريح أو مقابلة للشيخ حميد الأحمر نظر فيها بعين الاختلاف إلى مسألة ترشح الأخ أحمد عبدالله المجيدي والدكتور فتحي العزب للانتخابات الرئاسية، فالأول قد دخل هذه المنافسة الحرة لغرض التشويش على مرشح اللقاء المشترك، بينما الثاني - وهو قيادي كبير في التجمع اليمني للإصلاح - لا غبار عليه وترشحه مكفول دستورياً.

إنه نوع من الكيل بمكيالين إزاء حادثة واحدة، مع أن هناك تململاً في قيادات الاشتراكي لم يعد بخافٍ على أحد بسبب الطريقة التي تم بها اختيار مرشح المشترك للرئاسة، وتهميش الاشتراكي في هذه العملية التي يقودها الإصلاح، ونفور كثير من القيادات البارزة في الحزب الاشتراكي من هذا التحالف مع عدو الأمس والمجرب بنقضه التحالف غير مرة كما يقول بعض هؤلاء. وقد نقلت إلينا «الأيام» عدد الثلاثاء 12 سبتمبر الجاري وقائع حفل انضمام 118 اشتراكياً وإصلاحياً إلى المؤتمر بما في ذلك تهيؤ رئيس الدائرة الإعلامية في الاشتراكي د. أحمد عبيد بن دغر للالتحاق بالمؤتمر الشعبي العام. ولا يخفى على كل ذي عقل مغزى تغاضي حزب الإصلاح عن تصريحات الشيخ عبدالله بن حسين التي حسمت كل تأويل بترشيحه الأخ علي عبدالله صالح لمرحلة انتخابية رئاسية قادمة، ومن قبله تصريح رئيس شورى الإصلاح الشيخ عبدالمجيد الزنداني في الاتجاه ذاته أيضاً، ولا نقرأ أو نسمع بعضاً من التأويل والاجتهاد غير المستحق للأجر فيما يتعلق بترشح الأخ المجيدي والحكمة كما نعلم ضالة المؤمن ولكنها تغيب عن البعض أو يغيبها بجهالة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى